ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

شهادة ميلاد

سامي فؤاد | 2011-02-04 11:26:24

بقلم: سامي فؤاد
صرخت "فؤادة" في وجهه: لن أكون لك. أصرَّ حرق الزراعة وأعوانه.. ضغط علي أهل الفقراء. وخطفت إلي داره، وهنا تخففت "فؤادة" من ردائها، وقالت له: جسدي تستطيع أما قلبي لا.. كانت هذه بداية النهاية للقصة الرائعة. شيء من الخوف، والذي أراه يتجسد الآن في "مصر"؛ فالرئيس المصري يصر، وكلما حاول محاولة زادت القلوب غضة وكراهية تجاههم.

الآن "مصر" علمت أنه لا يريدها حبًا فيها، ولكن كحب "عتريس" لـ"فؤادة" رفضًا للا التي تقولها. لم تطلب "مصر" من الرئيس التنحي إلا عندما تنحى هو.. تنازل لـ"مبارك" الابن ورجاله عن "مصر"، فعبثوا بها، وزادوا شبابها حنقًا وغلاً، وكان شعورهم الحقيقي بغياب "مبارك" الأب. وزاد الأمر سوءًا عندما أنهي الرئيس خطابه المقتضب المكتوب بغير خط يده، والمفتقد لأي لغة للمودة وللحب، والملئ بالأنا. أقول، وكأنه كان كلمة السر لكل الباكين والخائفين على النظام القائم والمستفيدين منه، فخرجوا في همجية شديدة وعنف مبالغ لمواجهة متظاهرين عزل لم يفعلوا شيئًا سوى أن قالوا لا، ولو أنهم كانوا علي قدر قليل من الحنكة السياسية أو العقل لكانوا انتظروا للساعات الأولي من الصباح، وأري أنهم كانوا قد يحققون مكاسب أكثر، ولكنهم صرفوا بطريقة الدبة وصاحبها، وأعمتهم المصالح الشخصية عن مصالح الوطن ودماء أبنائه!

والناظر للأمر يندهش: أين كان هؤلاء منذ أيام؟ ولماذا لم يؤيدوا من بعيد؟ سيدي الرئيس، عفوًا، لم نطلب منك التنحي إلا عندما تنحيت بإرادتك، وتركت الأمر لهؤلاء، ولم تلتفت أنت أو أحد رجالك لشعارات رُفعت منذ سنوات للابن "مصر كبيرة عليك"، "لا للتوريث ولا للتمديد" عندما حُوِّلت العديد من الأحزاب إلي أحزاب ورقية. فخرج الشباب يصرخ بعد أن تخيَّل النظام أنهم بلا هدف ولا أمل وفقدوا انتمائهم، عندما تحوَّلت "مصر" إلي قسم شرطة كبير، وعندما تحوَّلت مطالب الناس إلي صرخات لا يُستجاب إليها إلا باعتصام ومظاهرة، وعندما لعب النظام الأمني بملف الفتن الطائفية واعتمدوا علي البلطجة في تزوير الانتخابات، عندما قامت علاقات غير شرعية بين السلطة والمال، وأنتجت العديد من الأبناء غير الشرعيين مثل (غياب العدالة الاجتماعية، والفقر، والفساد)، عندما خرجت أسر للشارع تتظاهر بدون خوف لأنها أصبحت لا تملك شيئًا تخاف عليه، وشعرت أن أيًا كان المستقبل فلن يكون أسوأ بكثير من الحاضر ، عندما شاع بين الناس أن "مصر" في صراع بين الحرس القديم ممثلاً في "مبارك الأب" وقدامى نظامه، والحرس الجديد ممثلأ في "مبارك الابن" ومعاونيه.. كل هذه كانت شهادات ميلاد تنحي الرئيس، كُتبت منذ سنوات، وصرخ الناس بها في 25 يناير.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com