عادت الحياة من جديد، أمس، إلى طبيعتها فى منطقة منشأة ناصر، وسيطر الهدوء على الحى الذى شهد اشتباكات دامية بين الأقباط والمسلمين، الثلاثاء الماضى، ووقف الطرفان لتلقى العزاء فى القتلى المسيحيين، بينما شكل الأقباط دروعا بشرية حول ٣ مساجد بالمنطقة لحماية المصلين أثناء صلاة الجمعة، ومنع تجدد الاشتباكات.
وظهرت آثار المعركة بوضوح عند مدخل المنطقة، وانتشرت السيارات المحترقة والمنازل المدمرة، وبقايا زجاجات المولوتوف والحجارة فى الشوارع، وانسحبت القوات المسلحة من المكان، لتتولى الشرطة عمليات التأمين وتنظيم المرور.
ونفى بعض أهالى المنطقة وجود فتنة بين المسلمين والأقباط، وأكدوا أن أحداث الثلاثاء كانت بين بلطجية وليس للطرفين دخل فيها، وساد الحزن داخل سرادق عزاء أهالى الضحايا، وذرف الحاضرون الدموع، فيما تعالت صرخات السيدات، وحضر الأنبا سمعان الخراز، وبصحبته كهنة الدير، لتقديم واجب العزاء، ثم انصرفوا بعد دقائق.
وجلس والد القتيل سمعان نظمى، الذى أودت رصاصة فى الصدر بحياته أثناء الأحداث، فى مقدمة صفوف المعزين، وقال إن من قتل ابنه بلطجية وليسوا مسلمين، فالبلطجية هم من خرجوا للتشاجر، وحشدهم الحزب الوطنى وأمن الدولة لزرع الفتنة بين المصريين، وأضاف: «أنتظر القبض على من قتلوا ابنى وحرضوا على الفتنة».
فى المقابل، أكد إمام مسجد عثمان أحمد عثمان بمنشأة ناصر، أن الإسلام دين تسامح، ولا يجوز أن يقتل مسلم مسيحيا، فجميعنا أشقاء لا أعداء، ووقف مئات الأقباط خارج المسجد لحماية المصلين، ومنع أى اشتباكات جديدة، ولجأوا إلى تفتيش المارة من خارج المنطقة، وقال أحدهم: «كلنا إخوة، ولازم نحمى نفسنا بأيدينا من الفتنة».
وخرج المسلمون بعد انتهاء الصلاة، واحتشدوا مع المسيحيين خارج المسجد، وهتفوا جميعا «يحيا الهلال مع الصليب»، و«مصريين مصريين مسلمين وأقباط»، قبل أن يتوجه المسلمون إلى السرادق، لتقديم واجب العزاء لأهالى الضحايا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com