بقلم: الأنبا موسى
مبروك لمصر!!
مبروك لشباب مصر!!
مبروك لجيش مصر!!
مبروك لشعب مصر!!
فمصر قد وُلدت من جديد..
مصر عادت شباباً بسواعد شبابها!!
الذين اختزنوا مع الغضب النبيل، حضارة ٧٠٠٠ سنة!!
أولاً: مخزون الغضب
لاشك أن شباب مصر المعاصر، كان يختزن غضباً نبيلاً، كان يراقب، ويتألم، ويسخط.. على مظاهر الفساد، والإثراء غير المشروع، والاستبداد السياسى، وانفراد «شلة» بالحكم، وقمع، وتعذيب.. إلخ. كان هذا كله كبركان ثائر، يقبع فى أعماق شبابنا ينتظر لحظة الانفجار.
وانفجر بركان الغضب يوم ٢٥ يناير ٢٠١١، بعد أن تبادل شباب الجيل الرقمى مشاعرهم النبيلة، على مواقع الإنترنت، فخرجوا جميعاً لا يفكرون فى شىء سوى مصر، والمستقبل!!
اجتمع المسلمون مع المسيحيين، والأغنياء مع الفقراء، والمتعلمين مع البسطاء، والشباب مع الأطفال والكبار، كل «عائلة» مصر اجتمعت على قلب رجل واحد، يطلبون الخلاص، ويتطلعون إلى الحرية.
ثانياً: مخزون الحضارة
وقد بدا هذا المخزون واضحاً، فى ثورة بيضاء، انتصر فيها الدم على السيف، حين قدم شبابنا حوالى ٣٥٠ من شهداء الوطن، وآلاف المصابين، وقد اتضح هذا المخزون الحضارى فى أمور كثيرة منها:
١- الارتفاع من الشخصى إلى الموضوعى، ومن الطائفى إلى الوطنى، ومن الفئوى إلى عموم الشعب. لقد ارتفع شباب ٢٥ يناير فوق الفروق الدينية، والثقافية، والمادية، والاجتماعية، والفئوية، ووضعوا نصب أعينهم أمرين: مصر، والمستقبل.
٢- التظاهر السلمى، حيث تظاهروا فاتحين صدورهم للطلقات المطاطية، والقنابل المسيلة للدموع، فسقط منهم قتلى ومصابون.
٣- اللجان الشعبية، التى حلت محل جهاز الأمن، فحرست البيوت والأفراد، فرأينا إخوتنا المسلمين يحرسون الكنائس، فلم يحدث أدنى اعتداء على أى كنيسة فى أنحاء القطر.
٤- وطنية الجيش المصرى، الذى تعامل مع الشباب والشعب بأسلوب حضارى رائع، وصبر عجيب، وحميمية بالغة.. فكان الشباب يعانقون الجنود فى حب، وكانوا يعتلون ظهور الدبابات بفرح.. وها هم يقفون بجوار مطالب الشعب المشروعة، ويؤيدون ثورة الشباب فى وطنية رائعة.
٥- روح الحوار، وها نحن نرى حواراً وطنياً شاملاً، فى قاعات الدولة، ومقار الأحزاب، وميدان التحرير، وميادين المحافظات، وشاشات التليفزيون، طوال اليوم، وكل يوم، لا يفكرون فى شىء إلا فى مصر، مصر المستقبل.
٦- المطالب الشرعية: فلم يطلب الشباب سوى:
أ- الحرية السياسية: التى تتطلب دستوراً جديداً، يكفل حرية تكوين الأحزاب، والانتخابات الحرة النزيهة، بغية الوصول إلى دولة مدنية حديثة، وجمهورية برلمانية.
ب- التنمية الاقتصادية: من خلال مكافحة البطالة والفساد، وإيجاد فرص عمل للشباب، تتناسب مع طموحاتهم المشروعة، من أجل حياة كريمة.
ج- العدالة الاجتماعية: فهناك الآن فرق شاسع بين طبقات ثرية للغاية، وملايين يسكنون العشوائيات.. ونحن نتمنى لو أن كل ملياردير مصرى بنى مجموعة مساكن بسيطة لهؤلاء، وللشباب الراغب فى الزواج، حتى ولو بإيجار بسيط.
هنيئاً لمصر بهذه الثورة المجيدة، التى نرجو لها النجاح فى الوصول إلى أهدافها النبيلة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com