كتب: محرر الأقباط متحدون
نشر رجال الأعمال، نجيب سويرس، في جريدة الأخبار، أمس السبت، مقالًا له تحت عنوان "عندما تحدث سائق التوك توك..".
والذي قال فيه "لخص سائق توك توك معاناة المصريين في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية وارتفاع أسعار السلع الأساسية وسوء حال التعليم في 3 دقائق هي مدة ظهوره علي شاشة برنامج "واحد من الناس" الذي يقدمه عمرو الليثي. وأعتقد أن أهم ما ذكره وشد انتباه المصريين وأوجع قلوبهم هو مطالبته بضرورة اهتمام الدولة بالتعليم والصحة والزراعة للنهوض بمصر مستنكرًا الوضع الحالي الذي وصلت إليه البلاد وتردي التعليم بعد ان كانت مصر في الماضي ثاني دولة في العالم تعرف السكة الحديد بعد بريطانيا حتى أن اليابان من 100 عام جاءت لمصر لدراسة النهضة المصرية وكانت كسوة الكعبة تخرج من مصر. لقد حركت كلماته شجوننا وحزننا علي ما آل إليه حالنا خاصة الإشارة إلي المساعدات الخليجية".
وأضاف "ساويرس": "في رأيي أن هذا الانهيار في مستوى كل الخدمات ليس وليد اليوم بل لقد بدأ الانحدار تدريجيًا بقيام ثورة 23 يوليو وتبنيها للاشتراكية كمنهج تفكير وسياسة عقيمة لكسب تأييد شعبي فوري علي حساب مستقبل الوطن ورخائه ادت إلي تهميش الطبقة المتوسطة والأقل منها واستنزفت موارد الدولة واجهضت قدرتها علي الانتاج والاكتفاء ذاتيًا. أن القرارات العنترية والقوانين غير المدروسة ضربت الاقتصاد المصري في مقتل. هل ينكر احد ان تفتيت الملكية الزراعية كان له آثار مدمرة وكارثية علي المدي الطويل علي الثروة الزراعية وعدم القدرة علي استخدام التكنولوجيا والاساليب الحديثة في الزراعة وخاصة زراعة القمح وغيره من المحاصيل الرئيسية وارتفاع تكلفة زراعتها اضعافا مضاعفة ؟ هل كان طرد الاجانب من مصر وتأميم ممتلكاتهم والاستيلاء عليها قرارًا اقتصاديًا صائبًا؟ هل تأميم رجال الصناعة المصريين واصحاب الأراضي والعقارات قرار اقتصادي صائب؟ هل إنشاء القطاع العام والتوسع فيه والتغاضي عن خسائره واستنزاف موازنة الدولة لدفع أجور لموظفين فوق طاقة حاجة العمل قرار اقتصادي صائب؟ الم يؤد غل أيدي اصحاب الشقق والعقارات عن ملكهم وتدخل الدولة في العلاقة الإيجارية بين المالك والمستأجر وتثبيت الاجرة ومنح المسـتأجر حق التوريث إلي أزمة الإسكان الطاحنة التي تعاني منها مصر فهل كان ذلك قرارًا اقتصاديًا صائبًا ؟ والتعليم المجاني أصبح تعليم الدروس الخصوصية لا هو مجاني ولا تعليم جيد".
وتابع :"لقد تخلت كل دول العالم المتقدمة عن النظام الاشتراكي وطبقت الخصخصة بما فيها روسيا. وتحولت أعتي الدول الاشتراكية إلي الاقتصاد الحر فالصين التي كانت في عداد أفقـر دول العالم قد تحولت إلي عملاق اقتصادي ودولة عظمي غنية تقرض أمريكا وأكبر الدول الأوروبية. يجب ان نعيد تقييم ثورة 23 يوليو وان نتوقف عن المتاجرة بالشعارات فلن يعدل الحال الا مواجهة الخلل بشجاعة فالاعتراف بالحق فضيلة".
وأكمل : "أن اقتصاد الدول لا يقام علي التبرع والهبات ولا علي سياسات اقتصادية ثبت فشلها ولا شعارات بالية. ان الوضع الحالي لن يستقيم الا بإلغاء الدعم تماما وتعويض غير القادرين الذين يمثلون 20 % من الشعب بتعويض نقدي مباشر بدلا من دعم 90 مليون مواطن. كما ان وجود سعرين للسلعة الواحدة يفتح الباب للسرقة والرشوة، فإن شراء الدولة للقمح من الفلاح المصري بضعف سعره العالمي أدي إلي سرقات بالملايين، كما ان استيراد السكر الآن وبيعه بالخسارة استمرار لنمو السوق السوداء واستفادة للمضاربين والسماسرة من فرق السعر ! كذلك إقحام الشركات المنتجة في منظومة الدعم بمنعها من التصدير وإجبارها علي البيع بأسعار مدعمة وليس بالأسعار العالمية سيؤدي إلى خسائر ضخمة قد تتسبب في إغلاقها وضياع آلاف فرص العمل".
وأكد: "فلنحدد مسارنا الاقتصادي بوضوح بدلًا من هذا الاقتصاد المختلط ولنحدد أولوياتنا كما ذكرها سواق التوك توك.. التعليم والصحة والزراعة.. أعلم أن هناك ثورة تعليمية تجري في هدوء بمساعدة من اليابان وتشرف عليها السيدة القديرة فايزة ابو النجا وهو مشروع 100 مدرسة عصرية جديدة طبقا للنموذج الياباني.. ضوء في نهاية النفق..".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com