ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

رسائل هامة

القمص. أثناسيوس فهمي جورج | 2011-01-06 08:33:41

بقلم: القمص أثناسيوس جورج
- نداء إلى الجميع بضرورة التمييز والفحص وعدم المساهمة في نشر الرعب والقنوط وروح التذمر والمخاوف؛ لأن هذا هو ما يبتغيه العدو الشرير (عدو كل خير)، بأن يُسقط كثيرين ضحايا بصغر النفس والشكوك وفقدان الرجاء.. لذلك لابد أن لا نعطيه الفرصة التي يتحينها على قدر طاقتنا، ونتخيَّر وننتقي ما يليق ويناسب.
 
- نداء خاص للذين يستمعون إلى الإعلام المشوَّش، بأن يتبصروا ولا يبتلعوا الطُعم؛ إذ أن لنا رؤيتنا لما يحدث، وهي رؤية لا تنفصل عن لاهوتنا وطبيعة إيماننا ورؤيتنا الوجودية للحياة، والشهادة والسلوك المسيحي وقيامة الأموات. وأية نظرية زمنية للأحداث هي أحادية ومنقوصة.. ولا ننسى أن الكنيسة في يد القدير، ولابد أن نكون ناظرين إلى ما لا يُرى.

- المجرم الحقيقي في كل هذه الأحداث هو من فخَّخ العقول والقلوب. فإذا توافرت الإرادة فليُخرسوا كل غُول وكل عوّا، وليُخرسوا كل رؤوس الأفاعي الذين حرَّضوا وشحنوا وأرسلوا من فخّخ البلد كله، وفجّر التعايش، وفرط العقد الاجتماعي.

- المعالجات ليست في المَبْوسة والمؤتمرات الصحفية والوقفات الاحتجاجية، وإن كانت أحيانًا تصدر من عقلاء وطنيين مخلصين، إلا أنها كثيرًا ما تصدر لذرّ الرماد في العيون، ولتجميل الصورة القبيحة.. فإذا كانت العروسة ذميمة دميمة عرجاء، فلن يقبلها إلا عريس أعمى وأطرش. وما يجري الآن من مبادرات طيبة ومشكورة، لابد أن يتحوَّل إلى واقع مستمر طال انتظاره.

- الذين يستميتون في صبّ المصطلحات وقَوْلبة الصياغات عند كل حادثة، هم أيضًا ملوثين بدماء الضحايا. فما يحدث ليس احتقانًا، لكنه سرطان وفناء. وما يحدث ليس طائفية أو إرهابية أو سمُّوها ما تُسمُّوها؛ لأننا هنا لا نُنشئ بنوك لصناعة الكلام واللغة الخشبية، لكننا أمام إنقاذ بلادنا وشعبنا كله، وصورتنا وحاضرنا ومستقبلنا.. فاتركوا عنكم اسطوانات (قِلّة مارقة- مريض نفسي- إسرائيل- أيادي أجنبية- الإرهاب ليس له دين...). كُفّوا عن هذه التصريحات. كم يكون عدد الضحايا اللازم حتى تكونوا صادقين وعلى قدر المسئولية الضميرية من أجل إنهاء هذه المجازر؟؟!!

- لا تنشغلوا كثيرًا بمن هي الجهة التي نفَّذت هذا العمل الإجرامي؛ لأن هؤلاء الإرهابيون شبكة عالمية كشركة (Mc Donald's) في بلاد كثيرة من العالم، لكن تحت مسميات متنوعة في بلد "سلفيين"، وفي بلد "الإنقاذ"، وفي أخرى "الزرقاويين"، لكن جميعها تُنتج هامبورجر لحوم البشر والانتحار والعدمية. لكن العيب والشر ليس عندهم فقط، بل في صمت الأخيار الساكتين على خراب البلاد والعباد.

- تحذير.. لا تشتركوا في أية مظاهرات؛ لأن أسباب الإرهاب الذي يحدث هي معروفة ومُزمنة. كذلك طرق المعالجة موصوفة ومُقنّنة متى توفرت الإرادة المخلصة. أيضًا المجرمين الحقيقيين ليسوا متخفيين في "تُورا بُورا"، لكنهم على الشاشات والصفحات والمنابر والمنصات والكراسي. فلماذا تتظاهرون ولمَن؟ كذلك احترزوا لئلا تشابهوا أو تشاكلوا أهل هذا الدهر؛ حتى لا تُنسَب الفوضى والغوغائية لكم. معلوم أن إحتجاجكم سلمي وحضاري وليس فيه عدوانية، لكن قد يندسّ في وسطكم من يريد أن يحوِّل البلاد لتكون على الصورة التي يبتغيها، ثم يصفونكم بالمتطرفين من الجانب الآخر. احفظوا المسيح الذي فيكم (بالسكون تخلصون)، والمقصود هنا بالسكون العامل والفاعل ليس السلبي والمستكين. احتفظوا بزادكم الروحي للتعزية والتقوية وحفظ كنزكم الروحي؛ حيث أننا في وقت شدة.

- لا تنشغلوا كثيرًا بالتهديدات ولا بالبقية التي ستأتي، بل بالأكثر انشغالنا بالميلاد المجيد، وباستعدادنا وتأهيلنا الروحي لنعيش شهادة بيضاء بالبر والفضيلة. أما إذا طُلبت منا الشهادة الحمراء فها نحن.. متى طُلبت.. فمستعدة نفسي لهذا وذاك. ولا ننسى أن هذه الأوقات يفجِّر الشيطان قنابل اشاعاته المفخخة لينال من عزيمتنا وإيماننا وصبرنا ووطنيتنا وروحنا المسيحية. فلنكن حملان وسط ذئاب، متذكرين أن الراعي لا يرعى إلا الحملان، أما الذئاب فهو يرفع يده عنها، وسيُريها نقمته عندما يمتلئ الكأس.

- المظاهرة الكبرى التي نتطلع إليها هي التي تحرِّك السماء لا التي تحرِّك الأرض. وإن كنتُ لا أقلل من شأن الأعمال الهادفة التي تصب في الخانة الصحيحة، لكن الأهم طلب مراحم الله من حيث تأتي معونتنا. فلا قيام لنا من دون لاهوت الحكمة وحكمة اللاهوت. مظاهرتنا عندما نتراءى أمام الله ونضع حياتنا والعالم كله أمام الذاكرة الإلهية؛ ليتحنن على جبلته التي صنعتها يداه، وليحفظ بلادنا وشعبها من الفوضى والاقتتال، ويقي العباد من الخسارة وفخاخ الكراهية.

- تحية وإجلالًا وإكرامًا للشهداء البررة في عُرسهم السماوي.. تحية وإجلالًا للشعب القبطي البار الغيور الحافظ الأمانة، الذي جُبل على الوفاء، ويحرس الإيمان، ويزود عن كنيسته.

- تحية لنيافة الأنبا "كيرلس" رئيس دير مارمينا العامر الذي أخذ الشهداء في ديره؛ فانتقلوا من بيعة الشهداء "مار مرقس وماربطرس خاتم الشهداء"، ودُفنوا في بيعة "مار مينا والبابا كيرلس السادس".. إنه بحق الأسقف المقدام المحب. الأمر الذي ليس بجديد عليه، فقد تباركت بمعرفته منذ دخوله إلى الدير، ومن قبل رهبانيته، أدامه الله وقوّاه.

- تحية لأبينا القمص "مقار فوزي"- راعي كنيسة القديسين- الذي جمع أشلاء شعبه وتعرّف على أجسادهم، وهو الذي سبق وعمدهم وعايشهم وتلمذهم وزوّجهم وكفّنهم. قلوبنا معك؛ لأن لا يقدر أحد أن يُبطل حسد وسعايات وشر ونميمة وجنون الشياطين إلا الرب إله القوات.

- تحية لأبينا الموقر القمص "تادرس يعقوب" على مواقفه البطولية التي نشأنا نتشربها منه منذ الصغر، وكم كانت دموعه غالية وأبوّته نادرة وثمينة عند صلاته لتحليل الراقدين في تجنيز الشهداء. حقًا أم الشهداء جميلة، أم الشرفاء نبيلة، عبرت بحر الألامات، حفظت بدماها الحق قويمًا.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com