ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

فتح.. أقامت دولة في لبنان وشاركت في الحروب الأهلية

هشام عواض | 2016-08-21 21:22:27
كتب: هشام عواض
القضية الفلسطينية هي الشغل الشاغل لكل الفلسطينين والعرب عامة، وقامت لأجلها حروب طويلة مع الكيان الإسرائيلي، ومع الوقت أفرزت عدة حركات وجماعات فلسطينية مقاومة للسعي للتحرر، وكانت من أبرز تلك الحركات هي منظمة التحرير الفلسطينية، من نشأتها وهي تمثل ركن أساسي من معادلة المقاومة الفلسطينية، مرت بعدة مراحل وتطورات فكرية عبر تاريخها الممتد أكثر  من 60 عامًا، مرت بمراحل كفاح مسلح ثم تطورت فكريًا لتصبح أكثر سلمية وتسعى للسلام الدائم مع إسرائيل، ومع تهجير الفلسطنيين من بلادهم إلى الدول المجاورة ومنها لبنان إنتقلت معاها الفصائل الفلسطينية، وأصبحت المخيمات الفلسطينية تحت حكم وسيطرة الفصائل والحركات، مما أدى مع مرور الوقت لنشوب حروب ومعارك عديد ة ما بين الفلسطنيين و السوريين من انب و بين اللبنانيين والإسرائليين من جانب أخر، ونورد في السطور التالية بعض المعلومات عن نشأة المنظمة و ودورها في لبنان. 
 
تأسيس المنظمة والدعم المصري
 
في 23 ديسمبر 1963دعا الرئيس عبد الناصر إلى عقد مؤتمر للقمة العربية؛ وناقشت القمة القضية الفلسطينية والكيان الفلسطيني، وإتخذت "القرارات العملية في ميدان تنظيم الشعب الفلسطيني، وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه وتقرير مصيره". وقررت: "تخويل أحمد الشقيري، ممثل فلسطين في الجامعة العربية، أن يتابع اتصالاته بالدول الأعضاء في الجامعة، وشعب فلسطين حيثما وُجد؛ ليبحث معهم الطريقة المثلى لتنظيم شعب فلسطين؛ وذلك تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بهذا التنظيم".
 
وفي العام التالي انعقد مؤتمر القمة العربي الأول، لذي دعا إليه أيضا الرئيس جمال عبد الناصر أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية لتعبر عن إرادة شعب فلسطين ولتكون هناك هيئة تطالب بحقوقه وتقرير مصيره، وكلف المؤتمر ممثل فلسطين احمد الشقيري بالاتصال بالفلسطينيين وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي.
 
 فقام أحمد الشقيري بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته تم وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني عام، وقام الشقيري باختيار اللجان التحضيرية للمؤتمر التي وضعت بدورها قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الفلسطيني الأول الذي أقيم في القدس بين 28 آذار و2 حزيران من عام 1964 وافتتحه الملك حسين بن طلال، وعرف المؤتمر باسم المجلس الوطني الفلسطيني الأول لمنظمة التحرير الفلسطينية. حضر المؤتمر 242 ممثلا فلسطينيا اختارتهم حكومات عربية هي الأردن وسوريا ولبنان ومصر والكويت وقطر والعراق. وقد انتخب هذا المؤتمر أحمد الشقيري رئيسًا له، وانتخب كل من حكمت المصري من نابلس وحيدر عبد الشافي من غزة ونيقولا الداير من لبنان كنواب للرئيس، وأعلن عن قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وصادق على الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة، وانتخب الشقيري رئيسًا للجنة التنفيذية للمنظمة.
 
منظمة التحرير في  جنوب لبنان
 
مع اشتداد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أدى زيادة الخناق على الفلسطنيين إلى هروبهم إلى دول الجوار ومنها لبنان، فتحصن الكثير  من الفلسطنيين في  مخيمات أقيمت لهم في  لبنان، ونشطت الحركات الفلسيطينية، في الجنوب اللبناني، فتحصنت منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1968، وتطور الأمر  لاحقًا إلى الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1975 واستمر حتى خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في حرب لبنان 1982. 
 
وبدأت منظمة التحرير الفلسطينية من عام 1968 فصاعدًا إجراء مداهمات من لبنان إلى داخل إسرائيل، وبدأت إسرائيل غارات انتقامية ضد لبنان لتشجيع الشعب اللبناني نفسه على التعامل مع الفدائيين، بعدما هوجمت طائرة إسرائيلية من قبل مسلحين فلسطينيين في مطار أثينا، قصفت اسرائيل مطار بيروت الدولي للانتقام، ودمرت 13 طائرة مدنية.
 
الفصائل الفلسطينية تحكم المخيمات 
 
 وخضعت المخيمات اللأجئين الفلسطينيين للسيطرة الفلسطينية بعد سلسلة من الاشتباكات في عامي 1968 و 1969 بين الجيش اللبناني وقوات الميليشيات الفلسطينية الصاعدة، في عام 1969 كفل اتفاق القاهرة حق اللاجئين في العمل، لتشكيل لجان حكم ذاتي، والانخراط في الكفاح المسلح. "تولت حركة المقاومة الفلسطينية الإدارة اليومية لمخيمات اللاجئين، وتوفير الأمن وكذلك الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية".
 
على الرغم من أن الجبهة الشعبية وبعض الفصائل الفلسطينية الأخرى واصلت الأنشطة العسكرية على مستوى منخفض ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية، بعد عام 1982، يعتبر هذا الصراع تحول من صراع بين فلسطين وإسرائيل إلى صراع بين إسرائيل وحزب الله. زهق تمرد جنوب لبنان الذي بلغت ذروته خلال سبعينات القرن العشرين، مئات الأرواح العسكرية والمدنية سواء الفلسطينية أو الإسرائيلية، ويعتبر من بين العناصر الأساسية لبدء الحرب الأهلية اللبنانية.
 
دولة فتح في جنوب لبنان
 
قامت  منظمة التحرير الفلسطينية  بضم أعضاء جدد من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالتزامن مع نقل مقراتها إلى بيروت. كان جنوب لبنان يلقب ب"أرض فتح" نظرًا لهيمنة حركة فتح هناك والتي ينتمي إليها ياسر عرفات. مع عمل جيشها الخاص بحُرية في لبنان، تمكنت منظمة التحرير الفلسطينية من خلق دولة داخل الدولة. عاش أكثر من 300 ألف مشرد فلسطيني في لبنان بحلول عام 1975.
 
 إلى جانب استخدامه كقاعدة عمليات لشن هجمات على إسرائيل وضد مصالح إسرائيلية في جميع أنحاء العالم، بدأت منظمة التحرير الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية المسلحة الأخرى سلسلة من عمليات خطف الطائرات، والتي تستهدف رحلات جوية إسرائيلية ودولية، على متنها إسرائيليين ويهود. وكان ذلك التأثير الأكثر عمقًا على لبنان هو زعزعة الاستقرار وزيادة الصراع الطائفي، الذي من شأنه تدهور الأوضاع في نهاية المطاف إلى حرب أهلية شاملة.
 
في عام 1974 غيرت منظمة التحرير الفلسطينية تركيزها ليشمل العناصر السياسية اللازمة لإجراء حوار مع إسرائيل. أولئك الذين أصروا على الحل العسكري انشقوا لتشكيل جبهة الرفض، وأخذ ياسر عرفات الدور القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
 
انسحاب المنظمة من لبنان
 
في يوم 6 يونيو 1982 بدأت حرب 82 عندما غزت إسرائيل لبنان ردًا على محاولة لاغتيال السفير الإسرائيلي في لندن شلومو آرغوف تنبتها منظمة أبو نضال (مجموعة منشقة عن حركة فتح). وهاجمت القواعد العسكرية الفلسطينية ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين والحركات العسكرية الفلسطينية الأخرى، بما فيها منظمة أبو نضال. 
 
وقتل خلال الصراع أكثر من 17 ألف لبناني، وفرض الجيش الإسرائيلي حصار على بيروت، وعلى جانب أخر  خلال الحرب وقع قتال بين إسرائيل وسوريا أيضا. خوفًا من اتساع رقعة الصراع والهيبة التي منحها الحصار لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات.
 
 حصلت الولايات المتحدة على موافقة جميع الأطراف لوقف إطلاق النار وشروط لإنسحاب منظمة التحرير الفلسطينية يوم 12 أغسطس. القوة المتعددة الجنسيات ذات الأغلبية المسلمة في لبنان وصلت للحفاظ على السلام وضمان انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية. خرج عرفات من بيروت في 30 أغسطس 1982، واستقر في تونس.
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com