ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أرجوك ما تفتيش

د. مينا ملاك عازر | 2011-01-27 00:00:00

بقلم: مينا ملاك عازر
تكلمنا كثيرًا بشكل منتظم أو متقطع عن أحوال التعليم في مصر، وأنا شخصيًا اتهمته بأنه السبب في انتشار الإرهاب والأفكار الإرهابية بضعفه الواضح، وتسببه في جهل الشعب المصري، وكلمتكم عن وزير التعليم العالي الذي يستخدم مصطلحات سياسية مثل جردل، وأفكاره فعلاً تعبر عن أنه وزير سياسي ومسئول تعليمي، وانقطعنا لظروف احتفالاتنا بالشرطة في أعيادها، واليوم أعود لأروي لكم ما يحدث في مصر من منظور تعليمي يكشف ما ستأول إليه مصر.

هناك برنامج اسمه "أرجوك ما تفتيش" تعرضه قناة موجة كوميدي، وفكرة البرنامج تقوم على أن تسأل المذيعة الشعب المصري أسئلة غبية وخاطئة بلهجة جادة، والمثير أن الشعب المصري العظيم يجيبها إجابات أكثر جدية تثير الشفقة قبل ما تثير الضحك، وإليكم بعض ما شاهدت في الحلقة الثانية عشر من هذا البرنامج، تقول المذيعة طبعًا أنتم عارفين أن آثار مصر إتسرقت، فيؤكدوا على كلامها، فتستطرد وتقول وطبعاً إنتم عارفين أن فرنسا من آثار مصر، فيؤكدوا على كلامها، وعايز أقول لكم أن ما أحكيه يحدث مع مواطنين كثيرين في الشارع.

تسألهم وتبدأ أسألتها المفاجئة المبنية على موافقتهم المسبقة على ما تقدم والأسئلة من عينة طب فرنسا كانت فين فتأتيك الإجابات كالآتي، من يقول إنها كانت في إمبابة ومن يقول في الجيزة ومن يقول كذا، وكذا.
ثم تسأل وطبعًا إنتم عارفين إن فرنسا من الحاجات إللي فيها برج إيفل، وإتسرق طبعاً، فيوافقوا على كلامها، تسألهم طب مين سرقه؟ فيقولوا الملك تراجان وأحدهم يقول الكفار، ولما تسألهم عن من الذي بنى برج إيفل؟ يجيبونها بأنه محمد بن ايفل، ولما تسألهم بقى عن ليه انتحر مصمم وباني برج إيفل؟ يقول أحدهم لأنه كان عايز ياخد الجنسية الفرنسية، أو عايز يتزوج واحدة فرنسية فرفض أهلها فانتحر، وإجابات من هذا القبيل.
شفتم بقى مستوى تعليمنا، فرنسا الدولة الأوربية المعروفة، بقت في إمبابة وبرج إيفل، بناه محمد بن إيفل وانتحر، وسرقوا فرنسا من مصر مع آثار مصر، ومن سرقها هم الكفار أو الملك تراجان !!.

إن كان ما يجري في البرنامج تمثيل تبقى مصيبة، ويجب أن تحاسب القناة والمذيعة للصورة الرديئة التي يظهرون مصر عليها، وإن كان ما يحدث حقيقة فتلك مصيبتين، الأولى أننا نفضح أنفسنا هكذا، ونصبح مسار للسخرية، والثانية والأخيرة والأكبر والأهم هذا المستوى المتدني من الجهل الذي صرنا عليه، والتغييب الذي نعيش فيه، وبذلك لا مانع أن نتقبل أي شيء بهذه العقلية التي تتقبل أن فرنسا جزء من مصر ومن آثارها، فمادامت فرنسا كانت في إمبابة وبرج إيفل بناه منتحر يدعى محمد بن إيفل، فلا مانع مطلقًا أن يكون هناك أسلحة في الكنائس ولا يستخدمها الأقباط، رغم كل الغبن الذي يتعرضون له، ولا مانع أن يكون مفجر قنبلة الأسكندرية قبطي من أقباط المهجر، بل لا مانع أن يكون من مات وأصيبوا في قطار سمالوط قد فعلوا ذلك بأنفسهم، وليس ذلك الشرطي المظلوم يا عيني.
المختصر المفيد إن غاب العلم، حضر الظلام والجهل، وصدق الجهلاء كلام الجهلاء.
 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com