مازالت الضربة البربرية على أولادنا فى كنيسة القديسين بالأسكندرية , تهز كياننا ووجداننا , ورؤية دمائهم وأشلائهم وجنازاتهم تؤرقنى ليلا ونهارا , كابوس مفزع , كيف إننا نعيش فى وسط بشر بهذا الإجرام والتعطش للدماء بهذه الوحشية , كيف يتصور أى إنسان أن أب وزوجته وأولاده آمنين مطمئنين , يذهبون للكنيسة ليفرحوا ببدأ عام جديد , يرفعون صلواتهم لرب العباد ليبدأوا سنة جديدة , ثم فجأة يقابلهم شيطان هذا العالم وعلى باب الكنيسة فيمزقهم ويقطع أجسادهم إربا وأشلاء, ليسفك دمهم ويغطى تراب الشارع ويلتصق بالحوائط , كيف يكون حال الإنسانية وهى تنظر لهذه الصورة البشعة؟ , التى يحتار أى بشر فى تخيلها , ولكنها حدثت على أرضنا وعلى باب كنيستنا القبطية فى مصر , وخرجت مصر كلها فى الشوارع تزأر غاضبة ,وما زالت ثائرة من صدمة الحدث , يعصرها ألم الحقيقة أن هناك غزوة بربرية يقودها وحوش آدمية يرفعون علم الإسلام ويفجرون أجساد البشر وهم فى بيت الله , والجموع الهائجة فى ذعرها وثورتها تعبر عن صدمتها على الحقيقة المرة .
وبينما الشعب فى الشوارع يصرخ ويبكى بكل فئاته وطوائفه , ينعى أهله وزويه وجيرانه على المجزرة البشرية لأولاد مصر , يحاول المسئولين أن يلعبوا بعقولنا , وينسبون الهجمة الغادرة وضربة الشيطان , الى جهات خارجية , مثل الموساد اليهودى , أو منظمة القاعدة , وكل ذلك ضحك على دقون المصريين , لأنهم يعرفون هوية القتلة والمدبرين للجريمة والمحرضين الحقيقيين , وتحاول السلطة أن تغير من الموضوع ببلاهة وغباء , فمثلا تعلق اليفط بالهلال والصليب فى شوارع الأسكندرية , والتى هى معقل جمعيات الإرهاب الإسلامية وجمعيات أنصار السنة المحمدية , والذين خرجوا من جامع القائد إبراهيم لتسخين القتلة وتحريضهم على الغزوة البربرية, ولكن الحقيقة التى يتجاهلها أولوا الأمر هى المنشورات التى تم توزيعها بعد المذبحة بيوم واحد , وفى شارع طه حسين بمحافظة المنيا وفى عز الظهر , وعلى مرأى من شعب ورجال أمن المنيا , والمنشور أو البيان يحذر المسلمين من الإحتفال بأعياد النصارى الكفرة , ولم يتعرض لهؤلاء أى من رجال الأمن, وحتى فى الصحف والمجلات , إنهالت المقالات والبيانات , لتندد بالحدث وتستنكره وتشجبه , ومن هؤلاء الكتاب من كانوا بالأمس محرضين على الطائفية وإثارة الغوغاء ضد الأقباط.
وللعجب وبعد مضى خمسة أيام على الضربة الشيطانية , ولم تعلن السلطة حتى الآن على القبض على الجناة والمجرمين والقتلة لأبناء مصر , هل لأن المسفوك دماءهم من النصارى الكفرة , او مازالت التحريات للبحث عن شماعات تعلق عليها الجريمة , القتلة معروفين لجميع شعب مصر وبالإسماء:
اول هؤلاء القتلة قادة المظاهرة التى خرجت من جامع القائد إبراهيم يوم الجمعة و قبل وقوع الهجمة بساعات قليلة , ولو رجعنا للهتافات واليافتات التى رفعوها , وكلها تحريض ضد الكنيسة القبطية , لعرفنا انها لم تكن المحرض الرئيسى لإرتكاب هذه الجريمة فقط , بل كان من بينها صفوفها المجرمين الحقيقيين , مشاركين لهذه المظاهرة , والعجيب فى الأمر أن السيد مدير أمن الأسكندرية كان من ضمن قيادات الأمن العديدة والمحافظة على نظام المظاهرة وتحوط بها , تماما مثل ماحدث فى أبو تشت كان رجال الأمن وقياداتها معهم ظهرا , وفى المساء أحرقوا بيوت الأقباط , ولكن رجال أمن الدولة يعرفون تمام المعرفة لقيادات الجماعات السلفية التى خرجت بالمظاهرة كبداية لتفجير الكنيسة وشعبها , فنحن هنا لدينا المحرضين على أرتكاب الجريمة وهم قادة السلفيين , والمتواطئين او الذين غطوا على الجريمة ولم يوقفوها قبل حدوثها , وهنا اللستة تشمل محافظ الأسكندرية ومدير ألأمن وقياداتها , بالإضافة الى القتلة الحقيقيين.
ثانيا: المحرض الأول على إرتكاب هذه المذبحة , وكان ذلك فى شهر سبتمبر الماضى ومن قناة الجزيرة , تحريض شديد اللهجة للمسلمين بالإغارة على الكنيسة القبطية (( - بدأ بيان المذيع أحمد منصور –الإخوانى المعروف- مصر تشهد حالة إستقطاب دينى غير مسبوق , يطالب فيه الأقباط بحقهم فى دعوة المسلمين بالمسيحية , وإطلاق يدهم فى بناء الكنائس , وإحتلال الوظائف , ويحركون الحكومات الغربية ضد الدولة, - أتهم الدكتور سليم العوا الأقباط والكنيسة بتخزين أسلحة مستوردة من إسرائيل للقيام بحرب تقسيم مصر, والدليل على ذلك القبض على سفينة إسرائيلية وبها أسلحة ومتفجرات مستوردة لصالح ابن راعى كنيسة بورسعيد, ,ان الأديرة والكنائس تخزن فيها هذه الأسلحة , وهذا مارددته مظاهرة الجمعة السلفية قبل وقوع الجريمة بساعات , - إتهم العوا البابا شنودة بعدم المثول لأحكام القضاء ورفضه تنفيذها, حتى أصبح فوق القانون, - أثار العوا ملف الأخوات اللواتى تحولن بإرادتهن من النصرانية إلى الإسلام وذكر إسم وفاء قسطنطين وقال غيرهم كثيرون, أفتى العوا على ضعف الدولة والتزاوج بينها وبين الكنيسة _ اهم ماقاله المحرض سليم العوا فى بيان تحريضى واضح " أن ثورة الغوغاء حادثة لا محالة وانهم لو خرجوا للشوارع من يستطيع السيطرة عليهم)) لقد إختصرت لكم نص ما حرضوا عليه الشعب المسلم ضد الكنيسة والأقباط ,وبعد هذه الإذاعة مباشرة بدأت 17 مظاهرة أمام جوامع مصر ضد الأقباط والكنيسة وآخرها الجمعة الماضية تلبية لدعوة العالم الإسلامى الكبير الدكتور سليم العوا.
ثالثا : محافظين أشعلوا الحرب ضد الأقباط والكنيسة , وبالتحديد بخلاف محافط الأسكنرية , محافظ المنيا ومحافظ الجيزة , الأول وقد وضع الأقباط بين مخالب الجماعات السلفية فى المنيا وبها جمعيات متخصصة فى خطف البنات القاصرات , والسيدات بكافة الطرق لآسلمتهم , وكذلك تحديه العلنى ضد الأديرة والكنائس القبطية , وتطرفة وإرهابة هو ملف معرف للجميع وقتل بحثا , ومازال الرجل قابعا على كرسى الولاية ببركة رؤساء الدولة فى مصر الجديدة, والثانى محافظ الجيزة الذى بخطة ملتوية وبتربيط مع أمن الدولة تهجم علىكنيسة العمرانية وتسبب فى قتل شابين من شعب الأقباط وكادت تحدث كارثة , وكان ضحيتها عشرات الأقباط الذين قبضوا عليهم ورموهم فى السجون , هؤلاء رموز طائفية لا تصلح لقيادات شعب والحكم بالعدل فى أمور الناس, بل يدعون ويشجعون على ممارسة الإرهاب ضد الكنيسة والأقباط .
رابعا : وزير الإعلام الذى ترك كل وسائل الإعلام المكتوبة والمنظورة والمسموعة فى حرب شرسة ضد الأقباط والكنيسة , وآخر هذه الكتابات البغيضة ماكتبة عبد الناصر فى جريدة الأهرام ومرورا بكتابات فهمى هويدى , والمستشار البشرى و وعواءات الفضائيات, وكل هذه خطابات تحريضية على جريمة كنيسة القديسين.
خامسا وزير أمن الدولة الذى بين يديه ملف الأقباط والحاكم الفعلى للشعب والمحرك الأول ووراء كل الإعتداءات على الكنيسة والأقباط , يلعب لعبة التوازن السياسية , بالتضحية بالأقباط , وضباطه فى المحافظات , يشجعون على ألأعتداءات على البنات وبيوت الأقباط , وكل الجرائم التى وقعت ضدهم , وتركهم بدون حماية أمنية , كل ذلك مسئوليته المباشرة فى سفك دماء الأبرياء , والتغطية على المحرضين بقتل الأقباط وخطفهم لأسلمتهم , والملف الخاص بهذا الوزير ضخم ملئ بالحقائق الإجرامية ضد الأقباط.
سادسا: القيادة السياسية وملفها ثلاثين عاما من الإرهاب وإستشهاد مئات الأقباط , حرق المئات لبيوتهم بل قرى بأكملها , إعتقال الأبرياء , ترك القضية القبطية فى يدى رجل البوليس , ترك الغوغاء ينهشون فى أجساد الأقباط وحرق مشاعرهم , وبدون أى تحقيق للمساواة ,ساعد على قمع الحرية الدينية وحرية العبادة , تجاهل مطالب الأقباط فى بناء الكنائس وقانون الأحوال الشخصية , وقضايا كثيرة يتجاهلها طوال هذه السنين , مما ادى تراكمها لهذه الجرائم البشعة , والتصفيات الجسدية للأقباط , أكثر من عام على قتل شباب نجع حمادى ولم يصدر حكم المحكمة العسكرية أو محكمة الطوارئ, البلد محكومة بقانون الطوارئ والذى يستخدم فقط ضد الأقباط , وفى ظل هذا الحكم يقتل القبطى ويخرج قاتله بريئا ويسجن أهل القتيل , ظلم وعبودية وتفرقة , هذا بخلاف الفقر والمرض والعجز على مساندة الضعيف أمام القضاء الظالم , تهميش الشعب القبطى , وعدم مشاركته فى الحياة السياسية , التصدى أمام الكفاءات القبطية وتعجيزها عن الترقى فى الوظائف, والملف ضخم لا يقل عن ملف البشير فى السودان.
والسؤال الان, هؤلاء هم القتلة لأولادك يامصر , فما هو رد فعل الرأى العام؟ , هل تتحقق العدالة فى مصر أو نتركها لخارج مصر؟ الأيام بيننا فما زال الشعب فى شوارعك يامصر يطلب
بالقبض على القتلة والحكم بالعدل.
ويرن فى أذنى قول الرب لموسى النبى(( إنى قد رأيت مذلة شعبى الذى فى مصر وسمعت صراخهم من أجل مسخريهم . انى علمت اوجاعهم. فنزلت لانقذهم من أيدى المصريين.. )) خر3: 7و8 , آمين تعال ايها الرب يسوع.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com