من فوائد السفر بالنسبة لى هو منحى بعض الوقت لمتابعة الأعمال الفنية، خاصة المسلسلات التى تعرض كلها فى شهر رمضان؛ ويكون من المستحيل متابعتها سواء كلها أو حتى بعضها.. ناهيك ما يتعرض له المشاهد الغلبان من ذل وقهر ما يسمى بالإعلانات التى تنجح فقط فى إفساد متعة المشاهدة. لذلك أنتهز وقت السفر والترحال فى متابعة أعمال النجوم الذين أعشقهم من خلال اليوتيوب. وآخر ما شاهدت هو مسلسل «فوق مستوى الشبهات» ولم أفاجأ بإبداع الفنانة العظيمة يسرا فى أداء دور الشريرة رحمة! فمنذ معرفتى بها كفنانة وأنا على يقين أنها وبسهولة يمكن أن تؤدى أى دور تقتنع به وتقدمه بإقناع منقطع النظير؛ وفى الحقيقة لم يعد أمام يسرا سوى أداء شخصية مصارعة فى عمل أكشن لتكون بذلك قد قدمت كل ألوان الفن. قدمت يسرا الدراما الفنية بكل ألوانها وبرعت فى ألوان التراجيدى والكوميدى، خاصة مع الزعيم عادل إمام؛ ولا ننسى ظهورها مع كل عمالقة الفن فى مصر خلال مسيرتها الفنية؛ وقد ساعدها ذكاؤها على عدم تقييد نفسها فى قالب فنى واحد!.
لقد أبهرنى الأداء غير المتكلف للشخصية الشريرة المركبة لرحمة (يسرا) فى «فوق مستوى الشبهات»؛ والدوافع المجتمعية والتركيبة النفسية للشخصية؛ كانت تعبيرات وجه يسرا ونظرة العينين حتى حركة أصابع اليد وهى تداعب الكلب كفيلة بكشف ما بداخلها؛ ولذلك فليس هناك شك أن هذا الدور يعتبر واحداً من أهم محطات يسرا الفنية. والحقيقة أن العمل ككل نجح فى تقديم وجبة دسمة من الأحداث المثيرة والعلاقات الإنسانية المتشابكة بين البشر بعيداً عن الملل والرتابة، فهناك مشاهد صادمة ومفاجئة ولكنها مقنعة أيضاً؛ ليس أدل على إعجاب الناس بالمسلسل من حفظهم لمشاهد معينة وتعليقهم عليها بل وتناولها بالتحليل عبر شبكات التواصل الاجتماعى؛ وكان من تلك المشاهد مشهد قتل الدكتور النفسى للحصول على التسجيلات! فى ذلك العمل قامت يسرا بتنفيذ مشاهد القتل وحبك المؤامرات.. فعلت كل شىء لتضعنا فى النهاية أمام حالة خاصة وفريدة هل نكرهها أم نتعاطف معها لكونها مريضة نفسية؟! أبدع جميع الممثلين وكذلك صناع العمل دون استثناء وأنا شخصياً أعجبنى زكى فطين عبدالوهاب فى دور الطبيب زوج إنجى (شيرين رضا)؛ والعمل بصفة عامة من تمثيل وإخراج وضحت به الاحترافية واحترام المشاهد عن طريق تقديم عمل متميز به جهد كبير.
حصلت الفنانة يسرا على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية أثناء تصوير مسلسل «فوق مستوى الشبهات»؛ هذه هى المرة الثالثة التى تمنح فيها الجامعة الأمريكية فنانا مصريا الدكتوراه الفخرية؛ حيث كانت المرة الأولى لسيدة الشاشة العربية الراحلة العظيمة فاتن حمامة؛ والمرة الثانية كانت للفنان الموسيقار العبقرى عمر خيرت. وبعد انتهاء المسلسل تم تكريم يسرا عن طريق مجلة Enigma بلوس أنجيلوس بالولايات المتحدة الأمريكية؛ وبعد حفل التكريم احتفت بها السفيرة لمياء مخيمر. هذا التكريم والاحتفاء بيسرا هو التقدير المناسب لموهبتها الفنية وإبداعها المستمر؛ ويبقى أن يتم تكريمها بالشكل المناسب الذى تستحقه عن مجمل أعمالها الفنية المتميزة التى أكدت من خلالها أن الفن رسالة، وأن النجومية مسؤولية على الفنان تجاه مجتمعه.. هذه الشريرة يسرا هى فى واقع الحياة أطيب قلب وأجمل إنسانة يمكن لك أن تتخيل وجوده.
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com