ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

مشهور أم ناجح

د. مينا ملاك عازر | 2011-03-13 00:00:00

بقلم: مينا ملاك عازر
معظم الناس هذه الأيام يبحثون عن الشهرة، والشهرة سهلة لكن النجاح صعب، ومن نبهني لهذا الاختلاف والفارق بينهما شخص أعزه وأعتز به، فحضرتك إن خرجت بمطالب سقفها عالي أوي أوي حاتبقى بطل ثوري وحاتبقى مشهور، والناس حاتصفق لك وتطبل لك، وتقول أيوه هو ده فعلًا إللي كان ناقصنا. يعني لو طلبت إنك تقبض مرتبك الشهري كل يوم، الناس حاتقول: مش ممكن، كنت تايه عننا فين؟ وسيبك بقى من اقتصاد البلد إللي حايخرب ساعتها، ما هو إحنا الشعب بتاع إحييني النهاردة وموتني بكرة!! بمناسبة مرتبات الشهر، هي الناس القاعدة في "التحرير" للآن دول بيقبضوا منين؟ وعلى إيه؟ وبيعيشوا منين كل المدة دي؟!

لكن لو حضرتك خرجت وقلت كفاية كده يا جماعة الاقتصاد حايخرب، حاتبقى من ذيول النظام ومن الثورة المضادة، يجب بترك والقضاء عليك وإهمالك، وذلك كله رغم إنك تبحث عن تقدُّم البلد. فتقول رأي راجح محترم، أنت تثق في الجيش وإنه قادر على حماية الثورة، ومنع الردة للنظام القديم، لكن على مين؟ الناس ناصحة وعايزة المطالبات الساخنة، وأنا محتار أبقى مشهور ولا ناجح؟

كان زمان من يعارض يتخفس به الأرض، وقلة فقط ممن عارضوا إتشهروا وإترفعوا، فكان هناك الكثيرين ممن يداهنوا النظام ويتملقونه طامعين في الشهرة، لكن الآن من يعارض هو إللي يبقى فوق الراس، وإللي يهدئ ويطلب بإعمال صوت عقل ينداس!!

ومع حيرتي، فكَّرت أكون مشهور، بأن أطالب أن نخرج في مظاهرة مليونية تطالب بتحرير "القدس"، ويبدأ زحف الشعب نحو الحدود المصرية الفلسطينية لتحرير ومؤازرة الإخوة الأشاوس في حماس، ثم الزحف على "الجولان" وتحريرها، وده طبعًا لأن مافيش شعوب في "سوريا"، آه الشعب السوري أخد أجازة هو ونظامه راحوا يتفسحوا في جزر الكناري، فإحنا حانملأ فراغهم ونحرَّر "الجولان"، لكن تراجعت، وقلت دي فكرة ممكن ناس تمشي وراها بجد وتنفذها وساعتها تبقى مصيبة سودة، فقلت خلاص أبحث عن النجاح وأسأل حضرتك، بتوع "التحرير" عايشين إزاي؟ من يعولهم للآن، خصوصًا إنهم آكلين نايمين شاربين صاحيين في "التحرير"؟ وأجري وأجرك على الله.. ملحوظة: لو رحت سألتهم أنا مش مسئول عن إللي حايحصل لك، كفاية الشتيمة إللي حاتنزل عليَّ بإني خاين وأخون منْ في "التحرير"، فأنا ماليش دعوة بإللي حايحصل لحضرتك.

"مصر" أمانة في أيدينا، علينا الاختيار بين السهل والصعب، المغري وغير المغري، بل المؤلم علينا أن نختار بين أن نكون أغلبية صامتة منقادة لمصير لا يعلمه إلا الله، أو أن نكون أغلبية محرِّكة للأمور ولا يوجِّهنا منْ لا نعلم لهم فكر ولا رؤية، ويبقى لنا الجيش من بعد الله حصنًا وصمام أمان لبلد لا نريد لها السقوط كما سقط نظامها.

المختصر المفيد، الشهرة طريقها صار سهلًا، ونهايته مجهولة، أما النجاح صعب الطريق، لكن نهايته خير.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com