بقلم: د/ ممدوح حليم
تحظى قضية مسيحيي الشرق الأوسط باهتمام بالغ من قبل مؤسسات الفاتيكان، وعلى رأسها البابا بندكتوس السادس عشر، بابا الفاتيكان الحالي.
وكان البابا شديد القلق حيال تناقص أعداد مسيحيي الشرق الأوسط، على أن قضيتهم تطورت بصورة خطيرة في أعقاب حدوث تفجيرين لكنائسهم في العراق ومصر، الأمر الذي يشكل خطرا بالغا على وجودهم وطمأنينتهم.
وتنظر مصر بتوجس لتصريحات البابا الأخيرة، واعتبرت بعض هذه التصريحات تدخلا في شئونها الداخلية، الأمر الذي حدا بالدبلوماسية المصرية إلى سحب سفيرتها في الفاتيكان للتشاور، وهو إجراء دبلوماسي قليل الأهمية يرمي إلى إبعاد البابا عن ساحة الأحداث المصرية المؤسفة المتعلقة بالمسيحيين، الأمر الذي لن يتحقق .
من المعروف أن الفاتيكان هو أصغر دولة في العالم، وليس له أية قوة عسكرية أو اقتصادية، وتتمثل أهميته في قوته الروحية والأدبية إذ يرعى المسيحيين الكاثوليك البالغ عددهم 1300 مليون نسمة.
وعلى الرغم من أن مسيحيي العالم العربي لا يتجاوزون 20 مليونا، إلا أن قيمتهم الأدبية كبيرة باعتبار أنهم يعيشون في موضع مهد المسيحية، كما أن وجودهم يشكل حائط الصد الرئيس أمام تحول الشرق الأوسط لكتلة إرهابية تهدد الحضارة الحديثة والبشرية بأسرها.
وينظر العالم إلى مصر على أنها دولة دينية أو شبه دينية على أقل التقديرات، وعلى أنها منبع أساسي للفكر المتطرف والإرهاب، ففي إحصاء أجري بعد أحداث 11 سبتمبر وتفجيرات لندن ومدريد، وجد أن 70% من مرتكبي هذه العمليات سعوديون أو مصريون أو تعلموا في مصر، الأمر الذي أثار قلق العالم المتحضر حيال مصر.
إننا نثمن عاليا اهتمام البابا بندكتوس السادس عشر، الألماني الأصل الذي يعد واحدا من أكبر علماء الفلسفة المسيحية في العالم، بمسيحيي مصر رغم أن أغلبيتهم ليسوا من الكاثوليك، ونقول له واصل جهودك حيال مسيحيي الشرق ففيها حماية للبشرية وللحضارة الحديثة أمام ثقافة الموت والإرهاب والاستهانة بالإنسان الذي خلقه الله.
ونقول للدبلوماسية المصرية واخيبتاه، إذ كان عليها أن تنقل صورة مصر لدى العالم الخارجي حيال التدين المريض والفكر المتطرف لصانعي القرار المصري حتى لا تؤول الأمور إلى ما صارت عليه من خطر يهدد الجميع.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com