د. مينا ملاك عازر
قمت بزيارة لصرح طبي خيري 57357 ولا أخفي عنكم أنني حينها كنت مشبع بأمارات اليأس جراء ما أراه من انهيار الدولة والتخبط الحكومي وعجز الوزراء وفشل الإدارة، لكنني كلما كنت أخطو خطوة على أرض تلك المؤسسة كان الأمل يتسلل لقلبي رويداً رويداً إلى أن امتلكني وسيطر على عقلي وقلبي خاصةً حينما رأيت الأطفال المرضى بغرفة اللعب يلهون ويلعبون، وحين رأيتهم يرسمون ويتفننون في تلوين الحياة غير عابئين بذلك المرض القاتل اللعين مصرين على قهره، وشعرت حينها أنني لست في مستشفى ولكن في مصنع للأمل بإخذهم بالأسباب واهتمامهم تطوير أنفسهم ورقابتها والمراجعة والمتابعة والانتصار على الخطأ وعدم ترك فرصة للأخطاء البشرية، فتشعر بأنك داخل آلة كبيرة مليئة بالمشاعر والعاطفة، وهذا هو الخليط العجيب الذي فشلت فيه البشرية منذ الثورة الصناعية أن تجمع بين العاطفة والآلة، ففعلها المصريون في مؤسسة 57357 ليقهروا كل شيء بالعلم والسعي وراء الحلم بالتفكير خارج الصندوق واستخدام الكفاءات دونالنظر للوجوه والديانة والنوع واللون، كلهم مصريون ما يجمعهم أيضاً الكفاءة الكفاءة وكفى.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com