بقلم: عـادل عطيـة
مركبتان دخلتا تاريخ اهتمامنا: التوك توك، الذي استخدمه الرئيس الليبي معمر القذافي، ليخاطب شعبه. والتوك توك، الذي استخدمه الشاب المصري؛ ليخاطب الرأي العام المصري!
المشهد الأول، بدا لنا كوميدياً، مع أنه في عمقه مأساة. والمشهد الثاني، بدا لنا مأسوياً، مع أنه في عمقه ملهاة!
لم تكن عبقرية عمرو الليثي، في أنه كان مخرجاً بارعاً لمشهد تمثيلي من مدرسة الواقعية، وانما في اختياره للتوك توتك منبراً؛ فالتوك توك ـ في اعتقادي ـ، يرمز لمنظومة إدارية فاسدة.. فحتى الآن لا يُعامل معاملة المركبات الأخرى، فلا لوحات رقمية، ولا ترخيص سير، وقد شجع ذلك على استخدامه، من قبل الخارجين عن القانون، في اتمام جرائم السرقة بالاكراه، والاختطاف، والاغتصاب!
لم ينتبه الناس إلى هذه الرمزية، حتى عندما قال الشاب في عبارة بليغة، وذات مغزى: "أنا خريج التوك توك"!
لا أحد ينكر أن حديث الشاب وصل إلى قلوب الناس، وعبّر عن مخزون همومهم، وحزنهم، وغضبهم. لكن لا أحد ينكر ـ أيضاً ـ، أن ما قاله الشاب هو على نسق اسم: "توك توك"، الذي أطلق على هذه الدراجة ذات العجلات الثلاث، لأنه مستمد من الصوت الصادر من الماكينة عند تسارعها. فليس من المعقول أن نضع كل أخطاء القادة والمسئولين، والتي تضخمت على مدى عشرات السنين على كاهل منظومة واحدة، أو: شخص واحد!
لم تكن هذه هي ملاحظتي الأولى، فهل هي المصادفة، وحدها، أن تقع مذبحة الجمعة في موقعة الشيخ زويد، بعد أيام قليلة من إذاعة حلقة سائق التوك توك في برنامج "واحد من الناس"، على قناة الحياة المصرية؟!..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com