ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

حقك على بلادك يا قبطي

سحر غريب | 2011-01-03 09:10:18

بقلم: سحر غريب
بجرة جهل وغباء وأمن نائم لم يتعلم شيئًا من أحداث نجع حمادي والكشح، ومن مشاكل تتكرر ويتم استعادتها في عرض مُستمر، لا يدل إلا على كم جهل وغباء لا نظير له، تم إلغاء الأعياد، فغابت وتحولت إلى مآتم وبحور دماء.
مصر شمالها وجنوبها يحترق، والحريق الآن يشتعل في عروس البحر المتوسط التي تحول عيدها إلى رماد وصراخ وعويل.
أتذكر عندما سألني أحد المتشددين كيف أكتب في موقع قبطي، وكان السائل غير مصري ألجمه ردي وصمت كلامه للأبد، فقد قلت له أنني أعيش في بلد لا فرق فيها بين قبطي ومسلم، فجميعنا مصريون، يربطنا تاريخ واحد وقلب واحد ودماء واحدة، صمت المُتشدد إلى الأبد، ولم يجادل اختياراتي مرة أخرى، لأنه لم يجد صدى لكلماته في نفسي، ولم يجد من يستمع له ويسايره في جهله ورعونته، وجبل الكراهية داخل قلبه، لذا فعندما يقولون أن السبب في الفتنة الطائفية يعود لإسرائيل، أو إلى القاعدة تجدني أتساءل كيف دخلت إسرائيل أو القاعدة بيننا، كيف تركناهم يغزونا بعقولهم المُتحجرة المتبلدة، وأين ذهب رجال أمننا الذين فاقوا الليمون في عدده.
رغمًا عني نصحت صديقي القبطي بألا يخرج في العيد القادم، فبقاءه في بيته أأمن له ولعائلته، نصحته وقلبي حزين، فلو كان الأمر بيدي لخرجت معه يوم العيد، ولوقفت أنتظر خروجه من كنيسته لكي أحمي ظهره من غدر الغادرين المتعطشين  لدماءه، اعذرني يا عزيزي فبلدي الآن في عداد الأموات، وأمنها مُصاب بلوثة في عقله، وحالة متأخرة من الهلاوس السمعية والبصرية، صورت له بأن أي مواطن مصري يطالب بحقه هو عدو البلد الحقيقي، فأصبحت بلدنا بلدًا لا تعلم عدوها الحقيقي من عدوها المُفتعل، ولن ألومك أخي القبطي لو طلبت العون من الخارج، عندما تكون حكومتك وقوانينها عاجزة عن حمايتك.

لن أتكلم وأعيد وأزيد، فالكلام في بلد صماء مضيعة للوقت، وللجهد سأكتفي بعزاء صادر من قلبي وحزن عميق غزير، فلتعلموا أن أقباط مصر هم قطعة من جسدها، لو تم بترها لأُصيب باقي الجسد بالغرغرينا، ولمات الجسد كله حزنًا وكمدًا عليه.
وسأكتفي بطلب صغير من الحكومة ومن المواطنين؛ احموا أقباط مصر، فاليوم يومهم وغدًا سيغدوا يومكم.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com