بعد كل هذا الجدل الذي أثاره "البروكيني" وما زال، والكمّ الهائل من الصور التي انهالت على مواقع التواصل الاجتماعي فاتحة النقاش على مصراعيه، ها هي مصممة البوركيني "تبق البحصة".
بكل شجاعة وعزم وتمسك بانجازها، دافعت عايدة مسعود زناتي مصممة هذا اللباس عن فكرتها في مقال مطول في صحيفة "غارديان" البريطانية. فيه روت الأسترالية اللبنانية الأصل البداية التي تعود إلى عام 2004، قائلة إن "الفكرة برمتها بدأت حين واجهت ابنة أختي بعض المشاكل في الانخراط ضمن فريق كرة الشبكة في مدرستها، وكان على أختي الكفاح لاحقاً من أجل انتزاع هذا الحق لابنتها المحجبة. وتابعت أنه عندما قبلت الفتاة ضمن الفريق الرياضي ذهبت العائلة لتشجيعها، ولكن عايدة لم تشعر بالارتياح حين رأت ابنة أختها بلباس غير مناسب للرياضة وتتصبب عرقاً، فخطرت الفكرة ببالها، وتساءلت حين عادت إلى منزلها لم لا تصنع لباساً يناسب النساء المحجبات أكثر لاسيما في الأنشطة الرياضية. وقالت: "أردت ألا يحرم أي شخص من أنشطة رياضية بسبب قيود تفرض بداعي التعفف".
وأضافت عايدة البالغة من العمر 48 عاماً وأم لثلاثة أولاد إن "هذا الزي المثير للجدل في فرنسا وأستراليا، يشكل أداة اندماج للمسلمات المتدينات يتيح لهن التمتع بشكل تام بالسباحة". وقالت إنها صممت قبل أكثر من عشر سنوات في سيدني هذا الزي الذي يغطي الجسد من الرأس إلى أخمص القدمين، بهدف تمكين المسلمات من التمتع بالشاط مع احترام مفهومهن لديانتهن. وقد جربته بنفسها وارتدته لأول مرة وذهبت فيه إلى البحر، ولأول مرة اختبرت هذا الشعور الرائع، حسب توصيفها، بالسباحة وبالحرية.
وشددت المرأة المحجبة التي تتحدر من أصول لبنانية، على أن "الشاطئ وركوب الأمواج والشمس تمثل جزءا من الثقافة الأسترالية ولدي إحساس بأنني حرمت من هذه الأنشطة خلال فترة شبابي". وتابعت: "البوركيني لباس صممته لاعطاء الحرية للمرأة المسلمة المحجبة وليس لأخذها منها".
يذكر أن عايدة لم تزر بلدها لبنان إلا مرة واحدة خلال اقامتها لأربعة عقود في أستراليا.. كان ذلك قبل حوالي 30 سنة، وأقامت أكثر من عام في طرابلس، فتعلمت العامية هناك، ومن بعدها عادت إلى سيدني، وفيها تعرفت الى ديمتري زناتي، وهو يوناني اعتنق الاسلام حين اقترن بها، فأنجبت منه ابنين وابنتين.
وفتحت الزناتي وهي أم لثلاثة أولاد أول متجر لها في سيدني في 2005. ومنذ ذلك التاريخ باعت أكثر من 700 ألف بوركيني وهي تزود تجار جملة في سويسرا وبريطانيا والبحرين وحتى جنوب افريقيا.
وترافق ظهور هذا اللباس مع أعمال شغب عنيفة اندلعت على شاطئ كرونولا بسيدني بين شبان من أصول شرق أوسطية واستراليين أرادوا "استعادة الشاطئ".
وكان لأعمال العنف هذه وقع الصدمة في أستراليا ما دفع جمعية المنقذين (سورف لايف سيفينغ استراليا) إلى تنويع السباحين الذين توظفهم والبدء في توظيف مسلمين.
وتلقت الزناتي بعدها طلبية من هذا اللباس باللونين الأصفر والأحمر وهي ألوان جمعية المنقذين.
أصل الكلمة.. برقع/بكيني
أما عن الكلمة وكيف اخترعتها، فأكدت الزناتي أنها مجرد كلمة اخترعتها لتسمية منتج صنعته. وأنه لم يخطر في بالها أنه "برقع للشاطئ"، فهي تربت في أستراليا وبالتالي لم تكن الكلمة ضمن مفهومها أو ما هو مألوف في مجتمعها، كما أن البرقع بحسب قولها غير مذكور في القرآن. لكنها أرادت الدمج بين ثقافتين فاختارت كلمة برقع وبحثت عنها لتجد أنه نوع من الغطاء الكامل، فدمجت الكلمة مع "البيكيني".
كما أبدت أسفها إزاء النظرة السلبية لهذا اللباس في فرنسا. وقالت إن السياسيين الفرنسيين "يستخدمون كلمة بوركيني كمصطلح سلبي إسلامي في حين أنها مجرد كلمة. إنه لباس يهدف إلى تشجيع النساء على التسلية والمرح والرياضة، هذا هدفه".
وأضافت إن "الغرض من اللباس هو الاستجابة لحاجة محددة. البوركيني نوع من اللباس لنشاط محدد. وإذا كان هذا يساعد، نحن نرتدي بيكيني تحته". كما أكدت أن "هذا اللباس أعطى الحرية للمرأة، فهل يريدون الآن حرمانها تلك الحرية؟"
إلى ذلك، ختمت قائلة: "لا أعتقد أن على الرجال القلق كثيراً إزاء ما نرتديه كنساء، فلا أحد يجبرنا على فعل ما لا نريده، هذا خيارنا".
وعن الجدل الحاصل تحديداً في فرنسا، قالت: "أتمنى لو كنت هناك لأقول لهم لقد فهمتم الأمر بشكل خاطئ لقد أخذتم منتجاً يرمز إلى اللياقة والفرح وحولتموه إلى منتج للكراهية والتعصب، لدينا ما يكفي من المشاكل في العالم فلماذا تخلقون المزيد منها؟"
وفي كلمة لمؤيدي حظر البوركيني، قالت: "أنتم تعزلون الناس وتبعدونهم وتقولون للنساء عدن إلى منازلكن، وهذا سيولد غضباً وعنفاً".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com