بقلم: هاني رمسيس
1- كمصريين و كما لنا أن نفتخر أننا أول من بنى هرماً ، لنا كذلك أن نفتخر بأننا أول من قام بثورة إلكترونية عن طريق الشبكة العنكبوتية و خاصة موقعى الفيس بوك و تويتر ، حيث تمت الدعوة و التخطيط و الإعلان ، ومنه إلى التنفيذ حتى سقط واحد من أكبر الأنظمة الاستبدادية .
كان عالم الويب هو العالم الإفتراضى للشباب المصرى فى التعبير عن كل ما لا يستطيع قوله فى العالم الواقعى ، فصار هو اليوتوبيا و الجمهورية الأفلاطونية و جمهورية فرحات اليوسف إدريسية ، الذى تحول فجأة إلى حقيقة ، عجزت الدولة المصرية البوليسية فى إرجاعه إلى حيث ولد بين مفاتيح الكيبورد .
وقد أثبت الفيس بوك أنه الحزب المعارض الأكثر إحتراماً فى مصر ...و ربما لهذا السبب كان يتحدث البرادعى من خلاله.
2- فى الدقائق الأولى من بداية العام الجديد 2011 سقط 24 شهيداً من الأقباط فى مذبحة الإسكندرية ، و بعد 24 يوماً تهاوى نظام مبارك و فقد شرعيته و سقط العادلى و رجاله و سطوته .
3- كانت الإرهاصات الأولى للثورة على يد شباب الأقباط الذين خرجوا يطالبون بحقهم فى بناء دار عبادة هى كنيسة السيدة العذراء بالعمرانية ، كانت مظاهراتهم تختلف عن تلك التى تقوم بها النخبة بمقار نقاباتهم ، و كانت تختلف عن المظاهرات التى تسمح بها السلطات المصرية من اجل فلسطين و العراق والتى ينفس فيها الشعب عن نفسه الساخطة ، كانت مظاهرات تطلب حقاً وموجهة ضد النظام .
ثم جاءت أحداث الإسكندرية وثار الأقباط فى الإسكندرية و شبرا و إمبابة و المقطم و عزبة النخل و المنيا و أسيوط . و كانت مظاهرات عفوية أكثرها من البسطاء رجالاً و نساءاً ، وصلت فيها ذروة الغضب حينما نادوا بسقوط مبارك و نجله ، فكانت بمثابة النداء فى اللاشعور للأغلبية الصامتة .
4- المشهد المكرر فى كل أفلام السينما المصرية التى تحدثت عن ثورة 23 يوليو ... مشهد فاروق متوجهاً إلى اليخت الملكى المحروسة مغادراً مصر ...مشهد يؤرق مبارك و يضج مضجعه .. يرفضه و يخيفه و يسكن فى أعماق لاوعيه كالأشباح ... لذلك فهو مستعد لعمل أى شئ حتى لا يتحقق ذلك الكابوس.
فهل يضحى مبارك بالجنين و الأم و الممرضة و المستشفى كلها لكى يحتفظ باسمه على محطة مترو مبارك فى ميدان العظيم رمسيس.
5-هل يكفى سقوط مبارك و نظامه أم لابد أيضاً من إسقاط المعارضة و تيار الإسلام السياسى... وهل يكفى الثورة على النظام أم نحتاج إلى ثورة على أنفسنا .
6-فى ظل موجة الكوميديا السواداء من استقالات رجال أركان النظام المصرى البائد ، و فى ظل حمى التحقيق مع بعض رموز الحزب الوطنى والحكومة فى قضايا الفساد .. هل يتم فتح تحقيقات شفافة ونزيهة بخصوص مذابح الأقباط فى الإسكندرية والعمرانية وسمالوط و نجع حمادى حتى أحداث الكشح الأولى و الثانية .. فالفساد ليس فقط فى نهب المال العام و لكن هناك فساد بيع الذمم والضمائر و تبرئة المجرمين.
7- بعد ما حدث من الشرطة و ما تردد حول مسئولية الجهاز الأمنى فى مذبحة الإسكندرية ، هل يظل ما يسمى بالملف القبطى فى يد الأجهزة الأمنية ، بل هل من اللائق أن يكون لفئة شعبية ملف لدى أجهزة الأمن .
8- ظهر على السطح السيد عمرو موسى مبدياً استعداده لتولى منصب رئيس الجمهورية ( المنصب اللى بقى مرطرط زى الطماطم ) ... عمرو موسى هو ربيب النظام المصرى و لحم أكتافه من استبداده .... لم نسمع يوماً أنه انتقد أو عاب على نظام الحكم و لو بالإشارة .... حتى عندما تولى منصب حانوتى الجامعة العربية لم يتحدث عن هموم أى مواطن عربى .... لم يناقش الديمقراطيات ولا حارب الفساد و لا أبدى إهتماماً بحقوق الأقليات . عمرو موسى هو خدام الديكتاتوريات و الفاشيات العربية .... هل يصلح أن يكون رمزاً للتغير .
9- أين كانت الأجهزة الرقابية و النيابة العامة التى تحقق الآن فى قضايا الفساد ، قبل 25 يناير ... و لماذا صمت أزلام الحزب الوطنى طوال ثلاثين عاماً ، ثم فجأة سارعوا بالاستقالات ونفضوا أيديهم من النظام عندما تهاوى .
10- '' أنا عاوز أقول لكل أب وأم فقدوا ابنهم أنا آسف، بس دى مش غلطتي، دي غلطة كل واحد كان ماسك في السلطة ومتبت فيها''.... كلمات لوائل غنيم سوف يسجلها التاريخ .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com