بقلم: مرثا فرنسيس
أهنئكم اخوتي وأحبائي؛ بالعام الجديد، وأهدي لكل منكم أجمل باقة من الورود مع كل حبي وتمنياتي، أهنئكم ببداية جديدة وفرصة جديدة لنحلم ونسعى لنحقق أحلامنا، فرصة جديدة لنبدأ عهداً جديداً في طريقِ الإنسانيةِ والحب.
أوشك عام أن ينصرم بكل ما واجهنا من أسى وحبور ، وما صادفنا من مشاكل ونجاحات ، وما لاقينا من حزن وسرور ، وما شاهدنا من موت وحياة، وما قابلنا من رحيل ولقاء .
عام مضى وأوشك على الإنتهاء سواء كان مُثمراً أو مُجدباً ولكنه مضى، وسيبدأ عام جديد أرومُ أن تكون بدايته؛ فرصة جديدة تُمنح لنا حتى لو لم يتبقى من العمر سوى شهور أو ايام مع أمنياتي للجميع بالعمر المديد والمستقبل السعيد؛فنحن قادرون أن نمنح الحب، وأن نبادر بالمسالمة، إن ما تبقى من العمر يكفي لكي ننزع من قلوبنا كل جذور الكراهية والعداء والرفض للآخرين، ولكي ننظر بعيون جديدة الى العالم والإنسان؛ فننظر بعيون الحب الى المنبوذين والملفوظين دون ذنب او جريرة، ونمد يد الرأفة للمحتاجين والمتألمين، ونَهب لمسة الرحمة للضعفاء والمقهورين، ونملأ قلوبنا بالرغبة الحقيقية في احتواء كل من يقاسي عذاب التشرد والضياع، ونتخلى عن حب السيطرة وشهوة الإمتلاك ؛ ليس فقط للأشياء ولكن للبشر أيضا؛فنسمو بحياتنا الى مستوى الإنسانية التي نحتاجها أشد الإحتياج في هذا الزمن الردئ.
لنحتفل بالعام الجديد؛ برؤية مختلفة، لنكن صانعي السلام، ورافضي الظلم والإفتراء، لنُجبِر النفوس الكسيرة ،ونحتضن اليتيم والمحروم، لنرفض ونقاوم كل مايسئ للإنسانية في كل أشكالها، لايستهن أحدنا بدوره مهما كان صغيراً او محدوداً فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة ، وحجر يلاصق حجر يكونان معا بناءً شامخاً.
ليكن شعارنا الحب، ولنصلي من أجل سلام العالم و لنتمسك بحب الوطن، ومهما أضطررنا للبعد عنه سيظل حبه يجري في عروقنا، فلنتمنى له من على البعد كل الخير ونتنبأ له بالسلام والتقدم.
ليزرع كل منا شجرة ، فتُنبت حب وتُثمر سلام ،لنُحب شعوبنا، ولنكُف عن السلبيات وليبدأ كل واحد منا بالإيجابيات نحو الوطن والناس.
أهنئكم بالعام الجديد، وأشجع نفسي وأشجعكم أن يفتح كٌلٍ منا قلبه ليتسع لحب الناس والأشياء والأماكن والطيور والحيوانات، لنحافظ على أرضنا ولا ننتظر آخر ليبدأ، لتتسع قلوبنا لقبول الآخر المختلف، ونتجاوز كل خلاف في إطار حب الإنسان لأنه انسان، لنفتح أحضاننا للآخرين ونرسم ابتسامات على وجوه الأطفال ،ونساعد المرضى، ونزور المساجين، ونتأنى على المسنين والعاجزين .لنعلم جميعاً انه ليس هناك مستحيل، فبالرغبة والإرادة ستبدأ زهور الحب في الازدهار والإثمار، وستطرح اشجار السلام والرحمة ثماراً متزايدة، فتمتلئ حياتنا بالأفراح، ونغٌيِر شكل العالم.
في كتاب (قوة التحكم في الذات للدكتور ابراهيم الفقي) يقول: أن معظم الناس قد تبرمجوا منذ الصغر؛ على الإعتقاد والكلام والتصرف بطريقة سلبية، وتكبر معهم هذه الطريقة؛ حتى يصبحوا سجناء مايسمى (البرمجة السلبية) وهذه البرمجة يمكن أن تتحول الى إيجابية؛ بأن يريد الإنسان التغيير لحياته؛ فيقرر ويقبل أنه يريد التغيير، وعن طريق التحدث الى الذات تتحول الأفكار الى أفعال والأفعال الى عادات والعادات الى طباع، وهذا يعطينا الأمل في القدرة على اكتساب اتجاهات ايجابية في التفكير تجاه الآخرين.
في العام الجديد؛ لنترك كل رغبة في الإنتقام والشر، ولنتخلى عن جذور الحقد والغيرة والحسد. في العام الجديد لنواجه أنفسنا بصدق وأمانة، لندرك كم مضى من العمر ولم نحصد إلا المزيد من العنف، والمزيد من البغض والعداء، والمزيد من المشاكل، ولنبحث كيف يمكن أن نغير حياتنا ونرنو دائما للأفضل، لنفحص أنفسنا ونقتلع كل جذور الإحباط ونزرع بدلاً منها بذور الأمل والرجاء، فالإنسان يستحق.
كل عام وأنتم في كُلٌ الصحة والخير والسلامة
محبتي للجميع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com