استطاع الرئيس أوباما تحقيق بعض تطلعاته خلال مرحلة رئاسته المقبلة على الانتهاء. فقد وضع حدا للخلاف الأميركي الكوبي الذي استمر 65 عاما، كما أنهى الخلاف مع ايران حول الملف النووي، وانهى البرود في علاقته مع فيتنام ومع لاوس، وطيب خاطر الشعب الياباني بزيارته لهيروشيما، كما حقق انجازات أخرى كثيرة. لكنه عجز حتى الآن عن تحقيق حلمه بانهاء النزاع في سوريا والذي ساهمت حكومته..أو سكتت عن توجه البعض لاشعاله. أما الفشل الأكبر الذي بات يواجهه، فهو بوادر احباط لمخططه الساعي لتشكيل شرق أوسط جديد بثوب جديد، يغاير توجه الرئيسين بوش الأب وبوش الابن في كيفية تشكيله.
فعندما جاء الرئيس أوباما الى السلطة، أعلن بأنه زاهد في اشعال حروب، ومن أجل ذلك منح جائزة نوبل للسلام..
والتزم الرئيس أوباما فعلا بذاك الوعد، فلم يشعل الا حربا واحدة رحب العالم بها، وهي الحرب ضد الدولة الاسلامية المكروهة من نسبة عالية من شعوب العالم. غير أن التزامه ذاك، في عمق الرؤيا والتحليل، كان التزاما ظاهرا ومحدودا، لأنه على أرض الحقيقة والواقع، قد غذا حروبا مشتعلة، مع سكوت أو مشاركة ضمنية لكن صامتة في اشعالها، ومنها الحرب الأهلية في سوريا التي اشعلتها المعارضة بقدرة قادر في عام 2011، وظهر السلاح في أيدي المقاتلين في صفوفها، فجأة وبدون مقدمات، مما أدى لمقتل عدد كبير من الأبرياء، ربما تجاوز عددهم الآن نصف مليون ضحية.
ومع أن دولة العراق قد ولدت وتحولت الى دولة العراق الاسلامية في عام 2006 في عهد الرئيس جوج بوش الابن وأثناء الاحتلال الأميركي للعراق، فان دولة العراق والشام الاسلامية (داعش) التي كانت تجديدا وامتدادا للدولة السابقة ، قد ولدت عام 2013، أي في عهد الرئيس أوباما.
واذا كان الرئيس بوش الابن لم يفعل شيئا لدى ولادتها رغم اعلانها الانتماء صراحة لتنظيم القاعدة التي تقاتلها أميركا في أفغانستان، فان الرئيس أوباما قد وجد في ولادة داعش، ملاذا يتنهد معه بارتياح كبير، لكون داعش قد أعلنت عندئذ فك ارتباطها بتنظيم القاعدة الذي تخوض الولايات المتحدة حربا ضدها منذ عام 2001 . فذاك الاعلان، كان مبعثا للفرح والارتياح للرئيس اوباما، خصوصا وقد تبعه قيام تنظيمات أخرى كبوكو حرام في نيجيريا، وأبو سياف في الفلبين ، وتنظيم بيت المقدس في سيناء، وغيرها من التنظيمات الارهابية المنتمية للقاعدة، باعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وولائها لأبو بكر البغدادي، أمير الدولة الاسلامية باسمها الجديد المطور.
ولكن أوباما لم يكتف بالارتياح غير المعلن لظهور دولة العراق والشام الاسلامية، اذ امتد الأمر الى السكوت عن مشاهدته لها، تنمو وتتضخم حجما بسرعة كبيرة لتصبح أقوى التنظيمات المسلحة المعارضة للحكومة السورية، وهي المعارضة التي في كنفها وبين صفوفها، ولدت ماكنات تفريخ الارهابيين، كما نما تنظيم داعش بينها، ليصبح فجأة وبقدرة قادر أقوى تلك التنظيمات مجتمعة، رغم أنه كان حتى مرحلة ما أضعفها.
فالسلاح الكثيف قد تدفق بأعجوبة غريبة على داعش. وكذلك المقاتلون الذين جاءوا من أصقاع الأرض عبر الحدود التركية التي فتحت لهم للانضمام اليها، ليتضخم بذلك عدد المقاتلين في صفوفها. أما مصدر السلاح الكثيف، فلم يعرف بدقة. هل كان مصدره الولايات المتحدة مباشرة، أم جاء من دول خليجية... وربما كان أميركيا وصل الى داعش في سوريا عبر صفقات مع دول الخليج التي مولت تلك الصفقات.
وكان هناك أيضا استغراب ودهشة حول مصدر الأموال التي تدفقت على الدولة الاسلامية بكثافة. هل كان مصدره دول الخليج فحسب، وخصوصا السعودية وقطر، أم كان مصدره أميركيا وربما اسرائيليا أيضا، أم من تلك الجهات كلها مجتمعة. وانبرى البعض للقول أن مصدره كان آبار النفط التي سيطرت عليها داعش، وكذلك من قيمة قطع الآثار التي بيعت بثمن بخس. لكن ذاك التبرير لم يكن مقنعا، لأن النعمة المالية الغزيرة قد تدفقت على داعش منذ ظهورها في منتصف عام 2013 عندما لم تكن قد سيطرت بعد على آبار نفط أو مواقع أثرية، الأمر الذي لم يتحقق الا في وقت لاحق، بل وتحقق نتيجة النعمة المالية والتسليحية والقدرات القتالية... التي مكنت كلها مجتمعة، الدولة الاسلامية من التوسع ومن غزو مواقع أخرى، والسيطرة نتيجة ذلك على مواقع نفطية وأثرية استخدمتها لاحقا في تمويل نفسها.
لكن الدولة الاسلامية التي أصابها الغرور نتيجة انتصاراتها السريعة، ارتكبت المجازر، فقتلت أسرى، وقطعت رؤوسا، وسبت نساء باعتهن عبيدا في سوق النخاسة، اضافة الى تدمير الاثار لاحقا بذريعة تعارضها مع الأفكار الوهابية التي اعتنقوها وقاتلوا باسمها، علما أن الهدف الحقيقي من وراء تدميرها، لم يكن فكرا وهابيا فحسب، بل كان حاجة مادية لتطوير وسائل تمويل أنفسهم عبر بيع تلك الآثار قطعا في أسواق فاسدة متلهفة على شراء الآثار مهما كان ثمن الأرواح البشرية التي أزهقت من أجل وضع الدولة الاسلامية يدها عليها.
هذا الجموح في سلوك الدولة الاسلامية، آثار غضبا في العالم كله من أقصاه الى أقصاه، وسبب احراجا للرئيس الأميركي لم يعد بعده قادرا على السكوت على همجية وبربرية الدولة الاسلامية، فاضطر لاعلان الحرب عليها في خطاب له ألقاه في كلية وست بوينت العسكرية في نيويورك، في 28 أيار 2014 ، لدى مشاركته في حفل تخريج دفعة من الضباط الأميركيين من الكلية العسكرية.
الا أن اعلان الحرب ذاك، بقي حبرا على ورق، اذ لم يباشر الرئيس الأميركي خطوات عملية لتنفيذه، مما شكك في نواياه الحقيقية نحو داعش. فهو لم يتحرك عسكريا، نتيجة خطأ عفوي أو متعمد، حتى عندما قامت الدولة الاسلامية بعد اعلانه الحرب بأسبوعين تقريبا، باحتلال ثلاث محافظات عراقية رئيسية في شمال العراق، تحت سمع وبصر كل أجهزة المراقبة الأميركية من أقمار تجسسية وطائرات أواكس وطائرات درون بدون طيار ووسائل مراقبة أخرى أرضية، لا بد أن تكون جميعها، أو بعضها على الأقل، قد رصد ذاك التحرك والحشد العسكري الداعشي المتوجه من الأنبار نحو شمال العراق. ومع ذلك لم تسع الطائرات الأميركية للاغارة عليه وايقاف زحفه وحركته. واضافة الى ذاك السكون الأميركي الغامض، لم تقم الولايات المتحدة أيضا بتمرير المعلومات عن ذاك التحرك للحكومة العراقية، كي تحول دون سقوط المحافظات الثلاث في أيدي داعش...وفي أدنى الحالات، كي تسحب الحكومة قواتها المتواجدة هناك والمكونة من عدة فرق عسكرية تعد بالآلاف، تحول جنودها الى أسرى في أيدي داعش، والكثير من أعضائها، انضم الى صفوف الدولة الاسلامية طلبا للنجاة بنفسه. ومع انضمام أولئك بأسلحتهم الثقيلة ومدرعاتهم المتوسطة والكبيرة، والتي تقدر قيمتها بالمليارات، بات للدولة الاسلامية جيش جرار يقاتل به سعيا للسيطرة على مزيد من المواقع والمساحات الجغرافية. والواقع أن سقوط المحافظات الثلاث بأيدي الدولة الاسلامية، واستسلام القوات العراقية المتواجدة فيها لتلك الدولة، قد شكل نقطة تحول هامة أخرى في تطور قدرات الدولة الاسلامية، تتحمل الولايات المتحدة وأجهزة استخباراتها مسؤولية كبرى عن حدوثها.
ولكن الصمت الأميركي عن التحرك الداعشي نحو المحافظات الثلاث الشمالية، قد كسر فجأة عندما اقتربت تلك القوات من أربيل عاصمة كردستان وكادت تحاصرها. فهنا...وهنا فقط تحركت الطائرات الأميركية لتتصدى لتلك القوات، فقصفتها قصفا شديدا، بل كثيفا ومركزا، اضطرها للتراجع عن أربيل. وهكذا تجلت لأول مرة بعض معالم الاستراتيجية الأميركية الأوبامية الجديدة، الساعية الآن لانبعاث مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي فشل غزو العراق عام 2003 في تحقيقه. كل ما في الأمر، أن المخطط لم يعد يتقيد بخرائط برنارد لويس التي وضعت في عهد جورج بوش الأب، أوبالرؤية الواردة في مقال الكولونيل المتقاعد رالف بيترز بعنوان حدود الدم، أو بالمخططات المتعلقة بتقسيم أو تجزئة العديد من دول المنطقة كما عبر عنها جيفري كولدبرج، أحد قادة المحافظين الأميركيين الجدد، في سلسلة من المقالات نشرها في مجلة أتلانتيك... اذ أن مخطط الشرق الأوسط الجديد، بثوبه الجديد، قد بات يكتفي الآن باقتطاع أجزاء من سوريا وتركيا وايران والعراق، دون غيرها من دل المنطقة، لتشكل على تلك الأجزاء دولة كردية مستقلة متحالفة مع الولايات المتحدة، وتشكل مع اسرائيل كماشة تكون سندا لها من ناحية، ومن ناحية أخرى تصبح نصيرا يعزز السند الأساسي الذي تعتمد عليه في المنطقة كقاعدة أميركية ثابتة ومتقدمة، وتلك هي اسرائيل.
وعزز التوجه نحو تنفيذ هذا المخطط الساعي لتشكيل كماشة طرفيها اسرائيل والدولة الكردية، أن عملية حماية أربيل من الغزو الداعشي، قد تبعهاعملية حماية"عين العرب" أي كوباني الكردية (في شمال سوريا)، من السقوط في أيدي الدولة الاسلامية. فأجهزة التجسس الأميركية كلها عندئذ قد عملت بنشاط، ومثلها الطائرات الأميركية التي كانت قد بدأت تقصف مواقع داعش أحيانا بضربات جوية طفيفة خفيفة تكاد تكون حانية ... لتصبح الآن في معركتها لحماية كوباني، ضربات قوية قاسية ومتتالية، الى أن نجحت في رد الدولة الاسلامية عن كوباني، كما نجحت في وقت سابق في ردهم عن أربيل، ونجحت لاحقا على عملية كوباني التي نقلت لها الأسلحة والذخائر جوا بطائرات س130 ... من ردهم أيضا عن جبل سنجار والقرى المحيطة به، علما أن سنجار هو ضمن اقليم كردستان أو ملاصق للاقليم.
ولم يتوقف مخطط الشرق الأوسط الجديد بثوب جديد، الساعي لانشاء دولة كردية على اراض مقتطعة من سوريا، وكردستان تركيا، وكردستان ايران (عاصمته مهاباد)، اضا فة الى كردستان العراق القائم فعلا وعاصمتها أربيل، اذ خطى خطوات عملية لتأسيس جيش كردي تم تدريب العديد من مقاتليه، في المرحلة الأولى على الأقل، في مواقع أميركية أو تحت السيطرة الأميركية، وأسماه جيش سوريا الدمقراطي الذي كانت مهمته المعلنة، أن يحل محل الجيش السوري الحر الذي ضعف وتفكك، في مقاتلة الدولة الاسلامية.. لكن الصيغة العرقية، أو الصفة الكردية لمعظم المقاتلين فيه (رغم وجود بعض العناصر الأخرى فيه بنسب طفيفة)، أوحت بوجود أهداف أخرى لذاك الجيش الذي يشرف على تدريبه خبراء أميركيون يتواجدون في شمال سوريا، ويسلح بأسلحة أميركية. ذلك أن نشاطه قد اقتصر على تحرير شمال سوريا ذو الصبغة الكردية من هيمنة الدولة الاسلامية، فخاض معارك كبرى ناجحة بغطاء من سلاح الجو الأميركي، ضد قوات تلك الدولة المتواجدة في الشمال السوري، واستطاع فعلا طردها من المواقع الكردية، وأهمها مدينة منبج الاستراتيجية...دون أن يتدخل قط في معركة حلب مثلا، حيث تتواجد مواقع لآخرين من المصنفين أيضا كارهابيين، أو منتمين للدولة الاسلامية.
ولا يمكن للولايات المتحدة أن تدعي بأن تدخلها في الشمال السوري تحت شعار جيش سوريا الدمقراطي، قد جاء ردا على التدخل الروسي في سوريا بارسالها طائرات وخبراء لمساعدة القوات السورية الرسمية. ذلك أن تدريب جيش سوريا الدمقراطي واعداده لتلك المهمة، قد بدأ قبل مراحل من التدخل الروسي في شهر أيلول 2015 . كما كان الخبراء الأميركيون قد بدأوا منذ فترة طويلة، باعداد قاعدة ومطار لهم في الشمال السوري، ومن أبرزها قاعدتهم في الرميلات حيث يوجد مطار سوري مدرجه قصير المدى، فعمل الخبراء الأميركيون على توسعة امتداد المدرج ليتجاوز 1350 مترا، يصبح معها قادرا على استقبال الطائرات الكبيرة.
وهكذا تتجلى النوايا الأميركية تدريجيا لتنفيذ شي ما في صدر يعقوب كما يقول المثل، تحت ستار وبذريعة مقاتلة الدولة الاسلامية، وهو تأسيس دولة كردية خاضعة وموالية للولايات المتحدة، تنفيذا للرؤية الآوبامية حول الشرق الأوسط الجديد بثوبه الجديد. فهذا الثوب الجديد الذي ألبس به مشروع الشرق الأوسط الجديد، لا يبدو كمشروع استعماري امبريالي آخر يقتطع أجزاء من دول ويفتتها، بل هو مشروع يسعى لمنح الأكراد فرصة لتحقيق تطلعاتهم القومية للاستقلال بعد أن عانوا طويلا من حكم الآخرين لشعبهم. اذن هو مشروع...مشروع في المفهوم الدولي، رغم أنه على أرض الواقع، سيؤدي فعلا الى اقتطاع أجزاء من سوريا والعراق وايران وتركيا، الا أنه اقتطاع يستند الى حق مشروع وطبيعي للأكراد في التطلع نحو التحرر والاستقلال. فهي هنا اذن، لا تعتدي على أخد، ولا تجزىء دولا كما في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سعى بوش الأب وبوش الابن لتحقيقه، بل هي تحرر شعبا يتطلع الى الحرية والاستقلال.
لكن هذا المشروع، رغم أهميته الاستراتيجية للولايات المتحدة، واجه فجأة نكسة، بل لطمة كبرى بعد التدخل التركي في شمال سوريا بذريعة مقاتلة الدولة الاسلامية، وهو في حقيقة الأمر تدخل تركي غايته وضع حد للزحف الكردي السريع في الشمال السوري، الأمر الذي يرجحه الاستهداف التركي للأكراد تخوفا من ظهور دولة كردية على حدود تركيا، تقدم العون لأكراد تركيا المتمردين على السلطة التركية. كما يعززه مطالبة تركيا للأكراد بالانسحاب الى شرق نهر الفرات، بل والانسحاب أيضا من مدينة منبج التي قاتلوا فيها على مدجى شعهر أو أكثر من أجل طرد الدولة الاسلامية منها.
والواقع أني لا ألوم الأكراد الذين يتوفر في صفوفهم الكثيرون من ذوي النوايا الحسنة، ومن المقاتلين الأشاوس والضالعين بمقاتلة العدو قتالا شرسا وخصوصا في مقاتلة الدولة الاسلامية... في تقبلهم لتوجه كهذا ينطوي على تعاون مع الأميركيين اضرارا بمصلحة الشعوب التي عاشوا في كنفها لقرون طويلة. فمرد ذلك عدم مبادرة دول المنطقة لمنحهم الحد الأدنى من حقوقهم، ومنها الحكم الذاتي في أدنى الحالات. فدول المنطقة عوضا عن أن تعالج القضايا التي تهمها فعلا كقضية الأكراد مثلا ومستقبلهم، (والتي قد يؤدي اهمال معالجتها الى ضرر يلحق بالمنطقة كلها) ... تتطاحن فيما بينها على أسس من خلافات طائفية هزيلة، أو عرقية أكثر هزالا ولا ينبغي أن تكون عائقا في الحيلولة دون التفاهم فيما بينها.
ولطالما كتبت مقالات تشجع على نبذ الخلافات الطائفية، والسعي لرص الصفوف بين كامل دول المنطقة وشعوبها، تمهيدا لتأسيس اتحاد شرق أوسطي، على غرار الاتحاد الأوروبي، الذي لم تحل الخلافات الطائفية بل والدينية وكذلك التنوع الطائفي والعرقي بين شعوبه، اضافة الى الجروح الناتجة عن الحروب السابقة بين تلك الدول....لم تحل دون قيامه واشتداد عوده.
فالاتحاد الشرق أوسطي المقترح، هو اتحاد يتلائم مع احتياجات دول المنطقة ومصالحها، ويمكنه أن يضم كل دول المنطقة بما فيها تركيا وايران، بل ودولة كردستان التي ينبغي أن تمنح الاستقلال رضائيا ، كي لا تضطر للاحتماء بالجانب الأميركي أو حتى الاسرائيلي مستقبلا. فالاتحاد الشرق أوسطي، هو المشروع المقابل للمشروع الأميركي الساعي لتأسيس شرق أوسط جديد بثوب جديد، عبر تفكيك بعض دول المنطقة، أو اقتطاع أجزاء من تلك الدول، لزراعة مسمار جحا في هذه المنطقة التي مزقتها الخلافات الطائفية المرضية للأسف.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com