برغم من مرور ما يقرب العام على بدء بروفات مسرحيتها «الأم شجاعة»، فإن الفنانة السورية رغدة ما زالت تحضر إلى بروفاتها قبل موعدها، تنتظر وقت النداء عليها كهاوية تعشق التمثيل وتسعى إلى الوصول للنجومية، وبرغم تألقها ومشوارها الفنى الطويل، فإنها تقول: ما زلت أتعلم وأقبل توجيهات مخرج العمل لى، لأنه الرأس المدبر للعملية ككل.
عانت رغدة فى الفترة الأخيرة من هجوم عدد من الثوار لاتخاذها موقفاً مسانداً لجيش بلدها والرئيس «بشار» ورفضها ثورات الربيع العربى ووصفها بالمؤامرة، عن افتتاح مسرحيتها الجديدة والمشكلات التى واجهتها، ورأيها فيما يحدث بالوطن العربى، ونتيجة مواقفها السياسية وأعمالها الجديدة تحدثت رغدة لـ «الوفد»..
< لماذا «الأم شجاعة» فى ذلك الوقت؟
- الحقيقة منذ تقديمى مسرحية «بلقيس» منذ سنوات عرض علىّ العديد من النصوص المسرحية منها القطاع الخاص والعام، ولكنى رفضت لأنى لم أشعر بهذه الأعمال، ولأنى لا أريد العمل لمجرد العمل، بل أريد تجسيد شخصيات تجعلنى لا أستطيع رفضها، وتترك بصمة فى مشوارى الفنى، وهذا هو دور الفنان الذى يجب أن يعبر عما يحدث فى الواقع، والمشاركة فى الحراك الفنى للواقع، وشجاعتى جاءت وقتها.
< كيف بدأت رحلتك مع «الأم شجاعة»؟
- عرضها علىّ المخرج محمد عمر العام قبل الماضى، وقلت له لا أريد تقديم النص القديم لأن الكاتب الألمانى برتولد بريخت كتب العمل فى القرن الـ19، فقام بعمل إعداد للنص وحدثنى بعد 6 شهور وقال لى إنه اقترب من الانتهاء، فقلت له إنى جاهزة، حتى جلسنا وقرأنا العمل معًا ووافقت على تقديمه.
< لماذا وقتها الآن؟
- اليوم تجار الحروب أصبحوا فى كل مكان، منهم الإعلاميون والمثقفون، فلم يعد الأمر بالأسلحة والقنابل فقط، بل أصبح أكثر من ذلك وبرعايات محطات فضائية ممولة تفتح استديوهاتها لبخ السموم فى عقول المشاهد، ومسرحية «الأم شجاعة» تتحدث عن هذا الجشع، فـ«الأم شجاعة» تبيع ابنها حتى لا تخسر، وعندما يسألها الجنود هل تعرفينه فترد «ولا عمرى شوفته».
< وما أسباب تأجيل الافتتاح أكثر من مرة؟
- أكبر غلطة قمنا بها هى تنظيمنا لمؤتمر صحفى للإعلان عن العمل، لأنى تخيلت أننا بعد تقديمه سوف نعمل مباشرة، ولكن فريق العمل الذى كان موجوداً حينها اعتذر، لعدة أسباب منها: عدم وجود أجر مناسب بمسرح الدولة، برغم من وجود اتفاق من البداية، وبعد أول بروفة قراءة توقفنا من أجل عرض مسرحية محمد رمضان «رئيس جمهورية نفسه»، وبعدها عدنا وعند بروفات رسم الحركة طلبوا المسرح مرة أخرى لعرض «حلم ليلة صيف» مما تسبب فى اعتذار عدد آخر من فريق العمل، فاستمررنا فى ذلك أكثر من 9 أشهر، وبعدها دخلت المسارح الصيانة، ومهرجان المسرح القومى.
< لكنى عندما قمنا بسؤال رئيس البيت الفنى السابق وقال إن التأخير ليس من الهيئة؟
- هذا الكلام غير صحيح، والتأخير ليس من «عندنا» وأنا لا أحب الغلط فى أصدقاء المهنة، ونحن كلنا جاهزون للعرض اليوم قبل الغد، ولكن من الواضح أن الكرسى يغير النفوس، فكلام رئيس البيت الفنى السابق فتوح أحمد ليس صحيحاً، فمثلًا تعديل الميزانية الذى طلبناه استغرق أكثر من شهر، وتغيير الديكورات التى كانت على المسرح أخذ وقتاً طويلاً، بجانب أن المسرح لا يوجد من ينظف خشبته، وقمت باستئجار شخص على حسابى الشخصى لينظف المسرح بعد أن لم أستطع استكمال البروفة بسبب كمية التراب الذى ابتلعناها من الخشبة وغيرها من الأسباب.
< هل قمتِ بوصف المعتذرين عن عدم العرض بأشباه النجوم؟
- نعم قلت ذلك، لأنه يوجد عدد من الفنانين قاموا بتوقيع عقد عمل بالمسرحية، وبعدها اعتذروا لأن جاءتهم «سبوبة» أخرى وأقترح على الهيئة أن تضع شرطاً جزائياً فى العقود لمن يعتذر بعد ذلك، حفاظًاً على مجهود المخرج وفريق العمل الذين يعملون لأيام مع شخص وبعدها يعتذر لنعيد ذلك المجهود مع الشخص الجديد.
< ألا تخشين مهاجمة الجمهور لك بسبب مواقفك السياسية؟
- بالطبع لا.. لأن الرؤية الآن اتضحت وأصبح هناك وعى عند الجمهور العربى، لأنى دائما أقول إن من يريد أن يكون معارض فليعارض وهو داخل بلده وليس داخل أفخم فنادق الدوحة، وفضائح هؤلاء أصبحت فى كل مكان ومشاجرتهم على الأموال، برغم أنى لو كنت «بعد الشر» أخذت موقف الفريق الثانى كان زمانى كسبانة مادياً، ويوجد فنانة تقول لا أستطيع الذهاب إلى سوريا لأنهم سيعتقلوننى، وأنا أستغرب هؤلاء لأن المعارضة فى سوريا موجودة على التلفزيون طوال اليوم ولكن هذه الفنانة أو الفنان إذا ذهبوا إلى سوريا سيتم ضربهم بـ«البلغ» من الشعب.
< لماذا تدافعين عن بشار الأسد برغم كل ما يقال حوله؟
- أنا لا أدافع عن شخص بعينه بل أدافع عن وطن وجيش بلدى، وكيان ما زال متواجداً، فأنا أريد طرح سؤال: هل كل الحرب الموجودة فى سوريا بسبب رئيسها فقط، فكل هذه «حجج» وأعذار وهمية، وإذا صدقنا ذلك فنحن لم نستفد مما حدث فى العراق، فأنا أدافع عن قوام دولة موحدة، وليس عن شخص، وأدفع ثمن ذلك سواء محاولات اغتيال أو تعرضى للإفلاس، فأنا قلتها من قبل الصراع ليس على سوريا الصراع فى سوريا، ولو كان بشار الأسد تنحى لكنت خوّنته.
< هل الجمهور المصرى أصبح يعى ذلك؟
- أنا عشت فى مصر أكثر من سوريا، وأمشى فى الشوارع يومياً، وأستقل سيارة أجرة فى تنقلاتى، وأقابل المواطنين فى الشارع، وألمس استيعابهم لما حدث ويحدث، فكما قلت الرؤية أصبحت واضحة.
< لماذا سافرت إلى الحدود لتصوير فيلم وثائقى؟
- ذهبت إلى خطوط التماس مع الجيش الأول بسوريا، وصورت فيلماً وثائقياً عن الجنود هناك العام الماضى، وكانت زيارتى ليس لتصوير الفيلم، بل جاء الموضوع صدفة، وكانت وقع الزيارة رائعاً لروح الجنود.
< فى ظل هذا الكم من الأعمال الدرامية.. لماذا أنت بعيدة عن الساحة؟
- كل عام يعرض علىّ العديد من الأعمال التليفزيونية، ولكن الأزمة أنها تأتى قبل رمضان بيوم أو بوقت قصير، لذلك أرفضها لأنى أحب العمل بهدوء وعلى «رواقة»، وعندما قدمت مسلسل «الشك» العام قبل الماضى انتهينا من تصوير العمل قبل رمضان.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com