بقلم : ملاك جاد
نتفق أن ما يزرعه الأنسان اياه يحصد وهذا ناموس ثابت تحت الشمس ..
ونرجع قليلا عندما غدر العرب المسلمين (الراديكاليين منهم) بأمريكا في أحداث 11سبتمبر كانت الصدمة الكبري لأمريكا - التي فتحت أبوابها لجميع المهاجرين وأوتهم بلا أستثناء وكانت بالفعل أرض الأحلام ولم تكن تفرق بين أي جنسية أو عرق أو لون وقد زرت بنفسي الولايات المتحدة قبل وبعد سبتمبر 11 ورأيت التآلف العجيب لسكانها ولم اري أبدا عنصرية أو نظرة دونية من أي أمريكي تجاه أي شخص وكان للمسلمين ليست جوامع فحسب بل مراكز أسلامية كبري تفوق التي ببلادهم..
كانت الطامة الكبري هذا الحادث الأرهابي؛؛ وفكر الأمريكان لماذا هذه الكراهية والأذي الذي بلا أي مبرر..
وقتها كان صدام حسين في أوج جبروته ونعرف جميعا العنترية العراقية والخشونة التي يتميزون بها نتيجة الحروب التي خاضوها وتلاحظها حتي في تسمية أولادهم فيسمون أولادهم بأسماء ترتبط بالقوة والخشونة التي ترتبط ببيئتهم كما قلت نتيجة ظرروف الحروب التي خاضوها ضد ايران وأخرها الكويت ورأي العالم كله طغيان أولاد صدام وديكتاتوريته وقمعه لشعبه..
فكان تفكير الأمريكان أن تطرف هؤلاء الأرهابيين وأذيتهم يرجع لظروف الرجعية والديكتاتورية والقمع الذي يرونه ببلادهم غير ثقافة الكراهية التي يتربون عليها والمناهج الدراسية التي تعلمهم هذا..
ومن هنا جائت فكرة حرب العراق علي يد بوش الأبن بغرض أنه لو نجح في خلق دولة ديمقراطية كنموذج في الشرق الأوسط علي غرار الدول المتحضرة في أوروبا وأمريكا سوف يقضي علي الأرهاب بهذه الطريقة ويحرر عقول هؤلاء الأرهابيين من الكراهية والعنف..
في بداية الحرب هلل العراقيون للأمريكان ورأينا كيف أسقطوا تمثال صدام حسين وضربوه بالنعال..
ولكن لم تسر الأمور كما خطط لها الأمريكان وكان للرئيس السوري بشار الأسد دور كبير في دخول الأرهابيين عبر حدوده مع العراق لأفشال المخطط الأمريكي وقد كان؛؛ فخربت العراق ولم تسر الأمور كما خطط لها الأمريكان..
نفس الشيء الذي فعله بشار هو الذي يحصده الان فخراب سوريا الآن وحدودها المنتهكة هو دفع ثمن ما فعله بجارته العراق..
رأييي الشخصي أن حرب العراق كانت مهمة جدا وسينصف التاريخ وحده جورج بوش الأبن علي وطنيته وقراره في محاربة الأرهابيين علي أراضيهم لانه لايريد أن يفاجأ بهم علي أرضه كما حدث وتفكيره في نزع الكراهية منهم وتغيير مناهج تفكيرهم وعقولهم ..
ولكن للأسف عقلية هؤلاء أشكالية بالنسبة للأمريكان الي اليوم لأنهم يتعاملون مع متطرفين ليسوا أسوياء نفسيا وضميريا؛؛
غير أن الأمريكان ينقصهم دراسة متخصصة بما يعرف يسيكولوجية الأديان فلكل دين سيكولوجية معينة يتسم بها الشخص صاحب هذا الدين؛؛ فتصرف السخص المسلم السني يختلف عن المسلم الشيعي وفكر المسيحي الأرثوذكسي غير فكر المسيحي البروتستانتي وكذلك بالنسبة لباقي الأديان ؛؛ ناهيك عن الراديكاليين وفكرهم المتطرف وأستخدامهم للتقية وتلونهم والمراجع التي تبرر أفعالهم..
في الوضع الحالي أري أن الأسد قد تم تأديبه بما فيه الكفاية وحان وقت أطلاقه – روسيا الان تقوم بدور البلطجي في الشرق الأوسط (مستغلة الفترة الأنتقالية في رئاسة الولايات المتحدة) لا لشيء ألا لتقول لأمريكا "هاأنذا" – ورأيي ان رفضت روسيا التحالف مع الأسرة الدولية في محاربة هؤلاء الأرهابيين وهو أمر مهم جدا للعالم كله فان رفضت روسيا التحالف واستمرت في البلطجة دون تنسيق؛؛ أن تترك أمريكا الأمر برمته لهذا البلطجي لحله وتسويته وتدعه يدخل مستنقعهم ليعرف كم المعاناة التي يعانيها الأمريكان في معاملة مثل هؤلاء..
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com