ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

كلمات لاسعة

د. مينا ملاك عازر | 2011-02-27 00:00:00

بقلم: مينا ملاك
بعد أن صار واضحًا للجميع أن الإحتجاجات والثورات تقوم ضد الأنظمة الحاكمة العربية، لذا أقترح على أنظمة البلدان التي لم يتم بها للآن إحتجاجات، وعلى الحكومات التي حلَّت محل الحكومات المزالة أو المطاح بها، أن يلغوا تصميم الميادين في المدن الكبرى حتى يضمنوا بقائهم، وإن كانت الميادين موجودة بالفعل كميادين اللؤلؤة والتحرير والساحة الخضراء، فعليهم أن يبنوها عماير، أو يشغلوا مساحتها بأي شيء.

يُقال أن هناك مظاهرات تريليونية ستقوم في ميدان "التحرير"، لكي يطالبوا بإزالة هرم "خوفو"، لأنه رمز من رموز النظام القديم، وستبدأ المسيرة من "أسوان" اليوم لتصل ميدان "التحرير" يوم الجمعة. ويطالب منظمو المسيرة بهدم المباني التي حول الميدان لتوسيعه حتى يستوعب التريليون شخص الذين سيحضروا المظاهرات.
 
كان الشعب يريد إسقاط النظام، وما أن رحل "مبارك"، صار الشعب يريد ما لا يستطيع الجيش تنفيذه حتى يبقى في الميدان أطول فترة ممكنة، حتى يضمن عدم خروج مظاهرات تطالب برحيل الميدان!!
 
الفريق "أحمد شفيق"- رئيس وزراء "مصر"- هو سبب مظاهرات يوم الجمعة، إذ طالبت بإسقاطه كرمز باقٍ من رموز النظام البائد.. هل إن رحل الفريق قبل يوم الجمعة القادم سيخرج المتظاهرون يطالبون بإقالة المشير لأنه سبق أن تم اختياره من قبل  الرئيس الراحل، ومن أعمدة نظامه؟!!
 
ليس أمامنا وقت طويل لكي نختار مجلس الشعب ورئيس جمهوريتنا، لكن أمامنا وقت طويل لكي نختار من سنريد إسقاطه الجمعة القادمة غير الفريق الدكتور "أحمد شفيق".
 
رحل اللواء "عمر سليمان" مع الرئيس "مبارك"، ولم يرحل الفريق ولا المشير.. عرفتم بقى إن "مصر" بلد رتب كبيرة مش بلد لواءات؟!

بدأت الثورات بـ"تونس"، ثم "مصر"، فـ"اليمن"، و"ليبيا" و"البحرين"، فـ"العراق"، وعرجت على "الأردن"، ومالت على "المغرب"، ولوَّحت لـ"السعودية"، ولكنها لم تشر لا من قريب ولا من بعيد لـ"قطر" ولا لحكومة "غزة" غير الشرعية "المنقلبة"، حد فاهم ليه؟!

يجيب البعض على سؤالي الأخير، بأن السبب بسيط هو أن "قطر" كلها ليس بها قطريون عددهم يصل لتنظيم مظاهرة مليونية.. أقصى ما استطاعوا جمعه، مظاهرة عشرية. فباقي الموجودين بـ"قطر" إما أجانب أو جنود أمريكيين مقيمين بقاعدتهم. أما "غزة" فليس بها أي ميادين يقف بها الثوار، ويستطيع الحماساويون قتلهم فيه؛ لأنهم اعتادوا على القتل الرحيم بإلقاء المعارض من فوق الأبراج السكنية..
 
في أيام زمان كان فيه "مجنون ليلى"، واليوم فيه "مجنون ليبيا"، الخلاف الوحيد بينهما إن "مجنون ليلى" كان يحب "ليلى" حتى الاستعداد ببذل نفسه لأجلها، أما مجنون "ليبيا" يحب نفسه، ومستعد أن يبذل شعبه لأجلها.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com