ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

فوضى التفسير لـ إشعياء 19

إيهاب شاكر | 2011-02-21 00:00:00

بقلم: إيهاب شاكر

في ظل الأحداث الماضية والراهنة بخصوص ثورة 25 يناير، تحدث الكثيرون أن ما يحدث هو الذي تنبأ عنه إشعياء 19 عندما قال :
 "  وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا.   وَأُهَيِّجُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ فَيُحَارِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: مَدِينَةٌ مَدِينَةً وَمَمْلَكَةٌ مَمْلَكَةً. (إشعياء 19 : 1 ، 2 )"  وأيضاً 
فَيُعْرَفُ الرَّبُّ فِي مِصْرَ وَيَعْرِفُ الْمِصْريُّونَ الرَّبَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وَتَقْدِمَةً وَيَنْذُرُونَ لِلرَّبِّ نَذْراً وَيُوفُونَ بِهِ.   وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ ضَارِباً فَشَافِياً فَيَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ. 
«فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ فَيَجِيءُ الأَشُّورِيُّونَ إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ الأَشُّورِيِّينَ.  فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلْثاً لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ بَرَكَةً فِي الأَرْضِ 
بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ».
(إشعياء 19 : 22 – 25 )

سأكتب لكم تعليق خادم الرب الدكتور ماهر صموئيل على هذا الموضوع لإيضاحه حتى يزول اللبس فيه، ولا نتسرع في التفسير 

إن هذا الأصحاح يحوي قضاء على مصر، ويحوي أيضا بركة، وإذا قرأنا القضاء بتدقيق سنكتشف أنه من المستحيل أن نطبقه على ما يحدث في أيامنا الآن، وأيضا نفس الكلام على البركة.
يقول إشعياء 19 وعدد 2    " وَأُهَيِّجُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ فَيُحَارِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: مَدِينَةٌ مَدِينَةً وَمَمْلَكَةٌ مَمْلَكَةً. " فهل ما حدث في ميدان التحرير هو أن حارب كل واحد أخاه  وهل قامت مدينة على مدينة ومملكة على مملكة . فلابد إخوتي أن نحترم النص، فأين المدينة التي حاربت مدينة والمملكة التي حاربت مملكة أخرى في مصر؟ إذا من السذاجة أن نفسر الكتاب بهذه الطريقة، ونعتبره كتاب للبخت.

في موسوعة مصر القديمة للعلامة سليم حسن، كتب في المجلد الثالث عشر هذه العبارة" في سنة 750 وهو نفس الوقت الذي كتب فيه إشعياء نبوته، كانت مصر مقسمة إلى 18 مملكة، وكل مملكة لها ملكها المستقل ، واستمرت مصر بهذا التقسيم حتى سنة 663 عندما قام بسماتيك الأول أبو نخو الذي قتل يوشيا، ويسمي الكاتب سليم حسن هذه الفترة " فترة الخراب الكبير"  ويسميها في المجلد الثاني عشر" فترة الاضطراب العظيم"
إذا هذه هي الفترة التي يتحدث عنها إشعياء التي فيها مصر كانت مقسمة إلى ممالك وقامت بعض الممالك على الأخرى، وفيها كفت مصر على أن تكون الدولة الفرعونية العظمى، ولم تقم لها قائمة كدولة عظمى بعد ذلك الوقت، بعد هذه الفترة حكمها شيشنق الثاني الليبي، وبعدها حكمها الملك ترهاقا السوداني، وصارت مصر تُحكم من ليبيا ومن السودان أو الحبشة. بعد هذا حدثت فيها نهضة بسيطة من ملكين مصريين، حاولا أن يجمعا شتاتها، لكن جاءها قمبيز الفارسي وغزاها في 525 ومنذ ذلك التاريخ وحتى (الآن)!! تمت نبوة حزقيال 30 : 13" وَلاَ يَكُونُ بَعْدُ رَئِيسٌ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ" وانتهت مصر كأرض مستقلة حرة، لكن صارت محتلة لمدة 2500 سنة لم يحكمها مصري.
إذاً، هذا القضاء، الخراب الكبير، الاضطراب العظيم، كما أسماه سليم حسن، كان من 750 عندما قامت مملكة على مملكة. لذلك لا يصح عندما تقوم مشاجرة بين اثنين، أو بين عائلتين نقول إشعياء 19 .
نأتي إلى البركة
ارتبطت البركة في إشعياء 19 بشيئين على الأقل:
الأول، قبل البركة، هناك 5 مدن تتكلم بلغة كنعان، أي تنتمي للرب، وتؤمن به، وسيكون هناك مذبح للرب في أرض مصر، وعمود للرب في تخمها. هذا سيحدث قبل أن ينطق الرب بالبركة. إذاً، حدوث البركة مرتبط بهذه المدن الخمس.
الأمر الثاني، بركة هذه المدن مرتبطة بشعبين آخرين، فلا يمكن أن يبارك شعب مصر بدون أن يُبارك شعب أشور وإسرائيل.
" فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلْثاً لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ بَرَكَةً فِي الأَرْضِ   بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ». (إشعياء 19 : 24 ، 25 )
إذا، سيكون شعب واحد من ثلاثة أجزاء، بينهم طريق." فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ، فَيَجِيءُ الأَشُّورِيُّونَ إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ، وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ الأَشُّورِيِّينَ"(إش 19 : 23 )
وهناك الآن  سكة من مصر لإسرائيل، ثم يأتي الأشوريين إلى مصر والمصريون يذهبون إلى أشور ويأتي الأشوريين مع المصريين ويسجدون للرب في مصر.
عندئذ، يأتي وقت " مبارك شعبي مصر"
أين هذا الآن؟!
إذا، فهذا القضاء في إشعياء 19 تم في القديم، وهذه البركة ستتم في المستقبل.
وهذا لا يمنع إطلاقاً أن ما نشهده في أوقات كثيرة هو قضاء، لأن الكتاب يقول :" اَللهُ قَاضٍ عَادِلٌ، وَإِلهٌ يَسْخَطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ.(مز 7 : 11 )"
فالرب يغضب عندما يرى الشر والظلم والفساد والكبرياء، نعم هناك قضاء لا ننكره، لكن ليس هو إشعياء 19 . وهناك بركة، البركة ليست من اليوم، لكن بدأت منذ سنين، نحن نشعر أن روح الله يمشي في بلادنا ويرف عليها، ويلمس نفوساً كثيرة في بلادنا، ويقيني أن هناك بركة أعظم آتية. هذه هي عادة إلهنا أنه يُخرج من الآكل أكلا ومن الجافي حلاوة. إذاً، هناك بركة آتية، بركة روحية، هناك نفوس ستعرف الرب وتخلص، نعم سيعمل الرب ويبارك، لكنها ليسن بركة إشعياء 19.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com