كتبت: تريزة سمير
بعد أحداث "جمعة الغضب"، وبعد انتشار عمليات كثيرة من التخريب والسرقات، التي جالت كل أنحاء مصر، تهافت المصريون على أسواق الخضروات والمحال التجارية، لشراء احتياجاتهم الغذائية الأساسية، لتأمين الأسرة تحسبًا لخواء الأسواق. وكانت مشكلة الخبز هي الأولى على المستوى العام، ولم تكن الأخيرة..
في ظل هذه الظروف ظهر –كالعادة- الجشع واستغلال الموقف، وارتفاع بعض الأسعار، ولكن لا يمكن إنكار وجود الكثيرين الذين لم يستغلوا الموقف، بل بالعكس يريدون طمأنة المواطنين.. فهذا بائع خضروات يبيع بضاعته بشعارات اشتراكية فينادي: "مال الشعب للشعب.. كلوا.. متخافوش" خافضًا أسعاره عن الأيام التي سبقت الأزمة، وعندما قمت بالشراء قال "اشتروا ولا يهمكم الفلوس.. احنا شعب واحد ومحدش هايموت من الجوع".
أما سائقو "التكاتك" فقد حولوا شعاراتهم المألوفة إلى شعارات أخرى منها: "إللي يرفع الأسعار بجنون زي الهارب من السجون".. لم أشاهد مثل هذه المواقف من قبل كما لم يشاهدها الجميع، ففي قلب الأزمات يظهر المعدن الجيد للمصري الأصيل..
ويقول (ح. م) بائع خضروات: كانت الأزمة الكبرى يومي السبت والأحد، ورغم قلة الخضار في الأسواق بسبب مواعيد حظر التجول، إلا أننا قمنا بالبيع للجميع، ولم ترتفع أي أسعار، وأشار إلى وجود بعض الباعة الذين قاموا باستغلال هذا الوقت العصيب، وهو ما تم رفضه من الكثيرين، ولم يلبثوا أن شعروا بالموقف، أما اليوم فقد استقرت أسعار السلع والمواد الغذائية والخضروات.
وقدمت موزعة خبز -في أحد المنافذ بالهرم- الشكر لرجال الجيش، فقاموا بإعطائها الحصة المعتادة، ولم تتأثر المنطقة بمشكلة الخبز، كما راعت الإقبال الكبير من أهالي المنطقة، فقامت بتحديد حد أعلى من الشراء، حتى يتم توزيع الخبز على الجميع.
ويشير الحاج محمد الشيمي (جزار) إلى وجود ارتفاع في أعداد المقبلين علي شراء اللحوم، وذلك في الأيام الأولى بعد إعلان حظر التجول، ولكن استقرت الأسعار كالأيام المعتادة، ويرجع ذلك إلى أنه يقوم بإحضار اللحوم من المزرعة الخاصة به، لذلك لم يتأثر مطلقًا بالأحداث.
أزمة موبايل
إحدى الأزمات الكبرى هي "كروت الشحن"، ومحلات الموبايلات التي أغلق أغلبها بعد نفاذ كمية الكروت بكافة أنواعها، وهناك من قام بتحويل محل الموبايل إلى محل خضروات أو سوبر ماركت!
يقول صاحب محل موبايلات -رفض ذكر اسمه: أنه بعد نفاذ جميع الكروت، وإيقاف العمل في المحل، قمت بإحضار الخضروات وبعض العصائر والحلويات، وأقوم ببيعها بأسعار أقل من الآخرين حتى أجذب الزبون، موضحًا أن الإقبال على شراء السلع الأساسية أكبر من الإقبال على أي شيء آخر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com