ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

السودان ودستور مصر

د. ممدوح حليم | 2011-01-01 00:00:00
 بقلم : د. ممدوح حليم
     
  بات من المؤكد أنه بعد أيام قليلة سيصوت سكان جنوب السودان لصالح استقلاله عن شماله، ليصبح دولة ذات عرق أفريقي وديانة مسيحية ووثنية.
     
 وكان الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب من قبل العدالة الدولية، كان قد  استبق الأحداث منذ أيام، وأعلن أنه في حالة استقلال الجنوب فإنه سيتم تعديل دستور الشمال لينص على أن السودان دولة إسلامية، واللغة العربية لغتها الرسمية، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، أي أنه سينقل الصياغة المصرية لمواد الدستور الأولى إلى السودان. 
    
       ولاشك أن مصر ستحصد ما تزرعه، فحينما تمت صياغة هذه النصوص الدستورية المتطرفة، لم يدر بذهن صانعيها أنه سيأتي يوم ستستورد دولة السودان هذه النصوص لتصبح مصدر قلق وتهديد لأمن مصر القومي. 
  
       لكن كيف سيكون ذلك؟ من المنتظر في غضون سنوات قليلة أن يتحول السودان الشمالي إلى ملاذ آمن للمتطرفين والإرهابيين والجماعات الإسلامية المتشددة، سيتحول إلى أفغانستان ويمن وصومال جديد، وها النظام السوداني يرحب بهم ويمهد لهم الطريق من خلال إعداد مظلة دستورية لهم. 
   
       وهكذا ستنهك مصر من الحذر من إمارة حماس الإسلامية في الشرق، ودولة السودان الإسلامية المتطرفة في الجنوب، التي يتوقع أن تلقى دعما أيديولوجي لوجستي من تنظيم القاعدة ودعما ماليا من إيران. 
      يقول المراقبون إن النظام السوداني ليس باكيا على انفصال الجنوب وصولا لهذا الهدف.
          نرجو لمصر كل خير، وهنيئا لها بنصوصها الدستورية.       
 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com