بقلم : رامى حافظ
عتابنى البعض من الوفديين الذين حضروا أو سمعوا عن الموقف الذى حدث بينى وبين رئيس الوفد يوم أجتماع أتحاد الشباب الوفدى ، لذا رأيت أن أوضح للجميع وجهة نظرى وخاصة ان الذى تحدث ظن أننى وجهت أهانة لرئيس الوفد وهذا غير صحيح ، وأذكر هنا أننى كنت من مؤيدى الدكتور البدوى فى أنتخابات رئاسة الوفد ضد الدكتور أباظة .
الموقف :
كان أجتماعاً للأتحاد الشباب الوفدى يناقش مسألة سحب الثقة من الهيئة العليا للحزب وتبكير أنتخاباتها ، حضر الأجتماع رئيس الوفد ومعه آحدى قيادات حركة 6 ابريل ، وبمجرد جلوسه طلب من شباب الأتحاد عدم حضور أى من الشباب غير التنظيمين وبضغط من الشباب وافق على حضورنا ، طلب منا رئيس الوفد للأستماع الى قيادة 6 ابريل فكان مجمل حديثها يدعو بأنه علينا تهدئة الرأى العام وخاصة الأحتجاجات الفئوية ، وهنا أنفعلت عليها وقلت لها " أذا كانت رسالة من المجلس العسكرى فنحن نرفضه ، وسنشارك الناس فى أحتجاجتهم ، وبلغيهم بذلك " .
السؤال المنطقى :
هو لماذا فعلت ذلك وليس لماذا أحرجت رئيس الوفد ؟
للرد على التساؤل أذكر هنا ثلاث ملاحظات هامة :
الأولى : المعروف تنظيمياً بين الحركات السياسية المختلفة لقاء قياداتها والأتفاق على نقاط مشتركة وتكلف كل حركة عناصرها التنفيذ لكن هذا لم يحدث ، فمنظم الأجتماع من شباب الوفد توارى الى للخلف وترك مكانه والفرصة لها تطرح ما تشاء من توجيهات سياسية فى صورة نصائح أو رجاء أو تهدئة مع المجلس العسكرى .
الثانية : حضور قيادة حركة من خارج الوفد لحضور أجتماع تنظيمى داخل الوفد وتفعل ما تفعله دون أى اعتراض من القيادات الشابة للوفد تحت غطاء انها ضيفة الرئيس .
الثالثة : وهى الأهم عدم التنسيق بين المجلس العسكرى وشباب الوفد بينما المجلس ينسق مع حركة 6 ابريل وغيرها من الحركات ، وبالتالى ليس من مصلحة شباب الوفد التنفيذ بل عليهم أحراجهم سياسياً أمام المجلس لأنه يرفض التنسيق معنا .
وهنا أعتبارين الأول هو تجارة الحركة بشباب الثورة ليلاً ونهار فى الاعلام والشارع على أساس أنهم أحد قياداتها بالرغم من رفضهم بأن يكون للثورة قيادة ، الأعتبار الثانى هو ما يصدر من رئيس الوفد فدائماً يتبنى هذه الحركات ويطالبهم بالتفاوض والحديث معهم فى المقابل يرفض نزولنا الى الشارع بل ويحجمنا ويشكل لجنة للمظاهرات التى لم تقم حتى الآن بأى تحرك فى الشارع وتظهر الوفد بأن له تواجد على الارض .
ضع فى خلفية كل تلك الملاحظات هو التاريخ المؤلم لكل وفدى مع العسكر التى وصلت بنا بأن أحد قياداته كان سيورث الحكم لأبنه بل وتحميه ولا تسلمه للعدالة وتضعه فى مكان أمن فى شرم الشيخ تحت حراستها بالرغم عما قيل حوله .
وللأجابة على التساؤال المنطقى يضعنا فى أحراج كبير ولكن ، ماذا تفعل لو كنت مكانى ؟
رئيس الوفد يطلب فى بداية الأجتماع خروج الوفديين غير التنظيمين ويوافق بعد مناشدة من الشباب ، المنظم للأجتماع يتوارى الى الخلف فى المقابل يفسح المجال لقيادة من خارج الوفد تعطى توجيهات ونصائح بالتهدئة مع العسكر ، القيادة توجه أوامر تنظيمية هو تصرفات سياسية بحتة متخطية كل الأعراف والتقاليد السياسية المعروفة ، المطلوب من الوفديين التنفيذ .
مواقف وفدية:
وقبل الأجابة أيضاً لابد من سرد مواقف معروفة داخل الوفد والكل يسكت عليها ويتجاهلها :
-أعاتب الدكتور البدوى على مدح شباب حركة 6 إبريل بل وطالب الوفديين بأحتضانهم بالرغم من الاشاعات التى قيلت عليه أثناء النظام السابق حيث كانت تقول أن النظام طالبه بأحتضان الحركة ودمجها فى الوفد لتطويعها أن لم يستطع تدميرها .
-كثيراً ما دعا رئيس الوفد هذه الحركة بالحضور فى فعاليات الحزب مثل الدورات التدريبية وكان رد فعلهم دائماً أقل ما يوصف بعدم اللياقة السياسية فكانت الحركة ترد بالرفض ، ضع فى المقابل اللجان الشبابية للمحافظات والتى ليست من أنصاره فلم يطلب منها ولو حتى من باب الأجراءات التنظيمية بالمشاركة فى هذه الفعاليات .
الأجابة على التساؤل المنطقى :
كان هناك عدة أحتمالات للتعامل مع هذا الموقف :
الأول : تنفجر فى وجه رئيس الوفد وبالتالى تخالف مبادئ وتقاليد الوفد العريقة بالأضافة للوائحه والتى كانت ستطبق على من مثلى وتخطى حدوده .
الثانى : السكوت على ما يحدث وبالتالى يتحمل شباب الوفد عاراً تاريخياً بأن الوفديين يتلقون أوامرهم التنظيمية من خارج الوفد ، وبالأخص من حركة 6 ابريل التى يثار حولها العديد من علامات الأستفهام بخصوص أمكانيات تلك الحركة حيث أن أقل نشاط فى الوفد يتكلف الاف الجنيهات فما بالك نشاط الحركة الالكترونى فيديوهات وخلافه وعلى مستوى المحافظات ، والأهم مصادر تمويل مثل هذه التحركات وهذا الضجيج الاعلامى .
الأحتمال الثالث : وكان هو أختيارى .
الأنفعال على تلك الضيفة أو القيادة وبذلك أحقق عدة نتائج :
-حرق تلك الحركة لشباب الوفد .
-أفشال متعمد لمثل هذه التحركات وخاصة بالنسبة للمجلس العسكرى وخاصة أن مثل هذا رد الفعل سيصل إليهم وبالتالى يفهم المجلس أن تلك القيادات لا تؤثر فى أكثر من محيطها السياسى والذى يتمثل بحركتها وعناصرها .
-أيصال رسالة للدكتور السيد البدوى الذى دائماً ما يفتخر بحركة 6 ابريل بانهم غير مقبولين داخل الوفد ، ويؤخذ على رئيس الوفد أنه يتناسى شباب الوفد الذى قدموا تجاربهم العظيمة أثناء الثورة فى أسوان والسويس والاسكندرية وحلوان والقليوبية .
-الحفاظ على تعاليم الوفد الراسخة حتى ولو كانت أدبية ومعنوية ونذكر هناك الزعيم الثالث فؤاد باشا خالد الذكر بأنه كان يطالب شباب الوفد بالنزول فى كل أنتخابات برلمانية .
-رسالة مؤلمة للمجلس العسكرى بأن شباب الوفد سيظل فى الشارع حتى يُسلم الحكم للمدنيين وان كانوا غير وفديين من خلال انتخابات حرة ونزيهة .
الوفاء لشهداء 25 يناير لن ننسحب من الشارع ألا بتحقيق حلمنا " مصر حرة "
شعرت أنه من واجبى أن أضع مثل تلك الرسالة فى يد شباب الوفد وأشرح موقفى بأننا على مبادئ الوفد وكذلك وفاءً لشهداء ثورتنا المجيدة ، بالأضافة بأن لا يعتقد أحداً من الذين حضروا أو الذين سمعوا بأن هناك دوافع آخرى غير حب الوفد ، عاش الوفد ضمير الأمة .
وفى النهاية .
أدعو شباب الوفد لوضع قائمة تمثل شباب 25 يناير داخل الوفد بالمشاركة مع جيل الوسط الذى شارك معنا للدخول فى أنتخابات الهيئة العليا القادمة ، ولابد من وضع قواعد لعملية الأختيار وهى من وجهة نظرى
-أن يكون الحد الأقصى لسنه 35 عاماً .
-أن يكون شارك فى ثورة 25 يناير بشكل أو بآخر .
-أن يلتزم بمواقفنا المتمثلة فى مبادئ محددة قبل ترشيحه .
-أن لا يكون منحازاً أو محسوباً على أى من تيار الدكتور أباظة أو الدكتور البدوى .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com