بقلم: نوري اٍيشوع
لا أدري كيف أبدء مقالتي هذه, و شعبنا و أخواتنا يتعرضون لكل أنواع البطش و الخوف و القتل و التهديد و الوعيد و الابتزاز, شعب عريق عراقة التاريخ يتعرض للقهر و الأبادة, شعب لا نخجل أن نعلن و بكل فخر بأنه التاريخ نفسه ومن المستحيل فصل التاريخ عنه, و يمارس هذا كله ضده, ضد املاكه, عرضه و مقدساته دون أدنى رحمة أو شفقة و ذلك على أيادي اعوان ابليس (خفافيش الظلام), و قد تناسى هؤلاء بأن أرض الشرق قد سُقيت بدمائه الزكية, و أبت هذه الأرض الانفصال عنه وأبى هو أيضا الأنفصال عنها و لو كلفه ذلك حياته, و ما يتعرض له أهلنا في الشرق, ليس لسبب ألا لأنهم تبعوا اله الحق و الحياة, اله السلام و المحبة و التسامح, و قد غاب عن ذهن هؤلاء القتلة أننا لا نخاف من الذي يقتل الجسد, بل من الذي يقتل النفس و الجسد و هذا ما قاله ألهنا و ربنا يسوع المسيح في انجيل البشير مت 28:10 .28 ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها.بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.
و الويلات التي يتعرض لها اهلنا و الأبادات الجماعية التي تمارس بحقه تذكرني بواقعة او قصة رواها على مسامعي رجل فاضل, طاعن في السن (أمي, لم يكن يجيد القراءة و لا الكتابة), من سكان قريتي التي تطل على جبل الطور و القريبة من الحدود التركية (رحمة الله عليك يا عم يوسف), و كان ذلك في عام 1980 خلال لقاء جمعني به قائلا لي : يا بني توقعاتي لمستقبل مسيحي الشرق, سيكون كواقع قصة الحمامات الثلاثة, فقلت له و ما هي قصة الحمامات الثلاث يا عم؟رفقال : فالحمامة الأولى تتمتع بكامل قواها, و لها جناحان قويان, فستطير بعيداً و تخلص ( المهاجرين الأوائل), والحمامة الثانية تشعر بوهن, و نتف ريشٌ كثير من جناحيها سوف تحاول الطيران و بالويل تخلص (المهاجرين الجدد), والحمامة الثالثة أنهكتها مشاغل الحياة و جناحاها مقصوصان فلا تستطيع الطيران فتقع فريسة سهلة في قبضة و حوش البراري و خفافيش الظلام , وسوف تتعرض للتعذيب و القتل.
فيا أيها ألأخوة و الأخوات, أنظروا لما يتعرض له أخوتنا و أهلنا في الشرق, و أنظروا الى المذابح التي تلاحق هذا الشعب, (أباء أفاضل و مؤمنين) و هو لا ينشد الا العيش بأمان في أرضه, و الذي شعاره دائماً المحبة و التسامح, ويمارس ذلك كله بحقه, على آيادي مصاصي الدماء, هؤلاء الذين أبووا إلا أن أن يكونوا من أعوان الشيطان, و تناسوا بأن كل شيء ينطق بأسم هذا الشعب, الأرض, البشر, الشجر و الحجر, لا بل أسمه نُحت على كل ذرة تراب من بلاد الشرق.
فيا خفافيش الليل, أبناء الظلمة و الظلام, أفعلوا ما طاب لكم, أستعملوا كافة أسلحتكم الشيطانية, ولكن عليكم أن تعلموا, بان أبليس قد قُهر و كُسرت ساقاه, و الويل لكم و له من يوم الحساب, عند مثولكم يوم الدينونة امام عرش اله السلام, اله الحق و الحياة.
فيا أصحاب السلطة و القرار و يا قادة بلاد الشرق, بادروا الى حماية هذا الشعب, حافظوا على تاريخ هذه البلاد, أستعملوا سلطتكم بقوة لكي يعيش كانسان و ينعم بالأمان و السلام.
فيا قادة هذه البلاد أحموا هذه الواحة الخضراء, الوحيدة في صحرائكم المترامية الأطراف, فأن جفت فسوف تتطالكم و تزحف عليكم الصحراء القاحلة بجبال رمالها و بلهيب نارها الحامية و تجرفكم الى الهاوية, أحموا هذا الشعب المسالم من الأبادة الجماعية, لأن المسيحين هم الشرق و الشرق هو المسيحيون, فأذا تعرض أحدهما الى الزوال فسوف يزول الأخر لا محا لة.
فيا وطاويط الظلمة, في الغد القريب, سوف تسطع نور النهار و تشع شمس الشرق على أبناء الشرق و و تقبعون في اوكاركم الى ما لا نهاية.
فيا أخوتي و أخواتي أبناء التاريخ, لا تهابوا أبناء الظلمة و الطغيان و تذكروا بأن الراعي الصالح لن يتخلى عن خرافه, واله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا.نعمة ربنا يسوع المسيح معكم.آمين
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com