بقلم: عبد الرحيم علي
أصاب الذعر فئات عديدة من المجتمع المصري، يوم الجمعة 18 فبراير 2011، عندما شاهدوا سيطرة جماعة الإخوان المسلمين الكاملة على المشهد في ميدان "التحرير"، حيث تجمع مئات الآلاف من المصريين، للاحتفال بانتصار ثورة الخامس والعشرين من يناير.
ثلاثة مشاهد كانت السبب وراء هذا الذعر:
الأول: هتاف الإخوان عقب أداء شعائر صلاة الجمعة مباشرة، بشعارهم الشهير (الله أكبر ولله الحمد)، وهو الشعار الذي كان الإخوان قد أخفوه، منذ بداية هذه الثورة وحتى اليوم، الذي تيقنوا فيه (كما يتوهمون) أن الموقف بكامله بات في أيديهم.
الثاني: سيطرة قادة الجماعة على منصة الاحتفال بكاملها، الأمر الذي وصل إلى حد منع المدون الشهير وأحد قادة شباب الثورة، "وائل غنيم"، من الصعود إلى المنصة لإلقاء كلمة لجموع المحتفلين.
الثالث: إعلان الدكتور "يوسف القرضاوي"- أحد أقطاب جماعة الإخوان المعروفين- لأول مرة خلال هذه الثورة، عن أمنيته أن يكون انتصار الثورة المصرية، بداية تحقيق حلمه أن يؤم المصلين في "القدس الشريف". ونحن إذ نتمنى معه ذلك، ولكن هل سأل نفسه: ماذا يعني هذا الكلام لدى قادة إسرائيليين، بحماقة "نتانياهو"، في هذا التوقيت؟ وماذا لو تم استغلال هذا الكلام من قبل اليمين الإسرائيلي استغلالاً قد يؤدي إلى دخول "مصر" في حرب غير معدّ لها مع الدولة الصهيونية؟ وما مدى تأثير هذا الكلام على مسيرة الثورة؟
هذه المشاهد الثلاثة دفعتنا إلى تكوين هذه الصفحة؛ لنناقش من خلالها استراتيجية وخطط التيار الديني ممثل في جماعة الإخوان المسلمين، للوصول إلى الدولة الدينية، تحت عباءة شعار فضفاض، وبلا ملامح، يقرِّرون من خلاله تمسكهم بالدولة المدنية.
سنناقش في هذه الصفحة بمنتهى الديمقراطية والشفافية، كل المقولات والآراء، دون تخوين أو تكفير، سعيًا نحو "مصر" دولة ديمقراطية ليبرالية حرة، تحترم قيم المواطنة، وتتسع للمصريين جميعًا دون تمييز.
وعاشت ثورة الخامس والعشرين من يناير.. وعاش كفاح المصريين عنوان الصفحة على الفيس بوك: لا للدولة الدينية نعم لفصل الدين عن السياسة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com