صبت وسائل إعلام الزيت على نار السباق الانتخابي الأمريكي بين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، إذ سربت معلومات من شأنها إلحاق أضرار جسيمة بشعبية كل من المرشحين.
ونشر موقع "ويكيليكس"، الجمعة 7 أكتوبر/تشرين الأول، الحزمة السرية الأولى من مراسلات المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والتي تمت قرصنتها من حاسوب رئيس حملتها الانتخابية جون بوديستا.
وتضم هذه الحزمة، من بين الوثائق التي توعد مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج قبل أيام بإفشائها ، 2060 رسالة و170 ملحقا لها تسلط الأضواء على مواقف كلينتون غير المعروفة إزاء طيف واسع من المسائل الداخلية والدولية.
وتكرس نصف هذه الرسائل لمسائل الطاقة النووية، وخاصة فيما يخص هبات مالية بالغة قدمها "أشخاص لهم مصالح بهذا المجال" إلى "صندوق كلينتون".
مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج
في هذا السياق، تتعلق العديد من الوثائق بدور شركة "يورانيوم وان" المسجلة في كندا، والتي أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب أن شقيق جون بوديستا هو من يديرها. واتهم ترامب منافسته الجمهورية بأنها ساعدت هذه الشركة إبان توليها منصب وزير الخارجية في الحصول على 20% من اليورانيوم في الولايات المتحدة.
كما يتركز جزء من الوثائق المسربة على مسائل السياسة الخارجية الأمريكية، حيث جاء في إحدى الرسائل المتعلقة بالعلاقات بين واشنطن وأنقرة، والتي استلمتها كلينتون من ممثل مجلس سياسة الدفاع الأمريكية، أن إيران وروسيا والرئيس السوري بشار الأسد شخصيا هم الذين يشكلون خطرا على أمن الدولتين الأمريكية والتركية.
جون بوديستا، رئيس الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون
إلى ذلك، سلطت تسريبات "ويكيليكس" الضوء على الخطابات التي ألقتها كلينتون أمام مدراء أكبر شركات مالية أمريكية، حيث أظهرت المرشحة الديمقراطية علاقاتها الودية جدا مع العديد من أقوى شخصيات "وول ستريت".
ونقلت إحدى الوثائق عن كلينتون تعبيرها، أثناء حديث في عام 2013 مع لويد بلانكفاين، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "غولدمان ساكس" للخدمات المالية و الإستثمارية، عن أسفها من عدم توفر الظروف السياسية الملائمة لتولي الأثرياء مناصب حكومية.
وأشارت كلينتون إلى وجود تحيز كبير ضد "أشخاص ناجحين يعيشون حياة نشطة"، واصفة الرقابة على أموال المسؤولين الحكوميين بأنها "أمر عسير وغير ضروري".
تجدر الإشارة إلى أن الحملة الانتخابية لكلينتون لم تؤكد أو تنف بعد صدقية الوثائق المسربة، بينما اتهم رئيس الحملة جون بوديستا، على صفحته في تويتر، موسكو بالوقوف وراء الهجوم الإلكتروني الذي تمت أثناءه قرصنة هذه البيانات.
جاء ذلك بعد أيام معدودة من توجيه واشنطن اتهامات إلى موسكو بتنفيذ هجمات إلكترونية على بريد المواطنين الأمريكيين والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بهدف التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 8 نوفمبر/تشرين الثاني.
ورد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على هذه التصريحات واصفا إياها بـ " محض هراء"، بينما نفى مؤسس "ويكيليكس" أيضا وقوف موسكو وراء "قراصنة الإنترنت".
وسبق أن نشر موقع "ويكيليكس" رسائل البريد الإلكتروني لحملة هيلاري كلينتون التي وضعت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في موقف محرج، إذ سلطت هذه البيانات الضوء على الأساليب التي استغلها الديمقراطيون لدعم حملة كلينتون على حساب المرشح الديمقراطي الثاني منافسها بيرني ساندرز.
ترامب في مأزق بعد تسريب تصريحاته المهينة بحق النساء
من جانب آخر، وجد منافس كلينتون، المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، نفسه في موقف محرج للغاية، بعد أن نشرت صحيفة "واشنطن بوست" يوم الجمعة 7 اكتوبر/تشرين الأول مقطع فيديو مسجلا في عام 2005، يدلي فيه الملياردير بتصريحات بذيئة بحق النساء.
ويقول ترامب لمقدم البرنامج، في شريط الفيديو، الذي سجل كما يبدو دون علم ترامب بعد أشهر معدودة من زواجه الثالث: "حاولت أن أفعلها.. كأنها كانت امرأة ساقطة.. وهي كانت متزوجة.. حين تكون نجما، يدعنك تفعلها معهن.. ويسمحن لك بالقيام بكل ما تريده".
في هذا السياق، سرعان ما حاول ترامب معالجة الأضرار الهائلة التي ألحقها الفيديو بشعبيته، ونشر على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماع خطابا مصورا أكد فيه صدقية التسجيل واعتذر عن كلامه المهين بحق النساء.
وقال المرشح: " كنت مخطئا وأعتذر عن ذلك. كل من يعرفني يعلم أن هذه التصريحات لا تعكس شخصيتي".
ووصف ترامب نشر هذا التسجيل بأنه مجرد محاولة لصرف أنظار الأمريكيين عن القضايا الملحة التي تواجههم.
وحاول المرشح الجمهوري استغلال الفرص الضيقة المتاحة له في هذه الظروف، معيدا إلى الأذهاب الفضائح الجنسية العديدة التي تورط فيها زوج منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، الرئيس السابق بيل كلينتون.
وأكد ترامب: "قلت عدة عبارات حمقاء، ولكن ثمة فرق كبير بين الكلمات والتصرفات. بيل كلينتون كان يهين النساء وهيلاري كانت ترعب وتهاجم وتهدد ضحاياه" من النساء.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التسريبات جاءت عشية المناظرة الثانية بين كلينتون وترامب، في وقت تتناقض فيه نتائج استطلاعات الرأي العام التي تجرى داخل الولايات المتحدة بشأن ما إذا كان أحد المرشحين يتقدم على الآخر، قبل قرابة شهر من موعد الانتخابات التي سيقرر فيها مصير المقعد الرئاسي في البيت الأبيض.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com