ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

تنشئة الأطفال على السلام مع النفس ومع الآخر.. وقاية من العنف

ميرفت عياد | 2011-01-14 00:00:00
د. عويس: مصر مصر سباقة في الاهتمام بصحة أبنائها وتربيتهم وثقافتهم
د. سرية: العنف الموجه ضد الأطفال مشكلة تتعلق بصحة وسلامة المجتمع
د. عبيد: سلوك العنف من الظواهر التي رافقت الإنسان منذ وجوده على الأرض

كتبت: ميرفت عياد
أقامت لجنة ثقافة الطفل التابعة للمجلس الأعلى للثقافة، ندوة تحت عنوان "نبذ العنف ضد الطفل" شارك فيها العديد من المتخصصيين، منهم الدكتورة "سرية صدقي" -الأستاذة بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، الدكتورة "إلهام عبيد" الأستاذة بكلية التربية جامعة الإسكندرية، وعضو لجنة قطاع الطفولة ورياض الأطفال بالمجلس الأعلى للجامعات، ودكتور "مسعد عويس" أستاذ التربية الرياضية، وقد أكد الجميع على أن العنف والعقاب البدني يشكل خطرًا من الناحية النفسية والاجتماعية والتربوية، وقد استبعدت الطرق التربوية الحديثة نهائيًا اللجوء إلى العنف والقسوة والعقاب البدني، كحل جذري لمعالجة أخطاء العمل الدراسي اليومي، إلا أن هذه الطرق واجهت مشكلة أخرى وهي تطاول غالبية الطلاب على معلميهم، مما أعاد المعلمين خطوة للخلف، بقسوة أشد من ذي قبل بدلاً من السير في البحث عن حلول بديلة، وبالدراسة وجد أن جميع المقولات تنطلق من إقرار العقاب كأسلوب تربوي، ولكن الاختلاف يكون في درجة العقاب وأنواعه، وليس المبدأ بوجه عام.
 
خلق مجتمع له قيمه وأهدافه
ويشير الدكتور "مسعد عويس" إلى أن العنف قد يحدث بين الأفراد فقط، وقد يحدث أيضًا على المستوى الجماهيري، وفي بعض الأحيان يكون تلقائي وغير مخطط له، وفي أحيان أخرى يكون منظم مثل أنماط السلوك العنيفة، التي تصدر من بعض الجماعات والتنظيمات الاجتماعية أوالثقافية أوالسياسية أو الدينية، ومن الملاحظ أن مفهوم السلام ضد مفهوم العنف، وما يتتبعه من عداوة، لذلك فإن الشعور بالمحبة محبة الناس لبعضهم البعض، ومحبة الكبار للصغار فى ضوء تراثنا الثقافى المصرى هو هدفنا، فالشعور بالمحبة بين أعضاء المجتمع هو غاية الغايات، وهذا المناخ من المحبة والتآلف بين أفراد المجتمع ينعكس على الطفل منذ مراحل تنشئته الأولى، بحيث نخرج للمجتمع مواطن قادر على تأدية أدواره الاجتماعية المطلوبة منه بنجاح، ومن هنا نعمل على خلق مجتمع له قيم وأهداف طيبة تدعو إلى الخير ولا تدعو إلى الشر، وتعمل من أجل الصالح العام، والخير ورفعة بلادها.
 
ريادة مصر فى الاهتمام بأبنائها 
إن مصر كانت منذ بداية الإنسانية سباقة إلى إعداد أجيال قادرة على ضمان الريادة لها، ويؤكد الدكتور "مسعد عويس" على أن هذا تم عن طريق الاهتمام بصحة أبنائها وبتربيتهم وبثقافتهم، منذ نحو أكثر من 5000 سنة، وقد تنبهت المجتمعات الإنسانية المعاصرة إاهمية تنشئة الاجيال الجديدة وتوفير المناخ الاجتماعي المناسب، واستخدام العلم في كافة نواحي الحياة، لذلك يجب أن يواكب المجتمع المصري ما يحدث في عالم اليوم، حتى يستطيع أن ينافس ويشارك ويؤثر فيما يحدث فيه من متغيرات، عن طريق الاهتمام بتنشئة الأطفال على القيم  والأخلاق، ومفهوم السلام مع النفس ومع الآخر داخل المجتمع الواحد، وداخل الوطن، وفي محيط المجتمع الإنساني المعاصر.
 
خطورة العنف ضد الأطفال على المجتمع 
وتوضح دكتورة "سرية صدقي" أن العنف ضد الأطفال لا يوجد ما يبرره، حيث أن جميع العنف الموجه ضد الأطفال يمكن تجنبه، لما للعنف من آثار أهم وأخطر من العديد من الأمراض الخطيرة، لقد أصبح العنف الموجه ضد الأطفال مشكلة تتعلق بصحة وسلامة المجتمع، فضلاً عن ارتباطها بالقضايا الإجرامية وبالعدالة الاجتماعية، ونحن مطالبون بحلول اجتماعية لهذه القضية، وعليه فإن حماية الأطفال من العنف سواء من الكبار أو من الأقران أصبحت مشكلة ملحة، فقد ظل الأطفال يعانون من عنف الكبار والأقران في صمت لقرون، لذلك لابد من تزويد الأطفال بالوقاية والحماية التي يستحقونها، خاصة أطفال الطبقات ذات المستوى الاقتصادي والاجتماعي المنخفض، وتنمية قدراتهم للدفاع عن أنفسهم، وحمايتهم من الآثار السلبية المادية أو المعنوية من العنف الواقع عليهم، كما يجب ألا يقتصر دور الأسرة على منع العنف تجاه الأطفال، ولكن يمتد دورهم إلى تدريب أولادهم على كيفية التعامل السوي مع الغضب، وتصارع الآراء المختلفة، ولكن للأسف العديد من الآباء لا يمثلون قدوة صالحة للأطفال في سلوك التسامح والحوار ورفض الأسلوب العدائي في التعاملات، بل لا يوفرون لأولادهم بيئة صالحة لتعلم السلوك السوي وتجنب اللجوء إلى العنف.
 
الإعلام والتأثير السلبي على الأطفال 
ن التلفزيون له طاقة إقناع جبارة، هذا ما تؤكده دكتورة "سرية صدقي" التي تستطرد قائلة: وسائل الإعلام تمتلك تاثيرًا قويًا على سلوك الأطفال من خلال المشاهد البصرية والسمعية، التي تتسم بآلاف المشاهد من القتل والعنف التي يشاهدها الأطفال، وبتكرار التعرض لتلك المشاهد التي تتسم بالعنف يصاب الأطفال بتبلد الإحساس تجاه مفهوم وممارسة العنف، خاصة إذا كان هؤلاء الأطفال لا يرون في محيطهم أي نموذج لرجل يتحكم في غضبه، أو بأخلاقيات الشهامة والرجولة الحقة، أو أي رجل أو امرأة يتعاملون مع المشكلات التي يتعرضون لها بفاعلية وحزم، دون اللجوء إلى العنف، فمثل هؤلاء الأطفال يكونوا عرضة لتأثير الرسائل الإعلامية التي فحواها أن الأبطال والزعماء يستخدمون العنف لحل مشاكلهم، هذا إلى جانب ألعاب الكمبيوتر التي تعد مصدرًا خطيرًا لتعزيز العنف لدى الطفل، حيث يستعمل الطفل جميع وسائل العنف من أسلحة وغيرها لإلحاق الضرر بالخصم - في اللعبة- والقضاء عليه.
 
عدم التوافق الاجتماعى 
ومن جانبها تضيف دكتورة "إلهام عبيد" أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي خاضع للتأثير من قبل الجو العام السائد في المجتمع، كما أنه دائمًا ما يرغب في الانضمام إلى أي جماعة ما بحكم تكوينه وبحكم احتياجاته الفطرية الطبيعية التي جبل عليها الانسان، وثم من ظهرت الأنظمة الاجتماعية كالنظام الأسري، والنظام الاقتصادي والنظام التعليمي، وغيرها من الأنظمة التي تحدد موقع الفرد من المجتمع، ودوره به، ومكانته فيه، سواء كانت سلبية أو إيجابية، إلا أن بعض الناس تتعرض لإصابتها بما يسمى "عدم التوافق الاجتماعي" وهو اضطراب سلوكي تختلف شدته من إنسان إلى آخر، حيث يبدأ هذا الفرد في الخروج عن القيم السائدة في المجتمع، وعن القانون والعرف والدين والأخلاق، محدثًا في بعض الأحيان سلوكًا عنيفًا تجاه أفراد المجتمع الذي يعيش فيه، فسلوك العنف من الظواهر التي رافقت الإنسان منذ وجوده على الأرض، وبداية المجتمع البشري في التشكل والظهور، والعنف يتطور بتطور الحياة الإنسانية، لهذا يجب البحث عن سبل يمكنها أن تستأصل السلوك الانحرافي الذي بدأ يتفشى في العديد من المجتمعات

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com