ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

النظام المصري هو المسئول الأول والأخير عن مذبحة "الإسكندرية"

مجدي جورج | 2011-01-01 15:53:28

بقلم: مجدي جورج
الجريمة البشعة التي حدثت الليلة الماضية، ليلة31 ديسمبر 2010، وأودت بحياة 21 شهيدًا وعشرات المصابين، مع توقعات بارتفاع عدد الشهداء إثر انفجار سيارتين مفخختين أمام كنيسة القديسين بـ"الإسكندرية"، عند خروج جموع المصلين الأقباط من الكنيسة بعد انتهاء صلوات رأس السنة الميلادية الجديدة- المسئول الأول والأخير عنها هو النظام المصري ولا أحد غيره. وارجو أن يفيق الأقباط ولا ينساقوا وراء محاولات النظام للهروب بجريمته باتهام جهات أخرى بأنها هي المسئولة عن هذه الجريمة، كنظام القاعدة مثلاً، الذي خرج محافظ "الإسكندرية" بتصريح يتهمه فيه بالجريمة.

نعم، فالنظام المصري هو المسئول ولا أحد غيره. هو المسئول لأنه هو الذى ترك مجموعة من المتطرفين تتظاهر أسبوعيا ولمدة أكثر من ثلاثة عشر أسبوعًا، وبعد صلاة الجمعة بكل حرية وأريحية.. تركهم النظام وقواه الأمنية تستطيع بموجب قانون الطوارئ أن تفض أي تظاهرة تضم أكثر من عشرة أشخاص. تركهم النظام يسبون الأقباط وبابا الأقباط أسبوعيًا ويهددونهم بالموت والثبور وعظائم الأمور!!

تركهم النظام يتحولون بمظاهراتهم من "القاهرة" إلى "الإسكندرية" دون رادع أو مانع، بل كانت القيادات الأمنية تقف بجوارهم وكأنها تساندهم وترعاهم.

ترك الأمن شيخ من أكبر مشايخ التطرف، كالشيخ "حافظ سلامة" يتحرك ويحرك المظاهرات كيفما شاء في حراسة قوى الأمن دون أن يقوم باعتقاله، وهناك ألف سبب وسبب يمكن اعتقاله بسببها.

نعم، النظام هو المسئول لأن هذه المظاهرات التي تم فيها تهديد الأقباط، جعلت المتطرفين من كل حدب وصوب يتهجمون على الأقباط ويهددونهم؛ فرأينا مشايخ من "السعودية" يهددون الأقباط، ورأينا ما يسمى بـ"دولة العراق الإسلامية" تهدِّد الأقباط، ورأينا  مشايخ جبهة علماء الأزهر المتواجدين بـ"الكويت" يهددون الأقباط.

نعم، النظام هو المسئول عن هذه المذبحة؛ لأنه ترك مذبحة "نجع حمادي" إلى الآن بدون أحكام باترة مع ثبوت الجريمة على مرتكبيها، بل رشح المحرِّض الأساسي على الجريمة وهو "عبد الرحيم الغول" على قوائمه، وزورت له الانتخابات كي ينجح نكاية في الأقباط.
نعم، النظام هو المسئول الأول والأخير عن هذه الجريمة، وعن كل الاعتداءات التي وقعت ضد الأقباط؛ لأنه وباعتراف أحد ممثلي النظام د. "مصطفى الفقي" الذي قال: "إن سبب  استمرار الاعتداءات الطائفية، هو أنه لم تكن هناك أحكام شديدة في مذبحة "الكشح"."

نعم، دكتور "مصطفى" ها هو التاريخ يعيد نفسه، ولكن بوحشية ودموية أكثر؛ فجريمة الكشح التي وقعت منذ احدى عشر عامًا في مثل هذه الليلة، وقعت في قرية صغيرة في مجاهل الصعيد، ولكن جريمة الليلة وقعت في مدينة الإسكندرية.. المدينة التي كانت ملتقى الثقافات ومجمع للجنسيات والأديان والعقائد المختلفة، فأصبحت اليوم بسبب النظام الذي يحكمنا مرتع للتطرف والمتطرفين.

جريمة الكشح ونجع حمادي وغيرها، من الجرائم التي وقعت ضد الأقباط، كان المجرمون يستخدمون فيها الأسلحة البيضاء والنارية، أما جريمة الليلة فحدث فيها تطور نوعي وهو استخدام سيارات مفخخة، قادرة على حصد أرواح مئات الأبرياء، وهذه إحدى منجزات النظام الذي يحكمنا.

نعم، النظام هو المسئول عن هذه الجريمة، وعن التطور النوعي الذي حدث بها؛ لأنه ترك الشارع للإسلاميين كي يسيطروا عليه، وينفثوا عن غضبهم في الأقباط، الحلقة الأضعف في "مصر".

نعم، النظام- ومنذ زمن بعيد- أبرم صفقة مع الإسلاميين والإرهابيين بأن لا يمسوا رجال الدولة ولا يمسوا السياحة باذى، في مقابل أن يترك لهم النظام الحرية للعمل ضد الأقباط. وهذا ما أدَّى إلى كل هذه الاعتداءات التي وقعت ضد الأقباط، والتي لم ينل فيها المجرمون عقاب على جرائمهم.

إن وقوع هذه الجريمة بـ"الإسكندرية"، ليس محل صدفة. فـ"الإسكندرية" هى أكثر مكان شهد مظاهرات وتحريض أسبوعي ضد الأقباط وكنائسهم في الفترة الأخيرة. وبسبب هذا الشحن الأسبوعي والمسبوق بشحن على مواقع الانترنت، وقعت هذه الجريمة في الإسكندرية. ومن المؤكَّد أنها تمت بأيدي مصرية مائة في المائة، مهما حاول المسئولون إيهامنا بغير ذلك.
علينا كأقباط أن نكون واعين ومدركين أن السبب الرئيسي فيما يجرى لنا هو النظام ولا أحد غيره. لذا يجب أن نخرج في مظاهرات هادئة في كل أرجاء العالم تفضح هذا النظام وتضعه أمام مسئولياته بضرورة حماية الأقباط، وهو قادر على ذلك لو أراد.

علينا ألا نستقبل أي من سفراء أو ممثلي هذا النظام في كنائسنا. لا في هذا العيد ولا في غيره، إلى أن يتحقق الأمن والأمان لنا في بلادنا.

علينا على الأقل، واحترامًا لذكرى هؤلاء الشهداء، أن نكتفي بإقامة قداسات العيد دون أي استقبالات رسمية، ودون أي احتفالات، كي يدرك العالم كله إننا في حالة حداد على شهداء "الإسكندرية"، ومن قبلهم شهداء "نجع حمادي" و"الكشح" و"الزاوية الحمراء" و"ديروط" و"أبو قرقاص"، وغيرهم.

علينا أن نقول لهم: مهما فعلتم فإننا لن نترك أوطاننا، وإننا سنظل نجاهد بكل الوسائل السلمية حتى نحصل على حقوقنا كاملة مكتملة، وأولها الحق في الحياة الآمنة.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com