بقلم : د. ممدوح حليم
دخلت مصر بامتياز ودون أدنى شك في مرحلة جديدة، ومن النضوج والذكاء أن تقف كل مؤسسة لتراجع نفسها، فمن لا يطور نفسه سيجد نفسه تخلف عن الركب وابتعد عن مسيرة العصر الجديد.
إنني أطالب القيادات الكنسية بمراجعة حقبة علاقاتها مع نظام مبارك، كان مبارك يعرف أنه بلا شعبية تقريبا، ومن ثم سعى لكسب شعبية من خلال عقد صفقات مع قيادات كنسية لتحقيق مكاسب متبادلة، ومن ثم ورط القيادات الكنسية في بعض المواقف المعيبة مثل تأييد مد فترات حكمه كما حدث في الانتخابات الرئاسية عام 2005، وفي الفترة الأخيرة أعطت قيادات كنسية صك على بياض لمرشح الحزب الوطني سواء كان مبارك أو ابنه، الأمر الذي حدا بأحد الصحفيين بأن يعتبر الكنائس وقد صارت مقرات للحزب الوطني، ومن السذاجة أن نقول إن هذه الأمور تمت تحت ضغوط، فالقيادات الكنسية ذات مكانة أكبر من أن يمارس عليها ضغوط، يالتعاسة من يتكل على بشر، لقد انهار الحزب الوطني ومعه نظام مبارك بصورة مفاجئة.
لقد سعى نظام مبارك الضعيف إلى تقوية نفسه وتطويل بقائه من خلال التزاوج بين رأس المال و السياسة، وبين الدين والسياسة لتحقيق شعبية وبقاء. إنني أطالب القيادات الروحية المسيحية بالابتعاد عن عالم السياسة تماما، والقول إنهم يعبرون عن رأيهم كمواطنين لا ينطلي على أحد.
وبينما كان نظام مبارك يتهاوى أسرعت قيادات كنسية بإعلان تأييدها له وشجبها للتظاهرات السلمية الأمر الذي أنطوى على عدم قراءة الموقف بصورة صحيحة.
وأخيرا أقول يالخزي من تعاون من الأقباط مع النظام وأجهزته الأمنية للضغط على الكنيسة أو نقل ما يدور في كواليسها، فقد انهار النظام وولدت مصر من جديد.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com