ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

العلاقات المصرية السعودية.. منحنيات الدعم والنفور هل انتهى شهر العسل؟

أماني موسى | 2016-10-10 18:14:24
كتبت – أماني موسى
منذ اندلاع أحداث ما يسمى بالربيع العربي، واختلفت الموازين والقوى والتحالفات الدولية، وكما يقال في السياسة ليس هناك صديق دائم أو عدو دائم، فصديق اليوم هو عدو الغد والعكس.. وكذا الحال بالنسبة للعلاقات المصرية السعودية، وانقلاب الموقف السعودي تجاه مصر إثر تصويت مصر بجانب روسيا ضد السعودية بشأن إيقاف الهدنة في سوريا، ما دفع المملكة لاتخاذ ما أسماه البعض بالعقاب تجاه مصر وإيقاف توريد البترول..
نورد بالسطور المقبلة أبرز نقاط التحول في العلاقات المصرية السعودية.
 
تناغم ودعم ثم نفور
شهدت العلاقة توافق وتناغم وتطابق في الرؤى بين الدولتين في فترة سابقة، وكان ذلك بسبب انحياز العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز لكل السياسات التي يتبعها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خاصة فيما يتعلق بفكرة المواجهة الإستئصالية لتيار الإسلام السياسي وعلى رأسه جماعة الإخوان.
 
وعليه قدمت السعودية آنذاك كل الدعم المادي والمعنوي والحشد الإقليمي والدولي للسيسي من أجل تحقيق هذا الغرض.
وأعلنت السعودية أنها ستقدم مساعدات لمصر بقيمة أربعة مليارات دولار وهو ما قابله تعهدات مماثلة من الكويت والإمارات، وقام الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بالقيام بزيارة عاجلة لفرنسا ضمن جولته الأوروبية لدعم مصر.
 
العاهل السعودي الراحل: المساس بأمن مصر مساس بأمن السعودية
وفي يوم الجمعة الموافق 20 يونيو 2014 وصل الملك عبد الله إلى مطار القاهرة الدولي، قادمًا من المغرب التي كان يقضي بها أجازته الخاصة، واجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في جلسة مباحثات ثنائية لتعزيز العلاقات بين البلدين بغرفة اجتماعات طائرة العاهل السعودي. وتعد الزيارة هي الأولى من نوعها بعد الانتخابات الرئاسية المصرية 2014.
 
عقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية 2014، كان العاهل السعودي الملك عبد الله أول المهنئين للشعب المصري وللمرشح الناجح عبد الفتاح السيسي، وقام بإرسال رسالة أوضح فيها أن المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية.
كما دعا الملك عبد الله إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية، وشارك ولي العهد السعودي وقتها الأمير سلمان بن عبد العزيز في حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لجمهورية مصر العربية.
إلا أنه ومع وفاة الملك عبد العزيز وتولي الملك سلمان الحكم تحوّلت دفة السفينة وبسرعة شديدة إلي اتجاهات أخرى تأرجحت بين التناغم والتنافر.
 
القاهرة تشارك في "عاصفة الحزم" جوًا وبحرًا فقط
شاركت مصر، السعودية في عاصفة الحزم باليمن، وذلك إثر المحادثات التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وحضرها وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول صدقي صبحي.
 
التحالف الروسي المصري يزعج المملكة؟
العداء بين روسيا والسعودية عداء تاريخي ممتد منذ عقود كثيرة، وبات التقارب المصري الروسي والغزل السياسي والإعلامي بين القاهرة وموسكو، أمرًا مستفزًا للسعودية، وخرج الأمر في صورة تصريحات معلنة.
 
مصر وروسيا يدعمان سوريا في مواجهة السعودية
فشل مجلس الأمن الدولي، السبت 8 أكتوبر، في تبني مشروعي قرار، أحدهما روسي والآخر فرنسي، يدعوان إلى هدنة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء سوريا.
واستخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الفرنسي الذي طالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية.
 
ودعمت مصر القرار الروسي، الذي أدى إلى استياء سعودي قطري، حيث صوّت مندوب مصر ضد فرض هدنة في حلب مؤيدة بذلك مشروع القرار الرّوسي في هذا الشأن.
فما كان من جانب عبد الله المعلم، المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة، إلا الاستنكار، واصفًا القرار المصري بالمؤلم.
مضيفًا، "من المؤسف أن يكون موقف ماليزيا و السنغال أقرب من موقف مصر".
 
الموقف من إيران وسوريا وليبيا
من بين المحطات الهامة التي توقفت  عندها العلاقات المصرية السعودية هو الموقف المصري من إيران ومن بشار والموقف السعودي من ليبيا، حيث لم تصدر بيانات رسمية عن القاهرة ضد طهران العدو الكبير للسعودية الآن، أو إعلان موقف حاسم من الحرب السعودية الإيرانية الدائرة الآن في اليمن.
كما أن طهران والقاهرة يملكان رؤية واحدة بشأن بشار الأسد، فكلا النظامين المصري والإيراني متمسكان ببقاء بشار الأسد في السلطة في سوريا وأن أي حل للأزمة السورية يجب أن يكون في إطار سياسي ويضمن بقاء بشار في السلطة.
 
قطر وتركيا وعلاقات قوية مع المملكة
في اقل من شهرين قام أمير قطر بزيارتين للسعودية التقي فيهما بالعاهل السعودي الملك سلمان، وهذه الزيارات بما تحمله من دلالات والصداقة التي تجمع بين الأمير تميم والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي من بين الأمور التي لا تريح دوائر كثيرة في القاهرة.
كذلك التحسن الملحوظ في العلاقات السعودية التركية ورغبة الرياض في إعادة استيراد الدور التركي في المعادلة السنية الشيعية.
 
مؤتمر الشيشان برئاسة شيخ الأزهر يغضب السعودية
مؤتمر الشيشان الذي أقيم في العاصمة "جرزوني" تحت عنوان "من هم أهل السنة والجماعة؟ أثار غضبًا كبيرًا بين السلفيين، لاستثناءه للتيارات السلفية من أهل السنة والجماعة ولم يتم دعوة المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج في هذا المؤتمر الذي كانت تغلب عليه الطبعة الصوفية، بالإضافة إلى إصدارهم بيانًا أعربوا من خلاله على اتفاقهم على وصف أهل السنة والجماعة بأنهم هم "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وهم أهل المذاهب الأربعة في الفقه وأهل التصوف"، في حين تجاهلوا  إضافة "أهل الحديث".
 
وعليه رد السعوديون على المؤتمر بهجمة شرسة ورافضة للمؤتمر، مستنكرة حضور الحبيب الجفري وغيره بينما تغيب قادة السلفية عن الحضور.
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com