ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

رسالة مسيح المذود للشباب

القمص. أفرايم الأنبا بيشوي | 2010-12-14 12:57:26

بقلم: القمص أفرايم الأورشليمي
إنه يحبنا

إلهنا الصالح القدوس، أحب الجميع وبذل ذاته من أجل خلاصنا "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).

وفي تجسد الإله، نرى أن الرب قدَّس طبيعتنا البشرية عندما اتخذ جسدًا، وبارك الطفولة عندما وُلد طفلاً، وقدَّس المرأة عندما وُلد من امرأة، وقدَّس الشباب عندما نما قليلاً قليلاً بغير خطية وحده، وقدَّس الكبار عندما نما في أسرة العذراء مريم والقديس "يوسف النجار" وكان مطيعًا لهما. وعندما بكى على ابن أرملة نايين وأقامه من الموت، كان يريد أن يقول لنا: إني أهتم حتى بالشباب الساقط، والذي مات بالخطية. وفي مثَل الابن الضال، نري المسيح له المجد لا يمنع خيراته وعطاياه عن الابن الذي يريد أن يأخذ الإمكانيات والنصيب الذي له من أبيه ويبدِّده مع الأشرار، بل عندما يرجع بعد الإحساس بالجوع إلى بيت أبيه، يقبله فِرحًا ويذبح له العجل المثمَّن، ويُلبسه ثياب الخلاص، ويقبل توبته بفرح.

إن الرب يسوع جاء إلى العالم خلاصًا له من الخطية والضعف والخوف والموت. إنه يهمس في أذن وقلب كل منا قائلاً: "لا تخف لأني فديتك، دعوتك باسمك، أنت لي" (أش 1:43). إنني أحب كل واحد منكم بصدق، وبعمق قد يُخفى عليكم، وربما قد يشوِّهه بعض أبنائي وبناتي عمدًا أو دون قصد. أحبائي الشباب، إني أحبكم، وأنا قريب منكم جدًا في قلوبكم، وأريد أن أعلن لكم عن ذاتي، وأُظهر فيكم، وأُشبع قلوبكم.

في بحثكم عن المحبة الصادقة، أريد أن اُشبع قلوبكم ونفوسكم وأرواحكم، ولكن الكثيرين منكم يبحثون عن السعادة بعيدًا عني! في اللذة، أو البحث عن وظيفة مرموقة بمرتب مغرٍ، أو اللهو، أو... أشياء أخرى أنتم أدري بها.

لماذا الشباب؟
إن الشباب هو سن القوة والعمل والبناء.. العمر الذي فيه نختار ماذا نقرأ أو نتعلم، وفيه نتزوج ونبني أسرة جديدة، وفيه نبتدئ العمل والإنتاج. وكيفما نختار، ستسير سفينة حياتنا إلى النهاية. الشباب هو سن القوة الذي فيه نستطيع أن نبني أنفسنا علي الإيمان الأقدس، أو نعيش فيما للعالم واهتماماته. الشباب مستقبل الأسرة والمجتمع والكنيسة،  فكما يقول قداسة البابا "شنودة الثالث": "إن كنيسة بلا شباب هي كنيسة بلا مستقبل، وشباب بلا كنيسة هم شباب بلا مستقبل أيضًا".. نعم، أنتم أحبائي مستقبلنا الواثق والقوي. متى ارتبطتم بالله والكنيسة، نجحتم وتخطيتم الأزمات. وكما كان الرب مع "يوسف" الشاب العفيف، هكذا سيكون معكم، وتكونون ناجحين بل متفوِّقين. ومتى بعدتم عن مصدر القوة والإبداع، تعثَّرت المسيرة، وزادت الصعاب.

إن الرب يسوع المسيح يدرك جيدًا الظروف المحيطة بكم، والصعوبات التي تواجهونها، لكنه يعطينا القوة والأنصار واسلحة الحرب الروحية القادرة علي مواجهة حيل إبليس وإغراءات العالم وضعف طبيعتنا "كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير" (1يو 2: 14). فلا تستسلموا للشر، بل قاوموا إبليس فيهرب منكم "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها، واتَّبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي (2تي 2: 22).

كيف ننتصر؟
ابعد عن العثرات

لكي ما نبعد عن السقوط وننجو من الفساد الذي في العالم، علينا أن نبعد عما يُعثرثا أو يثير فينا الشهوات. علينا أن نبتعد عن المعاشرات الردئية التي تفسد الأخلاق الجيدة. علينا أن ننتقي ماذا نقرأ وما الذي يبنينا من قنوات تلفزيونية أو مواقع في الانترنت. يجب أن لا نبدِّد وقتنا وطاقاتنا فيما لا ينفع.

استغل وقتك حسنًا
 لقد أعطانا الله الوقت لكي نستغله حسنًا، نبني فيه أنفسنا، وننمو فيه روحيًا ودراسيًا وعلميًا وعمليًا وجسديًا وفكريًا. لنكون إيجابيين في حياتنا ومع من حولنا ولا نلوم الظروف أو المعوقات أو البيروقراطية أو الفساد المحيط بنا.. لنتعلم كيف نخطِّط وقتنا وحياتنا ومستقبلنا، ولا ندع الوقت يسرقنا فيما لا يفيد. ولنعلم أن التفوق يحتاج إلى عرق وكفاح وتعب ومعرفة مهاراتنا وميولنا ومجالات القوة فينا لتمنيتها واستغلالها للوصول للتفوق.

اشبع بالمسيح
النفس الشبعة بالمسيح لا تنظر إلى العالم ومغرياته، كما قال القديس "بولس الرسول": "خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لأربح المسيح وأُوجد فيه" (في 3: 8). فنحن مدعوين للكمال المسيحي والشبع بكلمة الله القوية والحية والفعالة. مدعوين للتناول من الأسرار المقدسة التي تهبنا النعمة والمغفرة والخلاص.. مدعوين للإتحاد بالمسيح في حياة الصلاة والحب والتأمل.. مدعوين لشركة الروح القدس الذي يقودنا ويعلِّمنا ويرشدنا ويعزينا. نحن كشباب محبوبين لدى الله رغم ضعفنا وخطايانا، ويريدنا أن نتوب ونُقلع عن كل ما يبعدنا عنه، وإن لم نستطع، نصرخ إليه ليأتي إلينا ويهبنا القوة والخلاص من ذواتنا الضعيفة، ومن أمراض النفس والروح والجسد.

لا تشاكلوا أهل هذا العالم
لأهل العالم وأبناء هذا الدهر سيرتهم الباطلة وسلوكهم المنحرف، ونحن رغم محبتنا للجميع، إلا أننا لا ننقاد لسلوك خاطئ، بل نعرف أن نقول لا للخطية في وعي، ونعرف كيف نسلك بتدقيق، ونقاوم تيار الإثم الذي في العالم، ونبقى أوفياء لمسيحنا ومحبته، ونحب الجميع محبة روحية "ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رو 12: 2).. "كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم (1بط 1: 14).

لا تشمتي بي يا عدوتي
رغم حرصنا القوي علي السلوك المسيحي الحسن وعلي إرضاء الله، ورغم جهادنا ضد الخطية؛ إلا أننا بشرُ قد نخطئ عن ضعف أو جهل أو عدم معرفة. وفي كل هذا، علينا أن نقوم ولا تتحوَّل الخطية فينا إلى عادات. علينا أن نستعين بالأب او المرشد الروحي ليأخذ بأيدينا في الطريق. علينا أن نقرأ الكتب الروحية التي تعالج ما نعاني منه، وأن نحصِّن أنفسنا، ولا نخجل من خطايانا؛ فالذي يكتم خطاياه تظل تطارده ولا ينجح، أما الذي يعترف بها ويتركها يُرحم.

لا تيأس إذن لا من رحمته الله ولا من نفسك وإصلاحها، ولا تستهين بقدراتك والنعم التي وهبك أيها الله، بل قل "إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني"، ومع القديس "بولس الرسول": "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13).

داوم علي التوبة والنمو؛ فإن حياتنا هي رحلة نحو الله، وكلما طالت الرحلة يجب علينا أن لا نفقد الهدف وهو الوصول إلى الملكوت السماوي والإتحاد بالله. وهذا يتحتاج منا إلى محاسبة ذواتنا في ضوء وصايا الإنجيل وقيادة الروح القدس وأب الاعتراف؛ لنصل إلى القداسة والكمال الذي يطلبه منا الله.

الرب يسوع المسيح يتحدث إلينا
عندما تجسَّدتُ وصرتُ إنسانًا، عشت شابًا مثلكم. أنشر المحبة في كل مكان.. مع الأطفال، ومع الفقراء، ومع الخطاة، وفي الهيكل. كنت حبًا مع أبي السماوي، أقضي الليل في الصلاة. وكنت أدافع عن المظلومين، وأرد الضالين، وأعطي رجاء للبائسين.. دافعت عن المرأة الخاطئة التي أرادوا رجمها، والآن أدافع عنكم لدى أبي السماوي. أنا هو هو أمس واليوم وإلى الأبد.. أريد أن أمنحكم حبي. اقرأوا كتابي لتعرفوا محبتي.. اعطوني بعض الوقت ومعه آذانكم وقلوبكم وأرواحكم. اتحدوا بي في سر القربان، وتعلموا إني وديع ومتواضع القلب، ومُزيل الأحزان. تتلمذوا عليَّ فإنى المعلم الصالح الذي سيخلق من كل واحد وواحدة منكم إنسان الله. سأفجِّر طاقات الخير والإبداع في داخلكم. أنا المحبة الخلاقة، وأنا القدير الذي أسكب من قلبي حبًا وعطاءًا ونجاحًا. أنا قوتكم في الضعف، ونجاحكم في التعثَّر، ومن خطاياكم أنا المحرِّر. تقولون أن العالم شرير، لكن ثقوا إني قد غلبت العالم. أنا الذي خرج من العالم منتصرًا، وسأنتصر بكم وفيكم ولكم. اعطوني قلوبكم واهتمامكم، ولاحظوا طرقي. ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر، وسأمنحكم سعادة وحياة أفضل، ثم عندما تنتهي الرحلة علي الأرض، أعطيكم حياة أبدية.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com