بقلم: مهندس ماجد الراهب
منذ تفجَّرت أحداث "الإسكندرية" مع إشراقة يوم 1/1/2011، والكل- بقصد أو بدون قصد- امتطى الموجة القبطية، وأصبح هناك تيار شعبي جارف يستنكر ويشجب في مسيرات صامتة وبالشموع وبالهتافات والصلبان، في وقفة نادرة تعيد إلى الأذهان أجواء 1919.
ولأول مرة نرى المحجَّبات والمنقَّبات يمسكن الصليب، ويحضرن الصلوات بالكنائس!
واندلعت الأحاديث الصحفية واللقاءات التليفزيزنية من كبار السياسيين والفنانيين والصحفيين تندِّد وتستنكر وتشجب، ولكن....
غاب عن هذا المشهد صنَّاع القرار، وهذا في حد ذاته مؤشر يُنذر بالسوء. فهل تعود ريما إلى عادتها القديمة، حسب المثل الشعبي، وتهدأ الأمور بعد أن نجح الأمن في اجتياز تأمين صلوات العيد بإقتدار؛ لأنه يريد أن ينجح؟!
لم نسمع من وزير التربية والتعليم عن تشكيل لجنة لتنقية المناهج من كم المهازل التي بها، والتي تحتقر الآخر!
لم نسمع من السيد رئيس مجلس الشعب بادراج قانون دور العبادة الموحَّد أو أي قانون يوحِّد الله، يخفف من الاحتقان في مسألة بناء الكنائس!
لم نسمع من السيد الدكتور شيخ الأزهر أنه سوف يعيد دراسة مناهج الأزهر وينقيها من شوائب السلفية البغيضة!
لم نسمع من السيد النائب العام، أنه سوف يحول "العوا" وأمثاله إلى المحاكمة بسبب إشعالهم هذه الفتن!
لم نسمع من السيد الدكتور رئيس الوزراء، أنه أصدر توجيهاته إلى وزارة الداخلية حتى ترفع يدها عن ملف الأقباط، أو أنه سوف يراعي في اختياراته القادمة للمناصب العليا، أن تشتمل على بعض الأقباط الذين يستحقون ذلك!
لم نسمع من السادة أعضاء مجلس الشعب أنهم تقدَّموا بعشرات الاستجوابات وطلبات الإحاطة عما حدث بـ"الإسكندرية"!
لم نسمع من السادة رؤساء النقابات عن إرسال إعانات ومعونات للمتضررين كما حدث في "غزة" و"أفغانستان" و"هبابستان".
لم نسمع من رئيس جامعة أنه أعفى الطلبة المصابين من رسوم الجامعة، أو من عبء إمتحانات نصف العام لظروفهم الصحية!
هل يرشدني أحد بأنه سمع شيئًا؟
أم ننتظر قائمة الشهداء القادمة؟!!
على الهامش، إلى الآن سيادة النائب العام لم يبت في الشكوى المقدَّمة مني ومن الدكتور "لؤي محمود سعيد" ضد الكتاب الذي يزدري بالمسيح والعذراء، والتي قدَّمناها في شهر يوليو.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com