بقلم: مينا ملاك عازر
صورة، صورة، صورة، كلنا كده عايزين صورة، صورة للشعب المنصور تحت الراية المنصورة، صورنا، صورنا، صورنا يا جمال، وهانقرب من بعض كمان، هانقرب من بعض كمان، وإللي حايبعد من الميدان، وإللي حايبعد من الميدان، عمره ما حايبان في الصورة. الله يرحمك يا حليم، ويا مؤلف هذه الملحمة، أتذكرها كلما نظرت للميدان، وفئات الشعب متلاحمة، بنات على شباب، شيوخ ورهبان، متطرفين وليبراليين، متعلمين وجهلاء، أحزاب ومحظورين، مزورين وتجار دين، جدعان ومستغلين، وأفاقين وحالمين، واهمين وواقعيين، ومفكرين وشعراء وأدباء وعلماء، مثقفين ومدعي ثقافة.
وزمان كانوا بيقولوا، إن الضرورات تبيح المحظورات، والنهارده الثورات هي التي تبيح المحظورات، والقوارض طلعوا من الجحور، والأفاعي قفزت على المشهد، وصممت تظهر في الصورة، فهي فرصة، ومُغفل من يضيعها، فالكل يلتقط لنفسه ولأقاربه الصور بجوار الدبابات. وفي حماية الجيش الذي يصون الوطن والوطنية اندس من لا يصونوا الوطن ولا الوطنية، ومن يفضلوا حكم الأجنبي على حكم ابن البلد، ورغم ذلك طلعوا في الصورة، وتبنوا الثورة، وبين الصورة والثورة حرف في اللغة، وبينهما في الحياة فارق كبير، بين من ضحى لتظهر الثورة ومن قفز ليظهر في الصورة.
ونبهنا كثيرًا إلى أن ظهر الثورة غير محمي، ومن سيقفزوا عليه كثيرون – ارجع لمقالة "ظهر الثورة"- ولكن لا حياة لمن تنادي، وقلنا أن الثورات يقوم بها الشرفاء ويرثها الأوغاد، ولكن من ضحوا لتنتصر الثورة يُضحى الآن بهم ليظهر من لا يستحقوا في الصورة. فهل سيستمر مسلسل التضحيات طويلاً أم أن شباب الثورة الواعي لن يقبل أن من صنعه النظام الماضي، ومن ادعى البطولة في أيام النظام الماضي، ومن لم يجاهر بالثورة مثلهم ينال ما يستحقونه هم من تكريم.
وأنا لا أقبل أن يحكمني مدعي علم، ولا مدعي رحمة، ولا مدعي ديموقراطية، فالماضي والحاضر وتجارب الدول المجاورة، تشهد أن مدعيها كثيرون منِ منَ امتطوا الديموقراطية حتى وصلوا للحكم ثم ضربوا بها عرض الحائط، وكم من الدماء سالت باسم الرحمة والحرية والعدالة! وكم من حريات انتهكت باسم الله، والله منهم براء. فالديكتاتور تستطيع خلعه في 18 يومًا، أما الديكتاتور مدعي الرحمة لا يخلعه إلا المتعلمين، ويُخشى على المتعلمين من الجهلاء أنصار الرحماء.
ولا أعرف إن كنت حضرتك تقبل حكم مدعي البطولة، أم حكم من مات شركاؤه في الوطن في سبيل الوطن، واستشهد شباب وعاش شباب وبقى الوطن، وعاشت مصر والمصريون في حرية واستقلال، ولا عاش ولا كان من يحكمنا من الخارج، لا أجنبي، ولا بأجندة أجنبية، ولا بأجندة الرحمة. فهل من منقذ من أولئك اللذين حُظِروا شكلاً، ونالوا قدراً لا يستحقوه، لا لشيء إلا لأنهم حُظِروا، أو قيل أنهم محظورين، مع أنهم كانوا يمارسون كل حقوقهم، وكان لهم حقوق لا تتمتع بها الأحزاب الشرعية، فكانوا ينظموا المظاهرات في الجامعات، ولا يستطيع ذلك الأحزاب. وكانوا ينظمون المليشيات ولا يفعلها الأحزاب. لكِ الله يا مصر وحماك منِ منَ ادعوا معرفته.
المختصر المفيد يقول ماركس "إن الدين أفيون الشعوب".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com