بقلم : نسيم عبيد عوض
إن دموعنا لم تجف بعد, ان بيوتنا لم تفارقها الأحزان , أن قلوبنا مطعونة بالألم ويعصرها المرار , أن دماء شهدائنا مازالت تصرخ من ترابك يامصر , إن أمهات الشهداء واهاليهم مازالون يلتحفون بالسواد ولم يخلعوه بعد , وأخواتهم تتكدر وجوهم بالحزن وتسطر الدموع خدودهم , أن أبناء الشهداء مايزالون فى إنتظار آباؤهم أن يعودوا من الكنيسة ولن يعودوا أبدا , أن العيون تحجرت والوجدان إنغرست فيه خناجر وسيوف , والنفوس هائجة تبحث عن أولادها وأخوتها وأبناءها ولا تجد من مجيب ولا مفيد , لقد تقطعت أوصالهم وتفجرت دماءهم على ترابك يامصر , والجميع يتفرجون .
ستخرج المظاهرات , وتصرخ الحناجر , وتسفك أحبار وتقلب صفحات منددة ومستنكرة , وأحاديث وأفلام وروايات تتعجب من الحدث , ولكن هل هذا كله سيعيد إبن لأمه ؟ , هلى سيعيد الأب لأبنه المنتظرعودته من الكنيسة ؟ , إن بيوتك يامصر مازلت مفتوحة الأبواب تستقبل المعزين , من قنا ومن نجع حمادى وسوهاج والجيزة والأسكندرية , العزاء والحزن فى شوارعنا , والدموع يسيل على الخدود وأصبح الحداد أمرا أبديا فى ربوعك يامصر, فليعلق السواد على أبوابك ومداخلك يامصر ,فليعلن الحداد ثلاثين يوما فى ربوع مصر , وأعلام السواد ترفرف على بيوتك يابلد , لأنك لا تحمين أولادك من القتل وسفك الدماء , لقد سقط زهرة شبابك وإنفرط عنقود كرومك على تراب ممزوجة بدماء أعز الولدان والأحباء والخلان , لماذا ؟ هل من مجيب ؟ لا أحد ينطق , الفم صعقته الأحداث فربطت لسانه عن النطق.
أن كتاب الأقباط 2010 مازالت مفتوحا لم تكتمل صفحاته بعد , وإن كتاب السنكسار مازال يسطر فيه أخبار الشهداء , وسيظل العار ملطخا بأوجه الدولة ومؤسساتها لأنها لا تحمى بنيها من القتل وسفك الدماء , ان الدولة التى سمحت قبل ساعات من الإحتفال برأس السنة الميلادية بخروج أعضاء الحركات السلفية بعد صلاة الجمعة , أمام مسجد القائد إبراهيم , يرفعون لافتات تندد بالكنيسة وببطريرك الأقباط وكنائس مصر , وتطالب بإقتحام الأديرة والكنائس للبحث عن الأسلحة , وقاموا بلصق المنشورات على المساجد ونواصى الشوارع متهمين الأقباط بانهم عبدة الصليب وانهم الكفار , وان أعياد الأقباط بدع ومحرمات , فهل فوجئ الأمن فى الدولة بالإنفجار بعد ساعات قليلة من هذه المظاهرات , لماذا لم توضع حراسة كافية على كنائس الأسكندرية وتوقع حدوث هجمات عليها بعد الوعد والوعيد من الحركات السلفيه التى هى الآن العصب المحرض للطائفية ودعم كراهية الأقباط , هل قبض على منظمى هذه المظاهرة السلفية باعتبارهم القتلة فى حادث الكنيسة , أليس هم المحرضون , وسيخرج المفجر نفسه من بينهم , العار يابلدى على جبينك حتى تجف الدوع وينتقم لدم شهداءك .
وللجميع أقول ان مصر ليست لبنان او العراق , وان الكثافة السكانية لشعب مصر تحوى مسيحيين ومسلمين متجاورين ومتلاصقين سويا , وأصغر إنفجار سيحصد من الشعب ولن يفرق , حتى ولو كان الهدف هو الكنيسة , لأنها متجاورة مع محلات لمسلمين وعربات وجمهور يملئ الشوارع , وفى تصورى أن ماأخرج حسنى مبارك هذه المرة , هو ماوصلته من معلومات عما سيحدث غدا وبعد غد , وما فى الخطورة على سلامة مصر كلها , وهل ياأمن الدولةوأنت تعيش منذ حكم مبارك بقانون طوارئ لا تعلم من هم رؤوس المؤامرة على خراب مصر , ويامدير أمن الأسكندرية وقد حضرت مظاهرة السلفيين طهر اليوم , لم تتوقع ما يخططون اليه لضرب الكنائس , ورئيس دولة مصر أن الخطر أقترب من حافة الهاوية , فهل من صحوة تقف فيها كما حدث فى التسعينات , وخصوصا ان مايتربص بمصر هو مؤامرات من الشيعة فى إيران , والوهابيين فى السعودية والذين يمثلهم جمعيات أنصار السنة المحمدية – السلفيين – فى ربوع مصر كلها , الأمر فية خيوط اخون مسلمين , فيه مؤامرات وسيلتها أقباط مصر , ولكن إصحوا أن الهدف هو مصر كلها, ولا نعلم ماذا يخططون للغد أو بعد الغد .وليشارك الشعب كله فى حماية مصر من أعدائها من الداخل او من خارجها , ولنقف جميعا متاهبين حارسين لأمن وطننا . ولهؤلاء نقول إذا كان هدفكم هو خروج الأقباط من مصر فأنتم واهمون , لن يخرج الأقباط من بلدهم وسيعيشون على ترابها وإلى الأبد , وإذا كنتم تفكرون بإقامة دولة للأقباط كما حدث لجنوب السودان , أيضا أنتم تحلمون لأن مصر بلدنا من الشمال الى الجنوب ومن شرقها الى غربها , ونحن نعيش على كل شبر من أرضها , فدولتنا ووطننا هو مصر وإلى نهاية الأيام,
فى بداية عام 2010 وعلى أثر مجزرة نجع حمادى وقفنا جميعا نصرخ للرب , واليوم وكل يوم نحن نصرخ إليك ياإلهى , لتعزى الحزانى لأنك ابو الرأفة وإله كل تعزية , لتكفف دموع الأرامل واليتامى , ولتهدأ من روع المصابين وتخفف آلامهم , تمد يدك يارب على سماء مصر وتحميها من قوات العدو , ومن شرور أبنائها , كنيستك فى حمايتك لأنك الماشى بين منائرها حافظا لها , شعبك المكلوم طبطب بيمينك على قلوبهم تخفف روعتهم وتعزى قلوبهم , ولكنيستنا القبطية , نحن سنصلى لعيد ميلاد الرب ولكن لن نقيم أى إحتفال ولا قبول تهانى , فإن بيوتنا مفتوحة للتعزية وكذلك كنائسنا , القلوب حزينة نصلى لرب المجد ونغلق أبواب البهجة والفرح حتى يعم بالفرج من عنده , ويصيح ملاك السماء يرفرف على أرض حام ليعم الأمن والسلام فى ربوع أرض مصر, ويتحقق العدل من إلهنا العادل .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com