نبيل المقدس
"أصل كان ضروري إني أجي لكم ,عشان أقول لكم كل سنة وانتم طيبين .. وأرجو ما أكنش قطعت عليكم صلواتكم بتاعتكم ... انا عايز أقول لكم علي حاجة : مدي آلاف السنين ,مصر علّمت الإنسانية الحضارة , وأحب أقولكم ان العالم دلوقتي منتظر من مصر باردو في الأيام اللي أحنا فيها , والظروف اللي احنا فيها .. ( تصفيق وهتاف من الشعب .. بنحبك يا رايس) .. رد عليهم وقال : واحنا كمان بنحبكم . انا متشكر جدا ... كده قداسة البابا يزعل مني .... المهم جدا ان الدنيا تشوفنا كمصريين .. وانا ما قلش ابدا إلا كلمة يا مصريين .. ما حدش يقول انت مصري إيه؟ .. احنا بنعلم العالم الإنسانية والحضارة إللي بتنطلق من مصر . مصر لا تنسى أبناءها، ولا إخلاصهم ووفاءهم لها، و إحنا اتأخرنا عليكم فى ترميم اللى تم إحراقه، وإن شاء الله السنة دى كل اللى اتأخر هيكون متصلح واسمحولى أقول ياريت تقبلوا اعتذارنا على اللى حصل، وإن شاء الله إن كان لينا نصيب من أهل الدنيا السنة دى ميكونش فيه بيت واحد ولا كنيسة واحدة من كنائسكم إلا لما تكون رجعت".
تحيا مصر .. لينا كلنا , تحيا مصر .. لينا كلنا , تحيا مصر .. لينا كلنا ..!!
كانت هذه الكلمات غير سابقة التجهيز التي قالها الرئيس السيسي في قداس عيد الميلاد .. بمثابة إطمئنان للمصريين الأقباط , وخصوصا في وجود الجماعات السلفية , وتأثيرهم القوي علي مؤسسة الأزهر في كثير من القرارات ذات السمة الدينية والإجتماعية , وربما جزء من الجوانب الإقتصادية , والسياسية والثقافية والحريات . كما ان هذه الكلمات أزالت الخوف , وجعلتنا نثق أن قانون بناء دور العبادة سوف يخرج إلي النور بعد 160 سنة طبقا لتصريحاته بالتسريع الإنتهاء منه , لكي يتم القضاء علي الحقد والغل من بعض الإخوة المتعصبين من المسلمين , ووضع حدود للمنازعات التي تحدث في القري لمجرد ترميم كنيسة أو إعادة بناء جزء من أجزاء المبني لحماية شعب الكنيسة من الإنهيار المفاجيء لهذا الجزء عليهم .
نحن كأقباط مصر نحب مصريتنا , وأحببنا سياستك , ونحن أول الناس سوف يتحملون الصعوبات الإقتصادية بسرور وبفرح وبصبر , لكي تجتاز مصر هذه المرحلة بسلام وخير , لكن شعرنا أن هناك كلام بنكهة سلفية , تدور في دهاليز مجلس النواب .. وعلمنا أن قانون بناء دور العبادة قد تغير إسمه إلي قانون بناء وترميم الكنائس . كانت صدمة كبيرة للمسيحيين .. لم نهتم في ما يحويه القانون من بنود .. لأن إسم القانون أصبح مرفوضا أصلا من جانبنا , فقد شعرنا إننا مجموعة أجنبية غير مصرية , مفروضة علي مصر , وكثر ألف خير مصر أنها تتحمل هؤلاء الأغراب علي حساب حياة أبنائها المسلمين..... وما أحزنني أن الكنيسة إتخذت طريق الصمت الرهيب .. ودفنت رأسها في الرمال لكي لا يراها أحد كالنعــــــــامة .! كما حزنت علي النواب المسيحيين المحترمين .. وعلي رأسهم الدكتور ( ؟؟؟) .. الذي اعلن عدم موافقته علي تغيير إسم القانون .. ثم غير رأيه واصبح من ضمن مصقفي المجلس .. خسارة !
الدستور ينص علي قانون دور العبادة .. ونحن قمنا بالموافقة عليه .. ولا يمكن أن يتغير بمجرد أن شيخ الأزهر , وانا واثق أنه يتكلم علي لسان السلفيين بتصريحه : " لا لزوم اصدار قانون للمساجد" , لأن المساجد ليست في حاجة إلي قوانين .. وهذا طبيعي .. فالمساجد يتم بنائها بدون مشاكل او قوانين أو حتي رسومات هندسية , وتصل إليها المرافق بدون شروط أوقيد.. فلماذا يريد لها قانونا موحدا مع دور العبادات الأخري.؟؟ وهنا تظهر العنصرية في عيون مؤسسة الأزهر المُطعم بالسلفيين .
إن كانت هناك ضغوط وقعت علي المؤسسة الكنسية , وقبلت هذا الإسم " قانون بناء وترميم الكنائس" أحب اقول للمؤسسة الكنيسية أنك سلبتي حقا كبيرا من أبنائك الذي ظل ينتظر هذا الأمل منذ اجداده ... ثم يخرج هذا القانون المنشود بهذا العور غير المتوقع .. لدرجة أننا تمنينا أن لا يخرج هذا القانون بهذا الشكل المخزي . هذا القانون من عنوانه سوف لا يوقف أو يمنع المنازعات والمشاحنات بين الطائفتين . واقل مثال يُسبب مشكلة هو إذ رفض محافظ أن يتم بناء كنيسة في مكان معين , مدعيا أن هناك طلب تم موافقته من قبل ببناء مسجد علي قطعة ارض ملاصقة للأرض التي تم تقديم طلب بإقامة كنيسة . . اكيد هذه مشكلة سوف تترك اثر سلبي في نفوس المسيحيين .. وربما تحدث مشاحنات .. كل هذا يحدث لعدم وجود قانون موحد لبناء دور العبادة ..!!
سيدي الرئيس .. كنا نأمل أن سيادتك أول من يرفض هذا القانون من وقت تغيير إسمه .. لأنك انت تهتم بوجود كنيسة في المدن الجديدة مثلما توجد مساجد .. وهذا ما صرحت به في أحد زياراتك لمشروع من المشاريع , فقطعت سيادتكم كلام المسئول عن هذا المشروع عندما قال ," وهنا مسجد " فقاطعته وأين مكان الكنيسة ؟؟ كانت لمحة عظيمة نحن نقدرها ونمتدحها ..
كلامي الأن لأخوتي المسيحيين .. علينا أن لا نخلط الأمور بعضها البعض .. بل علينا أن نقف وراء الرئيس في هذه الظروف الصعبة , فمصر تخصنا وتخص إخوتنا المسلمين الوسطيين .. فمن واجبنا أن لا نصدق الإشاعات التي يستخدخها اهل الشر لكي تسقط مصر ونصبح نحن الأقباط أول من يتم سلخهم وذبحهم .. فلو سقطت مصر سوف يتم خرابها من الدواعش لمساعدة الإخوان في السيطرة علي مصر وعلي مؤسساتها .
بالحكمة وبالفكر الصحيح والصبر .. لدينا رجال كبار يعملون في المحاماة .. ورجال يطلقون علي انفسهم بالمفكرين الأقباط .. بالإضافة إلي ما أسمعه أنه توجد الكثير من الجمعيات القبطية التي تعمل كحقوق للإنسان .. غير صغار المحاميين الذين يطلقون علي انفسهم ناشط حقوقي .. كل هذا الكم من الإمكانيات نستطيع بها رفع دعوة ببطلان هذا القانون العنصري لأنه مخالف للدستور . ونحن مستعدون أن نتوقف عن تقديم طلبات بناء كنائس في ظل هذا القانون الباطل والمعيب بالنسبة لنا بل هو واجب علينا . لحين الإنتهاء من هذه القضية .. فقد صبرنا 160 سنة .. ألا نستطيع أن نصبر سنة او سنتين زيادة ؟؟؟؟؟ .
هذا المقطع من كلمات الرئيس يتكرر يوميا في الفواصل بين البرامج ... المرئية والسمعية .. وهذا يُحسب للإعلام .. غصب عن عين السلفيين ..!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com