بقلم : مجدي أبراهيم
فى الصباح نئن وفى المساء نتمخض لنلد غذا هما جديداً , ونصرخ ولا من يسمع العويل من افواهنا , ورغم كل الذى يحدث , وكل اشواك العمر ,
ورغم ان مكاريوس مازال يسأل لماذا انا ؟ ويسأل ابانوب ماذا فعلت حتى تروى الأرض بدمى ؟ والمحبه تسير فى الشارع تنادى انا بالمجان فمن يمد اليد ليأخذ , وينده بائعى الاحلام من يشترى الحلم , ولكن الكل لم يعد يشترى , فالكل بائع !
نبيع الكلام فى الطرقات والمقاهى . نبيع الكلام فى الفضاء , دون ضريبه على الكلام , دون حساب ! ولكن ان تكلمت انت فاحذر ,, فكلامك بالضريبه , والجزيه عليك حق ! ورغم اننى مقتنع بكل هذا الا ان هناك امرا شاذا , قد كسر المألوف دعانى ان افكر فى الامور من جديد ,
فمنذ ذلك اليوم الذى ذهبت فيه لاحد المصالح الحكوميه , وسالنى الموظف عن اسمى فاجبت , فرد قائلا "والله لو محمد كنت خلصتهالك " وانا اكره المصالح الحكوميه , ولا احب موظفى الروتينيات , ولا احب البغبغاوات من يرددوا الكلام دون فهم او وعى , حتى يوم اخر .. اتجهت الى عمل خاص , شىء اديره بنفسى واربح من خلاله بعيداً عن تعنت اصحاب الشركات واذلال المالكين ,
كان مشروعا صغيرا فى احد محلات الشوارع , وكانت " ام روشاه" السيده الفاضله التى قلبت الموازين , هى جيرانى فى عملى الصغير , راعتنا كاولادها ربتت على كتف المريض منا , داوت بكلامها ولمساتها جروح صغار النفوس , لم تفرق ابدا هذه السيده بين لون وجنس ودين , كانت مواظبه على صلاتها دائما تصلى فروضها فى اوقاتها , وتحفظ الكثير من الشعائر , وتعطى بلا حساب.
لا تنم الا واطمئنت اننا وصلنا الى منازلنا , وزوجها وبناتها كل الاحترام لهم , فهنيئا لمصر بشعب متفتح العقليه , لا يحسبها بطريقه هذا جزب وانا جزب , وهذا امى وهذا ذمى , وهنيئا لنا بهم فهم حقا فخر لنا ان نجعل امثالهم هم , سلام الوطن وحريته , وبدلا من يعظوا فى الشوارع والطرقات كانوا هم عظه ملموسه لكل من عاشرهم وجاورهم , حتى نسيت من قال "لو كنت محمد كنت خلصتهالك" فشكرا لكل من سموا بافكارهم عن كل تفاهات , وشكرا لاشراف الوطن , صانعى السلام .. شكرا لكل من كتبوا حرفا لغد , افادوا به من يليهم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com