بقلم: مينا ملاك
خلاص من دلوقتي كل واحد يبص قبل ما يتكلم، ويحسب حساب كلامه، ولو افتكر إنه قال حاجة يا ريت يراجع نفسه، والمراجعة مش وحشة، والامتحانات كمان مش وحشة، ومصر حلوة الحلوين وحضرتك كمان.
أنا من النهارده قررت ما أتكلمشي في السياسة، ولا الاقتصاد، ولا الانتخابات، وبطلت كلام عن العدل والشرعية، وسأنسى أن هناك ظلم، ولن أتحدث عن مصر بالردي فورائها رجالة يأكلون الزلط، ويا ريت حضرتك كمان تبطل كلام بس علق.
وأعتقد أنه من السهل على حضرتك وعلي أن نتكلم على ويكيليكس الذي فضح أمريكا، وفضح دبلوماسيها، وكيف أنه يفعل ذلك بمؤامرة صهيونية أو مؤامرة أمريكية على نفسها لفضح قادة العالم الثالث الحلوين، وخلي بال حضرتك هما ناس حلوين لإنني قررت برضه عدم الكلام عن قادة العالم الثالث، يكفيني الهجوم على أمريكا وحتى الوثائق لن أقرأها ما دامت تقول كلام عيب عن الشرق الأوسط إلا إذا عابت أو فضحت دولة الجوار، شفت أنا حتى بطلت أقول كلمة إسرائيل عشان لازم أحب عمرو موسى وأكرهها، وأنا بحب ماما وبابا، وبأغسل سناني قبل الأكل وبعده، وباغسل وشي الصبح والضهر وبالليل بأقل كمية مية عشان ما أضايقشي دول المنبع، وحابطل أستحمى عشان بأحب استحمى بميه سخنة مما يكلفنا من الغاز الذي يجب تصديره لدولة الجوار، وكل ده طبعاً حباً في الحكومة.
وقال حليم سكت الكلام والبندقية إتكلمت، وبطلت البندقية كلام، وفضل الكلام ساكت، ولازم يفضل ساكت، ولو كان الكلام من فضة فالسكوت من دهب، وأذكر أن إحداهن كانت كلما أكتب مقالة في الآونة الأخيرة بالذات، تأتيني وتحاول أن تثنيني عما أكتبه، ليس خوفاً علي ولا رغبةً في أن تهدئ من غضبي ولا نبرتي الحادة- كما كانوا زملائي يضحكون علي بهذا الكلام- ولكن لإن الكلام كان بيجي على الوجيعة عندها، فهي كانت مثلها مثل من كنت أهاجمهم من منَ ناسبوا الحكومة، ومن زوروا الانتخابات، ومنَ غدروا بالمنتخبين، ومنَ تحدثت عنهم حديث الانتخابات، وكانت تشعر أنني اقصدها، وهنا تذكرت القول الذي يقول أننا كلنا هذا الرجل، فما ننتقده في الحكومة من ظلم وإجحاف نفعله نحن في بعضنا، الكرسي يغير أصحاب النفوس الضعيفة، والرغبات الشخصية تقود الأشخاص عديمي الأهداف العامة ما دامت رغباتهم الشخصية تفيدهم مادياً أو نفسياً.
وأرجوك ألا تظنني تركت السلاح وسلاحي قلمي ولكنني أشعر بأننا نهاجم ناس مننا وعلينا إللي هما الحكومة والحكومة في مصر مصرية مش جاية من كوكب تاني وإحنا مصريين نظلم ونضغط على الناس لفعل ما لا يريدون، ونحب ونكره في العمل، والمفروض أن العمل شيء والحياة الشخصية شيء آخر، إذن، لماذا تظلموا الحكومة وتظلمون النظام وتظلمون الحزب الوطني؟ فهل تتوقعوا من أي حزب من احزاب المعارضة أن يسلك سلوك مخالف عما يسلكه كل من سبقوا إذا وصلوا للكرسي؟ للأسف لا أعرف، ولا أريد أن أحكم فقد ملأني الخوف على مستقبل مجهول، وحاضر مؤسف، وماضي ليس مشرف.
المختصر المفيد ربنا يستر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com