محرر الأقباط متحدون
بعد ان صارع الموت خلال الاسبوعين الأخيرين، رحل الرئيس السابق شمعون بيريز، عن عمر يناهز ال 93 قضاه في رحلة مميزة في مختلف محطات حياته في الساحة السياسية في إسرائيل. واكثر ما اشتهر به هو تفاؤله منقطع النظير وتطلعه الى السلام مع الفلسطينيين والجيران العرب.
خضع الرئيس السابق شمعون بيرس للعلاج في غرفة الطوارئ في مشفى شيبا في تل هشومير حيث كانت حالته خطيرة وتم ربطه بأجهزة التنفس وبقي تحت التخدير. تعرض بيريس قبل أسبوعين لجلطة دماغية تم نقله على اثرها إلى المستشفى، حيث تبين أنه يعاني من نزيف حادّ في الدماغ.
شغلت حالة بيريز الصحية، بصورة كبيرة، مواطني دولة إسرائيل واحتلت صدارة النشرات الإخبارية في الأيام المنصرمة واحتلت المقابلات مع أفراد أسرته وأطبائه مساحة مرموقة في محطات التلفزة من أجل الإبلاغ عن وضعه.
يعتبر شمعون بيريز أحد أبرز السياسيين في تاريخ دولة إسرائيل: شغل منصب الرئيس التاسع لدولة إسرائيل ورئيس الوزراء السابق ومن الشخصيات البارزة في حزب العمل إضافة الى كونه حمامة سلام حصد جائزة نوبل للسلام وحظي باحترام وتقدير زعماء العالم. كما لم يخفِ العديد من ابناء المنطقة وقادتها اعجابهم بشخصيته الفذة التي لم تعرف الكلل في مسعاها لتحقيق السلام.
يعتبر شمعون بيريس الأخير من الرعيل الأول من بناة دولة اسرائيل. وكانت مسيرته السياسية من المسيرات الاكثر طولًا وتأثيرًا في تاريخ الدولة. وامتدت على مدى 75 عاما. لقد كان بيريس حاضرا في كافة المفترقات الهامة في مسيرة دولة إسرائيل، منذ تأسيسها، كما كان اقترن اسمه أكثر من أي شيء بالسعي للسلام ناهيك عن تفاؤله المتناهي.
على مدار السنوات، شغل كافة المناصب الرفيعة – تقريبا – في مؤسسات الحكم والقيادة – بالإضافة لكونه رئيسا ورئيس حكومة، شغل أيضا مناصب وزير الأمن، وزير المالية، وغيرها.
ولد بيريز عام 1923 في فيشنيفا – مدينة تقع اليوم في روسيا البيضاء (بيلا روس) – حيث كان اسمه شمعون بيرسكي. كان والده تاجر أخشاب وأمه أمينة مكتبة ومعلمة للغة الروسية، وقد هاجرت العائلة إلى إسرائيل عام 1934 حيث تزوج لاحقا في مدينة تل أبيب.
في العام 1947 تم تجنيد بيريس لصفوف “الهاجاناه”، وعمل في إدارة القوات وشراء الأسلحة. شغل بيريز بعدها عددا من الوظائف في وزارة الدفاع ، ومن بينها العمل في تطوير الصناعات الجوية ولعب دورا قياديا في إنشاء المفاعل النووي في ديمونة في تلك السنوات.
عام 1959 تم انتخابه لأول مرة لعضوية الكنيست، حيث تم تعيينه نائبا لوزير الدفاع. كان من بين الشخصيات الرائدة التي قامت بتأسيس حزب العمل. عام1974 خلف بيريز موشي ديان في منصب وزير الدفاع، وفي عام 1976 كان شريكا في اتخاذ القرار بالخروج إلى “حملة عنتيبي” لتحرير مخطوفي طائرة “إير فرانس”. عام 1977 تم تعيين بيريس ليكون القائم بأعمال رئيس الوزراء، وبموازاة ذلك تم انتخابه ليكون رئيس حزب العمل، وهو المنصب الذي شغله حتى العام 1992.
بعد انتخابات العام 1984 تم تعيين بيريس رئيسا للحكومة في حكومة الوحدة الوطنية، وهو المنصب الذي شغله لمدة سنتين بالتناوب مع يتسحاك شامير. خلال شغله منصب رئاسة الحكومة، قاد بيريس إجراءات انسحاب جيش الدفاع من لبنان. بعد انتخابات العام 1992 تم تعيين بيريس وزيرا للخارجية في حكومة يتسحاك رابين، وقد عمل من خلال هذا المنصب على إدارة الاتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية من أجل التوصل إلى اتفاق أوسلو. كذلك، كان بيريس شريكا في تحقيق اتفاق السلام مع الأردن. بفضل تحقيق السلام، حصل بيريس على جائزة نوبل للسلام، في الـ 12 من كانون الأول 1994، برفقة يتسحاك رابين وياسر عرفات.
بعد مقتل يتسحاك رابين في الـ 4 من تشرين الثاني 1995 ،شغل بيريز منصب رئيس الحكومة، وزير الدفاع ووزير الاقتصاد والتخطيط. في الحكومات التالية، شغل عدة مناصب وزارية، إلى أن انتقل في العام 2006 إلى حزب كاديما، وشغل منصب نائب رئيس الحكومة.
عام 1997 قام بيريز بتأسيس مركز بيريس للسلام الذي يهدف إلى المساعدة في تحقيق رؤياه لـ “شرق أوسط جديد”. عام-2007 تم انتخاب بيريز لمنصب الرئيس التاسع لدولة إسرائيل. حتى من خلال منصبه كرئيس للدولة، استمر بيريز بنشاطاته من أجل دفع السلام. عام 2012 تلقى ميدالية الحرية من رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما. في العام 2014 أنهى مهام منصبه كرئيس للدولة.
على مدار 66 عاما، كان بيريز متزوجا من سونيا، التي توفيت في العام 2011، من عائلة جيلمان. أنجب الزوجان ثلاثة أبناء – حيمي، يوناتان وتسفيا. ولأولاده 3 احفاد
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com