في الوقت الذي يؤكد فيه مؤتمر الحزب الوطني انخفاض نسبة البطالة بين الشباب، تؤكد صحف العالم أن البطالة هي أهم وأكبر مشكلات الشباب في مصر، إذ إن 9 من بين كل 10 شباب ما زالوا بلا عمل، معظمهم تحت سن 30 سنة، بينما تشير الأرقام إلى أن نصف النساء في مصر لا يعملن، وأن الوظائف المتاحة معظمها لا تتناسب مع المؤهلات العليا للخريجين، كما أنها لا تقدم للعاملين بها أية ضمانات.
وأشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، في تقرير كتبه لاسين آشي، بالتعاون مع مركز كارنيجي الدولي للشرق الأوسط، إلى أن التعليم في المدارس والجامعات هو المسؤول الأول عن أزمة البطالة في مصر، كما أن البطالة مسؤولة بشكل كبير عن هجرة الشباب المصريين بأعداد كبيرة إلى الخارج، كونها الحل في رأيهم للحصول على الحد الأدنى للمعيشة.
وقال إن البطالة والوظائف السيئة غير المرضية ماديًّا أو معنويًّا هي السبب الرئيسي في افتقاد الشباب في مصر لروح المبادرة، لأنهم لم يكتسبوا المهارات أو التعليم الجيد لإدارة أعمالهم الخاصة، كما أنهم يعانون من افتقاد دعم وتشجيع الحكومة لهم، ونقص الموارد المالية وانحسار فرص النجاح وتكافؤ الفرص.
وقال الصحيفة إن كل هذه الأسباب تؤدي حتمًا لابتعاد الشباب في مصر عن السياسة، حيث أظهر استطلاع عام 2009، أجراه المجلس القومي للسكان، أن أقل من 1% من السكان في الفئة العمرية من 18- 29 سنة ينتمي لحزب سياسي، كما أن 16% فقط من الشباب المؤهلين صوتوا في الانتخابات السابقة. وقد تكون هذه النسب طبيعية، حتى مع ظهور حركات سياسية من الشباب كحركة شباب 6 أبريل، لأن هؤلاء الشباب يحاولون تغيير المشهد السياسي بلا فائدة، بسبب قيام النظام بقمعهم وتجاهل مطالبهم طوال الوقت.
وقال آشي إنه ينبغي على صناع القرار في مصر التأكد من أن الخريجين مؤهلون لسوق العمل قبل التخرج، وأن يتم التركيز على الإبداع والتفكير الناقد ومهارات الاتصال، وتشجيع روح المبادرة والتفرد في الطلاب. وأكد أن الدولة ينبغي أن تضع الاحتياجات التعليمية والاجتماعية الاقتصادية على أولوية اهتماماتها، وأن تهتم أكثر بتعليم المرأة وتوفير الرعاية الصحية، خاصة في الريف وتسهيل التعليم، ومنحها دورا أكبر في المشهد السياسي والاقتصادي.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com