قال المفكر الإسلامى الدكتور محمد سليم العوا خلال الموسم الثقافى لجمعية الثقافة والحوار، التى يرأس مجلس إدارتها، أمس السبت ـ إن شروط بناء الكنائس أسهل كثيرا من الاشتراطات اللازمة لتشييد المساجد، وأضاف أنه عند المقارنة بين الشروط العشرة لبناء دور العبادة الإسلامية والمسيحية نكتشف أن إجراءات بناء المساجد معقدة للغاية مقارنة بالكنائس، والتى لا تستلزم إقامتها رسما معماريا معينا.
وأشار إلى أن بناء المسجد يتطلب وضع 50 ألف جنيه فى أى من البنوك التى تحددها وزارة الأوقاف، ولا تسترد المبلغ إلا بعد بناء المسجد، أما الكنائس فلا يتم دفع مليم وتبنى دون تحديد موعد للانتهاء منها.
وفى سؤال حول الحكومة القبطية المصرية بالمهجر، قال إن تلك الحكومة تعتبر تنظيما موازيا للحكومة مثل البرلمان الموازى، وتزعم تلك الحكومة أنها تدافع عن المضطهدين داخل الوطن، موضحا أن أفضل تعبير وصفت به تلك الحكومة ما قاله البابا شنودة للدكتور محمد عمارة بطريقة ودية "شوية مجانين".
وفى رده على سؤال وجه له: لماذا تتبع منهجا تكفيريا؟ قال العوا: "لا يشك أحد فى إسلامى ولا أشك فى إسلام نفسي، فما قال الله عنه كافر فهو كافر ومن قال الله عنه مؤمن فهو عندى مؤمن، وكذلك الفاسق والظالم، فأنا أكفر من كفره الله فى كتابه وفى سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وأنا لا أتحدث عن أشخاص أو مؤسسات أو مجموعات".
ووصف المفكر الإسلامى الدكتور محمد سليم العوا، الأصوات المنادية بتغيير المادة الثانية من الدستوربـ"الفقاقيع"، موضحا أن الدول الغربية تعتمد فى دساتيرها على الأناجيل، فليس بدعا من الخلق ولا بدعا من الدساتير أن يكون الدستور المصرى ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمى وأن اللغة العربية هى اللغة الرسمية، بل يجب على كل الدول العربية أن ينص دستورها على ذلك للمحافظة على هوية شعوبها، موضحا أن الرئيس السادات عندما أراد تغيير الدستور عام 71 كان الهدف منه تحديد مدة الرئاسة ولم يرد منها تغيير المادة الثانية من الدستور، وأنه من الأولى عدم العبث بتلك المادة حفاظا على وحدة الوطن.
وأرجع العوا ما يحدث الآن من تقسيم السودان إلى الاستعمار والحكام المسلمين الذين حكموا السودان ولم يؤدوا حقوق العباد، معبرا عن حزنه الشديد، مشيرا إلى أن ما يفعله الذين هم على رأس الحكومات تدفع ثمنه الشعوب والأمة، فقضية السودان ليست وليدة العصر الحالى بل منذ 70 عاما ولم تحل القضية.
وعن زواج المسلمة من مسيحى، أكد العوا أن ذلك يرجع إلى ضعف التربية والتنشئة الصحيحة، مشيرا إلى أنه يجب على ولى الأمر ألا يساند ابنته فى الزواج من مسيحى مهما كان الثمن، لأن هذا أمر محرم شرعا.
وأكد العوا على أن أقباط مصر لم يستنجدوا بالمسلمين لتخليصهم من أيدى الرومان، إنما كان من واجب المسلمين أن يفتحوا مصر بعد فتوحات الشام وإخراجهم للرومان، لأن الشام إذا بقيت فى يدى المسلمين ومصر فى يدى الرومان لكانت مصر شوكة فى ظهر الدولة الإسلامية، فكان لا بد أن تبلغ كلمة الله إلى أهل مصر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com