هاني رمسيس المحامي
مثلت ليلة الرابع من اكتوبر حجر زاوية هاما جدا فى قضية حرق كنيسة الماريناب فبعد وصل عدد من المتظاهرين الى ساحة ماسبيرو بعد انقسام حاد بين المتظاهرين بالاكتفاء بالوصول لدار القضاء العالى او الاستمرار لماسبيرو
...وبعد قت دار فيه جدل بين مؤيد ومعارض للإستمرار فى ماسبيرو ليس لرفض المبدا وانما لقلة الاعداد والاحساس بسهولة التعرض لهم
...مع وصول قوات الأمن وقيادتها انتهى الخلاف واستعد الجميع لدفع الثمن بروحا واحده واجساد متلاصقه
...وفضت قوات الأمن التجمع بالقوة وتم دفع القمص متياس نصر ارضا وخرج الجميع عدوا الا شاب اسمه رائف فسقط على الارض وانهالت عليه يد الظلم والجهل والبغضه وسجلت هذا قناة ٢٥..من أعلى احد البنيات الملاصقة للحدث
واصيب رائف اصابات بالغه وتم اجراء كافة الاجراءات الطبية له وكان راسه لايظهر وجهه منها الا لفائف بيضاء تحيط بها
..واذيع ماحدث على قناة الطريق والسى بى سى وغيرها من القنوات واجتمعت قيادات قبطية كثيرة تدرس رد الفعل وكان القرار هو الخروج بمسيرة من دوران شبرا الى ساحة ماسبيرو
....وكان هناك تيار ايضا هام يمثل صفوة كبيرة من المجتمع القبطى فضل التجمع مباشرة فى ماسبيرو دون السير بالمسيرة هذا الطريق خوفا من حدوث اعتداءات لان الاجواء كانت مشحونه جدا
...فأصبح المشهد النهائى متفق على وجود رد فعل ومتفق على الذهاب لماسبيرو ولكن فريق قليل يرى التجمع المباشر فى ماسبيرو والفريق الاكبر يرى السير بالمسيرة المعلن عنها ..الا أن هناك كان قرار اخر بالوصول وعدم الاعتصام هناك
...كان ميعاد التحرك الساعه الرابعه حتى يتم الوصول السادسه لدخول ماسبيرو ولا تكن الشمس قد غربت
...ومن الساعه الواحده ظهرا بدء تجمع الناس باعداد غير متوقعه لاكبر المتفائلين
وبدا المشهد الساعه الثانية والنصف كبرا جدا مع حلول الساعه الرابعه كان عد المتواجدين فوق قدرة اى تجمع او جماعه على توقعه
....كان تقريبا شارع شبرا من الوران وما قبله بمحطة مترو ممتلىء وما بعده حتى نفق شبرا ممتلئ وكان لسان حال الناس اننا لم نحضر لدعوتكم نحن متواجدين لقناعتنا الشخصية لاجل تسجيل موقف سلمى لما حدث
...ويبدو أن مشهد رائف وهو يسحل كان القشة التى قسمت ظهر البعير وبدا الاقباط بان ما حدث لرائف مرشح له كل قبطى يعيش على ارض مصر طالما اصبح له صوت للمطالبة بحقوقهم
.....ووقف القمص متياس نصر فوق سيارة البث الخارجى لقناة السى بى سى
ينظر المشهد من فوق وهو صامت وتأخر التحرك بدلا من الساعه الرابعه الى الساعه الخامسه عصرا نظرا للاعداد الغفيرة التى كانت تتوافد بشكل جعل المشهد تاريخى وغير طبيعى ومعتاد من اقباط مصر الذين عرف عنهم فى اوقات كثيرة عدم التفاعل مع تلك الاحداث بهذا الشكل ومع ميل الناس لانتظار موقف البابا شنوده الموهوب فى احتواء شعبه ولثقة الناس فى حكمته وقدرته على اخذ مواقف حاسمة فى مواقف مشابهة لتلك الاحداث ولكن بدا المشهد يعلن عن متغير نوعى يظهر فى تاريخ الاقباط فى مصر
....تحركت المسيرة فى الساعه الخامسه ويحسب لشباب لجنة النظام فى الكيان الذى خرج من رحم اعتصامات ماسبيرو يحسب لها الدور غير العادى الذى بذلوه لتنظيم بقدر المستطاع ماهم فيه
....وواصلت المسيرة عدوها فى هدؤ ونظام وشكل حضارى قلما يكون فى تلك الاعداد غير الطبيعية لم يسجل فيها محضر تحرش او سرقة او إتلاف او ايا من اشكال الجريمة جامعه بين مواطنيها اخوة شرفاء شركاء فى الوطن يفوق عددهم اى توقع
....كلا عبر عن نفسه كنت تجد حامل الصلبان معبرا عن هويته الدينية رافضا الظلم على اساس دينى وكنت تجد رافع علم مصر رافضا القهر على اساس وطنى وكنت تجد من يرفع اللافتات معبرا عن رايه كانت توليفة خاصة بنكهة مصرية خالصة
...حتى وصلت المسيرة الى نفق شبرا وانهال مجهولون بقطع الرخام الصغير كانها قطرات الأمطار فى سرعتها وكمياتها فوق رؤس المتظاهرين
السلميين...ويقوم شباب لجنة النظام بالصعود لاعلى النفق ويجرى هؤلاء المرتزقة الماجرون من امام شجاعة شاب لجنة النظام وكانوا على كامل الاستعداد. لفداء الالاف برواحهم ..هؤلاء الشباب الذين ارتدوا الاثواب البيضاء طلوها باللون الاحمر مزيله بكلمة شهيد تحت الطلب
...وهنا نتوقف لنقول من دفع الشباب القبطى للاحساس باختيار الموت والاستشهاد بدلا من حياة كلها خزى وعار واهانة ..هل نسى هذا الشباب فى ذهنية
متراكمة اخراج مجموعه من ملابس النساء معدة وتقدم لمساعدة المحتاجين فى سول ليتهموا نساءهم فى شرفهم ..هل نسى هؤلاء الشباب فى ذهنية متراكمة السنة النار تخرج من كنائس امبابه الثلاث واضيف لها للاسف كنيسة الماريناب وسحل رائف ..كان قضية كرامة كبشر وكمواطنين وكمسيحين مواطنون يعيشون على ارض مصر ..ارادوا كسر ارادتهم وكرامتهم ..ولكنهم وقفوا عزل يدافعون بأخلاق لا تصدق وسلوك مبهر عن ايمانهم وبقائهم وكرامتهم
.....نعود للمسيرة فبعد ملحمة الشجاعه تحت نفق شبرا أكملت المسيرة سيرها فى مسألة قصيرة من نفق شبرا لساحة ماسبيرو
..وكان المشهد هناك هو تجمع مجموعه كبيرة من صفوة المجتمع تحمل الشموع وترنم وتغنى الاغانى الوطنية وهناك اطياف من صحفين مواطنين يتجمعون فى انتظار مسيرة شبرا
....ولعلم لم تصل او تدخل كل المسيرة لساحة ماسبيرو فلو دخلت تلك الاعداد لا نعلم ماهو مصير تلك الليلة وصلت او دفعه لساحة ماسبيرو واندفعت قوات كانت متواجدة فى..
خدام الالة العسكرية واستخدام الأفراد الذين هم اكثر غلظة وقوة من جنود الامن المركزي
...وفجاة على غير توقع تحركت المدرعات بقوة يمينا ويسارا تحصد الارواح بلا رحمه او فهم او عقل كانت كناقلات الموت تحصد البشر كفراشات تتطاير
كانت الناس تسقط قتلى وهم مستمرين يمينا وشمالا وفى كل اتجاه وتلى هذا المشهد نزول قوات الأمن المركزى التى أطلقت كميات من الغاز المسيل
للدموع كبير جدا
....وبدا المشهد كساحة حرب يجمع فيها الناس الاشلاء وعظام البشر متناثرة
وكلما جمعت جثة يحملها اربعه فى بطانية ويجرون بها لبحث عن وسيلة لوصولها لمستشفى القبطى التى هرع اليها اشلاء البشر
...وفى تلك الاثناء كانت هناك معارك اخرى تجرى على ارض مصر ضد الاقباط
... وللحديث بقية
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com