فى مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 1260م ..
سامح جميل
عين جالوت بلدة صغيرة بين بيسان ونابلس فى فلسطين ..وكان التتار بعد اقتحامهم بغداد مقر الخﻻفة العباسية فى 1258م والمذابح العديدة التى قاموا بها فى العراق..وامتدداهم الى الشام بقيادة هوﻻكو .كانوا قد ارسلوا رسل اربعة الى القاهرة وحملوا من هوﻻكو خطابا يفيض غطرسة وتعالى ويطالب باﻻستسﻻم "كثيركم قليل ..وعزيزكم لدينا ذليل"..فجمع سيف الدين
قطز المملوك الذى صار سلطانا على مصر جمع امراء مصر وشاورهم فى انذار هوﻻكو ،فاتفقوا على قتل الرسل ،وتم تعليق جثثهم على باب زويلة،وابقى قطز على صبى من الرسل وجعله من جملة مماليكه..وكان هذا التصرف بمثابة اعﻻن حرب ونودى فى القاهرة وسائر اﻻقاليم بالخروج للجهاد ونصرة دين رسول الله..ورغم ان الخوف من المغول اقعد البعض من اﻻمراء والجنود عن الخروج لمﻻقاة العدو..ويحكى المقريزى عن اعداد الجيش المصرى والشحن المعنوى لﻻمراء والجنود وخطبة سيف الدين قطز فى امراء المماليك والجنود المتهيبين لمﻻقاة المغول..قائلا: "يا امراء المسلمين ،لكم زمان تأكلون اموال بيت المال ،وانتم للغزاة كارهون ،وانا متوجه،فمن اختار الجهاد يصحبنى،ومن لم يختر ذلك يرجع الى بيته ،فان الله مطلع عليه ،وخطيئة حريم المسلمين فى رقاب المسلمين"..والهبت الخطبة حماس الجنود..وكانت الخطبة تجهيزا معنويا للقتال حسب عرف العسكرين..
وهناك الكثير حول كفاءة قطز العسكرية فى ادارة المعركة ومنها تجهيز قراره القتالى قبل بدء المعركة ويتلخص بان يزحف بجيوشه بواسطة مقدمات الجيش وليس مقدمات او طﻻئع محددة كما المعتاد فجعل من بيبرس مقد للمقدمة التى تدرس مواقع جيش التتارواسلحتهم وتجهيزاتهم وقيادتهم وخططهم..وذلك الى جانب الكفاءة المعنوية فى صيحته الشهيرة "واسلاماه.."وبالتالى فكان قطز قائدا فذا فى تاريخنا استطاع انزال هزيمة بالمغول وقتل قائدهم الدموى "كتبغا نوين"واسر ابنه..وكانت هذه المعركة معركة فاصلة فى التاريخ تراجع بعدها التتار ..!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com