كتبت: تريزة سمير
دعا كثير من الصحفيين والمثقفين المسيحيين إلى المشاركة في مظاهرات الجمعة التي سيتم إطلاقها من أمام المساجد والكنائس؛ تعبيرًا عن رفض النظام المصري بكل أساليبه. فرغم تصريح البابا ورجال الدين بعدم المشاركة في مظاهرات ضد الدولة والدعاء للسلطة وأن يسود السلام، خرج المسيحيون في التظاهر يوم الغضب الأول والثاني، ومازلوا يشاركون. كما قرَّر الكثير منهم مشاركة المصريين في الثورة ضد الفساد.
وأكَّد "اسحق إبراهيم"- الباحث بالمبادرة المصرية- على أهمية مشاركة الأقباط لمظاهرات الجمعة، رافضًا دعوة الكنيسة بعدم المشاركة. موضحًا أن هذا القرار يرجع إلى المسيحي نفسه، بعيدًا عن الآراء الكنسية، حيث أنه قرار مدني سياسي وليس ديني. مشيرًا إلى أن المسيحيين جزء من هذا الوطن كالمسلمين، يعانون من بطش النظام والتهميش السياسي، ويواجهون الأعباء الاقتصادية كغيرهم. بالإضافة إلى معاناتهم كمسيحيين.
وتمنَّى "إبراهيم" مشاركة الأقباط جميعًا للمطالبة بالتغيير، موضحًا أن المصريين جميعًا شاركوا جميعًا في يوم الغضب، ولم يقتصر الأمر على الإخوان المسلمين، وأنه ليس صحيحًا أن هذه المظاهرات تم تحريكها من التيارات الدينية الإسلامية كما تخشى الكنيسة على حد قوله.
واعترضت "حنان فكري"- الصحفية بجريدة وطني- على الدعوة التي أطلقتها الكنيسة ورجال الدين بعدم المشاركة في التظاهر، وقالت: ”لم أجد تفسيرًا لموقف الكنيسة من التظاهر". موجهةً رسالة للكنيسة بأنها لا يجب أن تطالب باعتبار المسيحيين مصريين إذا فكّرت في فصل المسيحيين عن مظاهرة الشعب. موكِّدة أن المشاركة الواضحة التي ساهم فيها جميع الصحفيين المسيحيين وغيرهم هي بداية لتحرُّر الناس من سلطان الكنيسة، على حد قولها. ونوَّهت إلى تضامن المسيحيين والمسلمين معًا في ثورة 19 مع "سعد زغلول".
وأوضحت "فكري" أن الشباب المصري هو الموجود بالشارع وليس فقط التيارات السياسية، وأنهم جميعًا قد شاركوا في المظاهرات كصحفيين ومصريين، مشيرةً إلى أنهم لا يستطيعون المطالبة بحقوقهم في حالة عدم مشاركتهم.
وتساءلت "فكري" في نهاية حديثها: ألا تستحق "مصر" الحماية قبل الكنائس، كيف يطالبونا بحماية الكنائس دون حماية الوطن؟ مؤكِّدة على انخفاض نسبة المشاركة من قبل الإخوان. وعلى وطنية المسيحيين.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com