* الناشط الحقوقي ميخائيل بنيامين لـــ"الأقباط متحدون"
عدد مسيحيي العراق انخفض للثلث من عام 2003
قريبًا.. شبكة حقوقية تناقش أوضاع الأقليات الدينية في المنطقة
أقباط مصر لابد وأنهم أحد أقدم الشعوب الأصلية في المنطقة
على كل الكنائس والأقليات أن تتحد وتتضامن
أجرى الحوار: جرجس بشرى
تصاعدت وتيرة المُطالبات من قبل بعض الدول الغربية والنشطاء الحقوقيين بالعراق، بضرورة هجرة المسيحيين العراقيين من وطنهم درءًا للأخطار، خاصة بعد الحادث الإرهابي المأساوي الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة بحي "الكرادة" بالعاصمة "بغداد"، فهل هناك مخطط لإبادة مسيحيي العراق؟
سألنا الناشط الحقوقي العراقي "ميخائيل بنيامين" -نائب رئيس مركز "نينوى للبحث والتطوير"- عن أوضاع مسيحيي العراق، والأقليات المسيحية بالمنطقة العربية، وكان الحوار..
كيف ترى أوضاع المسيحيين في العراق؟
شكراً لكم على إتاحة الفرصة لي، وأود بداية الإشارة إلى كوني لست حقوقيًا بالمعنى الأكاديمي أو الحرفي، ولكن من المُمكن أن أكون ناشطًا في مجال الدفاع عن الحقوق، ومجال عمل المنظمات غير الحكومية..
هل ترى أن هناك بالفعل مُخططًا لتفريغ العراق من المسيحيين؟
أثير هذا السؤال كثيرًا، وفي بداية الأمر بدت وكأنها مجرد تحليلات وتكهنات، ولكن بعد الحوادث الأخيرة ونوعيتها، والطريقة التي أصبحت تنفذ بها هذه الأعمال والجرائم، أنا شخصيًا لا أراها إلا مُخططًا مُبرمجًا ومنهجيًا واضحًا، يستهدف فعلاً إفراغ الموطن الأصلي للمسيحيين "العراق" من ساكنيه الأصليين.
كم عدد المسيحيين الآن بـ"العراق"؟ وكم كانت نسبتهم قبل الغزو الأمريكي؟
تشير الأرقام الى أن العدد قد انخفض إلى ما يُقارب النصف مليون مسيحيًا، بعدما كان قبلاً عام 2003 يتراوح من مليون إلى مليون نصف.
في رأيك.. هل الحكومة العراقية مسئولة عن حوادث استهداف المسيحيين العراقيين؟
إذا لم تكن مسئولة عن الحوادث فإنها مسئولة بشكل كامل عن حماية المسيحيين، وكل المواطنين من هذه الحوادث، وعدم وضعها حدًا لهذه الاستهدافات، وعدم توفيرها الحماية الكافية يزيد من مسئوليتها أكثر.
هل تندرج الحوادث التي تحدث بحق مسيحيي العراق ضمن الجرائم ضد الإنسانية التي يُحاكم عليها القانون الدولي الجنائي؟
من وجهة نظري فانها تصل إلى عمليات تطهير عرقي، والإبادة الجماعية بالطريقة التي أصبحت ترتكب بها المجازر بحق أُناس عُرف على مدى التاريخ التصاقهم بوطنهم، وتفانيهم في خدمته، وعُرفوا بكونهم مُسالمين الى أبعد الحدود.
هناك أصوات تطالب بهجرة المسيحيين من وطنهم العراق درءً للخطر؟ هل ترى في ذلك حلاً للمشكلة؟
قطعا الهجرة لن تكون حلاً، وإن سَلّمنا جدلاً بهذا الحل، فماذا بشأن من يبقون في الوطن؟! ماذا سيكون مصيرهم؟، ولكن أولاً وأخيرًا الحل هو في حمايتهم والدفاع عنهم، وإحقاق حق المسيحيين في أرضهم، لأن العراق هو موطنهم الأصلي، وهنا تمتد جذورهم إلى آلاف السنين، وأي اقتلاع لهذه الجذور لا يعني إلا النهاية لقضية شعب، أعطى لكل العالم حضارة وعطاءً.
هل أنت مع عقد مؤتمر إقليمي حول الأقليات المسيحية بالشرق الأوسط؟
أنا مع كل تحرُك يؤدي إلى إيجاد حل بحده الأدنى للواقع المأساوي لهذه الأقليات التي تعاني الأمرين في بلدانها الأصلية، ومن ثم البلدان التي تهاجر إليها، أي أنها كما نقول باللهجة العراقية "تضيع المشيتين"، وحقيقة نحن مُمثلين عن خمس أقليات من الشرق الأوسط، قد شاركنا مؤخرًا في برنامج زمالة مخصص للأقليات المتحدثة بالعربية، ونظمته "المفوضية السامية لحقوق الإنسان" في "الأمم المتحدة" للتعريف بالآليات التي تستخدمها منظومة الأمم، قد بدأنا نفكر بجدية في إنشاء شبكة بيننا، سندعو آخرين للانضمام إلينا، وفكرنا أن أولى المهام التي قد نقوم بها عبر هذه الشبكة هو الدعوة والإعداد لعقد مؤتمر يناقش واقع الاقليات في منطقتنا.
هل يعتبر المسيحيين بالعراق -من منظور الأمم المتحدة- من الشعوب الأصلية؟
لقد توضحت بالنسبة لنا -وخصوصًا بعد مشاركتنا ببرنامج الزمالة بالأمم المتحدة، الذي نحضره حاليًا- الكثير من نقاط الاختلاف والتشابه بين مفهومي "الأقليات" والشعوب الاصلية، ولكن لم يكن لدينا أي شك في أن شعبنا "الكلدواشوري السرياني" المسيحي في العراق هو من الشعوب الاصلية حتمًا، لأن لديه كل الخصائص والمعايير التي تنطبق على الشعوب الاصلية.
هل أنتم مع الحُكم الذاتي للمسيحيين بالعراق؟
الدستور العراقي يضمن أن يتمتع شعبنا بنوع من أنواع الحكم المحلي، أو الإدارة الذاتية، أو كما يُطرح في الوقت الحالي، محافظة في "سهل نينوى" مع بقية الأقليات والقوميات، وأنا شخصيًا أراها الأنسب حاليًا، لأن خطوات التنفيذ هي الأقرب، كما ويمكن من ثم لأية محافظة أن تكون إقليمًا لوحدها، أو أن تنضم لمحافظات أخرى لتُشكل إقليمًا.
كيف ترى واقع الأقلية "القبطية" المسيحية بمصر، بصفتك من المدافعين عن حقوق الإنسان؟
من المؤسف أن واقع الأقباط المسيحيين في مصر لا يختلف كثيرًا عن واقع بقية الأقليات، في أغلبية دول الشرق الأوسط، كما لا يختلف واقع الأغلبيات؛ من حيث القمع الذي تواجهه ومدى الإنكار لجميع الحقوق الأساسية.
ما الدور الذي يجب على الكنيسة المصرية، والأقباط فعله، لحل مشكلاتهم بمصر؟
أعتقد أنه يجب على كل الكنائس وكل الأقليات، وليس الأقباط والكنيسة المصرية فقط، أن تتكاتف وتتضامن، والأهم أن يكون معهم حتى الأغلبيات، لتُحل مشكلات المسيحيين وغيرهم من الأقليات في مختلف الدول، لأن مصلحة المنطقة لا تكتمل إلا باكتمال كل "شدة الورد"، وبعدم وجود هذه الأقليات ستكون الموازنة مختلة.
ما هي رؤيتك لحل مشكلات مسيحيي الشرق الأوسط؟
أراه سؤالاً كبيرًا ومعقدًا، وليس للحل ملامح واضحة، غير أن التشبث بأرض الوطن رغم كل الظروف القاسية، لابد وأن يكون الأساس في البحث عن أي حل، مع ضرورة الانطلاق مع/ أو اعتماد الحلول الوطنية بالأساس، دون معارضة المساعدة التي قد يقدمها المجتمع الدولي، طالما تُصر الحكومات الوطنية على التنكيل بحقوق مواطنيها وليس مراعاتها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com