بقلم: د. ممدوح حليم
تنطوي المشكلة التي حدثت في أطفيح مؤخرا، والتي أفضت إلى تدمير كنيسة و فرار سكان القرية من الأقباط، تنطوي على قدر كبير من التخلف الحضاري والثقافة البدوية، وقد أعادت مصر إلى حقبة الصراعات الطائفية التي ظننا إننا تخلصنا منها بفعل ثورة 25 يناير.
في العالم المتحضر، قيام علاقة بين رجل وامرأة شأن شخصي لا شان للمجتمع به طالما تم الأمر بقبول الطرفين. أما في المجتمعات المتخلفة فهناك وصاية على سلوكيات الناس، رغم أن هذا المجتمع ليس على قدر عال من النقاء، وكان يمكن تقديم النصيحة الهادئة لطرفي العلاقة دون عنف، مع ممارسة شيء من الضغوط في حال رفض النصح. لكن ذلك لم يحدث.
ولو كان الرجل مسلما والمرأة مسيحية في هذه العلاقة لما تحرك أحد من المتطرفين المسلمين، الأمر الذي يعني أن القضية ليست محض الحرص على الأخلاق فقط. إن النظرة الدونية للمرأة والوصاية عليها إنما هو من فقه البدو.
إن التعميم والانتقام من الأقباط جميعا في صورة كنائسهم وممتلكاتهم وأشخاصهم، إنما ينطوي على قدر كبير من الكراهية والبغض والرفض، الأمر الذي يدعو إلى تطهير النفوس أولا ً والتخلص من البداوة حتى ترتقي مصر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com