سارعت برلين وباريس الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول للبحث عن مخرج للأزمة السورية بعد التشنج الذي أصاب التفاهمات الروسية الأمريكية، إزاء التصعيد الأخير في سوريا، لا سيما حلب.
وأعلنت موسكو وباريس، الأربعاء، أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الفرنسي جان مارك آيرولت سيلتقيان غدا الخميس لبحث سبل تسوية الملف السوري.
فيما أضافت الخارجية الفرنسية أن إيرولت سيلتقي لاحقا مسؤولين أمريكيين لبحث الوضع في حلب.
آيرولت الذي يعتبر أن إنهاء التعاون مع موسكو بشأن تسوية الوضع في سوريا، لن يؤدي إلى شيء، سيسعى لإقناع السلطات الروسية بالحاجة إلى اتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي، لوقف إطلاق النار، بما يسمح ببدء هدنة في حلب وإيصال المساعدات الإنسانية.
لكن موسكو استبقت زيارة آيرولت بالتحذير من أن مشروع القرار الفرنسي لن يعمل طالما كان المقصود منه دفع موسكو للضغط على القوات الحكومية السورية لوقف إطلاق النار بشكل أحادي الجانب. مشددة على أن مشروع القرار سيرى النور فقط في حال اتخاذ إجراءات منسقة أشد ضد الإرهابيين.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن إنهاء الأزمة في سوريا غير ممكن دون إيجاد توافق بين روسيا والولايات المتحدة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الألمانية مارتين شيفر الأربعاء "من الواضح أنه لا يوجد أمل في تسوية الأزمة ووقف إراقة الدماء دون التوصل إلى تفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا".
وأكد شيفر أن أهداف الاتفاقات التي توصلت إليها واشنطن وموسكو مطلع سبتمبر/أيلول الماضي المتمثلة في تحقيق الهدنة ومكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، لا تزال مهمة.
وقال الدبلوماسي الألماني في مؤتمر صحفي في برلين إن ممثلي وزارات خارجية ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا سيجتمعون في العاصمة الألمانية لبحث شروط استئناف التعاون مع روسيا حول سوريا وكذلك استئناف العملية السياسية في سوريا وتأمين إيصال مساعدات إنسانية.
وشدد شيفر على أنه لا توجد أي خطط محددة بشأن فرض عقوبات ضد روسيا أو إيران وغيرهما من الدول بسبب دعم الحكومة السورية.
وأضاف أن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير سيعقد الأربعاء أو الخميس لقاء مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول سوريا، مشيرا إلى أن الوزير الألماني قد أجرى مباحثات بهذا الشأن في بروكسل مع نظيريه الأمريكي جون كيري والتركي مولود جاويش أوغلو.
يذكر أن واشنطن أعلنت الاثنين أنها أوقفت الاتصالات مع موسكو حول سوريا، وأشارت إلى أنها ستسحب أفرادها الذين يعملون في مركز التنسيق المشترك مع روسيا، مؤكدة أنها ستواصل استخدام قنوات الاتصال العسكرية مع موسكو رغم القرار المتخذ لتجنب وقوع حوادث في أجواء سوريا.
أما موسكو، التي اتهمت واشنطن بعدم الإيفاء بالتزاماتها وفق الاتفاق حول سوريا فأكدت أنها لا تعتزم اتخاذ خطوات أحادية الجانب لتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا، ولا يمكن لها أن تقبل بإجراءات أمريكية أحادية الجانب في سوريا.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com