بقلم : زكريا رمزى زكى
" الكوسة " هو اللقب الذى أطلق على الفساد الذى انتشر بصورة كاملة فى مصر خلال السنوات الأخيرة ، ولا شك أن كل واحد منا قد عانى وتألم وواجه أحد أو أكثر من أشكال الفساد التى عج بها المجتمع المصرى ، والتى كان لا يراها النظام الحاكم ويعتبر من يفصح عنها انه يتجنى على النظام وانه لا يحب الخير لمصر .
والحقيقة الثابتة التى لا ينكرها أحد الآن بعد بدء تكشف منظومة الفساد شعر باننا كنا نغرق حتى أعناقنا فى بحور من الفساد ، منظومة من الفساد أى ان الفساد يمارس بطريقة منظمة وهناك اجهزة حكومية ورسمية تحميه وتدافع عنه بكل ما ملكت من قوة . هل عانيت مثلى قبل ذلك من هذا الفساد ؟ أظن ان الجميع سيجيب بنعم نعم واضحة صارخة فى وجوه الجميع .
والغريب انه كان هناك طبقات من الفساد فهناك فاسد صغير ومتوسط وكبير ، حتى أن معظمنا دخل المنظومة ومارس الفساد كترس من تروسه أو انه أمر بذلك كالموظف الذى زور الانتخابات بأمر من الداخلية ، والمدرس الذى غشش الطالب بأمر من مديره، والموظف الذى أخذ رشوة حتى يحقق مطالب المعيشة مع غلاء الاسعار وانخفاض راتبه ،والصحفى الذى لم ينشر وقائع فساد خوفا من بطش اصحابه ، والمذيع الذى وافق على تنفيذ التعليمات التى تصدر اليه من رؤسائه باخفاء الحقائق ، حتى عامل النظافة الذى ترك الشارع بدون تنظيف انتقاما لانخفاض راتبه .
انها اشكال من الفساد الحياتى الذى تقوم به رغما عنك لانك لا تستطيع ان تسبح ضد التيار ، حتى صار الجو العام كله من حولنا ملوث بغازات الفساد القاتل الذى حول الجميع الى شعب من المقهوريين الذى يمارس الفساد والانتقام فيمن حوله من الناس والممتلكات العامة . والان وبعد كشف جزء من الفساد والفاسدين بدء الناس فى الارتياح التدريجى ومعاملة بعضهم البعض معاملة محترمة لا معاملة انتقامية كما هو الحادث قبلا من ذلك , البسطاء يدخلون فى مناقشات فيما بينهم الان عن مقدار المليار جنية هل هو الف مليون ام هو مليون مليون بعد سماعهم عن مليارات الفاسدين التى حققوها من فسادهم ، ان هذا الشعب اثبت انه فعلا من أعظم الشعوب على الارض وإن تغيرت صفاته وقتيا قبل ذلك لانه كان يعيش فى دولة الفساد
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com