بقلم: سامح سليمان
بينما نحن كما هى العادة فى الأمم والمجتمعات القبليه الذكوريه الأبويه، المجتمعات الأستغلاليه العنصريه الطائفيه المتخلفه والفاشله،
المجتمعات الديكتاتوريه القمعيه التى تقوم بمعاداة ورفض وأهدار و أحتقار وأزدراء العلماء و الأدباء و المفكرين التنويريين الحقيقيين، والتفنن فى ممارسه كافه أشكال وألوان التهميش والتعجيز والتحطيم النفسى والمعنوى على كل مصلح حقيقى رافض للتوحد بالماضى.
بينما تحمى وتساند وتتحالف مع الجماعات والاتجاهات الأصوليه الظلاميه الرجعيه الفاشيه،اصحاب الايدولوجيات الدينيه المعاديه للحياة ، الساعين بكل قوة ونشاط ودهاء إلى تسييس الدين وتديين السياسه كمدخل لتديين كل شئ فى المجتمع للوصول الى هدفهم الرئيسى
وهو السيطرة الكامله على جميع مؤسسات المجتمع،وهذا بالفعل ما ينجحون فى تحقيقه فى المجتمعات التى ينتشر بها الجهل و تسودها الأميه حتى بالنسبه للمتعلمين،وبالنسبه لمن يطلق عليهم أعتباطاً لقب مثقفين بينما هم فى الحقيقه ليسوا إلا مثقفين سلفيين دوجماطيقيين
وتدعم المئات من طوابير وقوافل وجحافل من أصحاب العقول الصدئه الخربه المتعفنه، أشباح وأشباه المثقفين، محترفى تلويث وتسطيح
وتعميه وطمس وأفساد وتحجيب العقول، وتزييف الوعى وتمييع المفاهيم،والترويج لثقافه نكوصيه سلفيه رجعيه متزمته، ثقافه تغييبيه عبارة عن أساطير عجائزيه و وصلات من الجهل والتجهيل الفكرى الثقافى ذو القيمه والمكانه والمناعه والحصانه والعصمه والقداسه الأفتراضيه الوهميه الزائفه، وأمثولات واكليشيهات محفوظه وعبارات رنانه براقه لكنها هلاميه مستهلكه عديمه القيمه أو الفائدة أو الفاعليه،فارغه المحتوى و المعنى و المضمون . ثقافه فاسدة وملوثه ومنتهيه الصلاحيه للبقاء فى حيز الوجود و امكانيه التطبيق ـ ثقافه الخزعبلات واللامنطق والهذيان وانتظار الحلول المعجزيه الأعجازيه ، ثقافه الأفتخار بتحقيق أنتصارات دونكيشوتيه على كائنات و قوى خفيه خرافيه وهميه فى عوالم غير مرئيه غيبيه ميتافيزيقيه أفتراضيه،ثقافه تعبويه صراعيه أستئصاليه تهدف إلى تدريس الحقد والبغض والتدمير وعشق الموت وكراهيه الحياة،ثقافه لا تعدوا سوى أن تكون مجرد بصاق وتقيئ وأجترار فكرى، وعفن وعهر ثقافى ، وهلوسه وسفه وبلاده و بذاءة عقليه لا يعتنقها أو يؤمن بها أو يتقبلها أو يدعوا اليها إلا اصحاب المنفعه والمصلحه فى سيادتها وبقائها المسترزقين من تغييب وجهل وتجهيل وتضليل أكبر عدد من الأفراد لتسهيل عمليه أستغلالهم وأستنفاذهم وتسخيرهم لتحقيق أغراضهم، أو من انتهكت واغتصبت واغتيلت عقولهم من خلال خدعه ومؤامرة محبوكه بدأت منذ الطفوله،واشترك فى صنعها كافه مؤسسات المجتمع ابتداءً بمؤسسه الأسره ـ مؤسسة الأسره القائمه فى أكثر الأحوال على الكذب والخداع والتضليل والتملك وأرهاب وأستعباد الأقوى للأضعف تحت العديد من القيم القبليه والمسميات فارغة وعديمة القيمه والمعنى والمضمون، وتسلط من يملك القوه الأجتماعيه أو الأقتصاديه وهو فى الغالب يكون الأب ـ لاحظ التسميه الشائعه " رب الأسره " فهو الأله الارضى الكامل المنزه السيد الأمر الناهى المطاع بلا جدال أو اعتراض او مناقشه ـ فتحولوا الى كتائب و فرق وقطعان من الدراويش وحاملى المباخر والحمقى والمجاذيب ـ
بل وتدعمهم مادياً ومعنوياً وتروج لهم ولما يبثونه وينفثونه ويدعون اليه من أكاذيب طالما تتفق مع اهدافها ومصالحها ومخططاتها، عن طريق تلميعهم اعلامياً والدفع بهم للخروج لدائرة الضوء وخلق جماهيريه وقاعدة شعبيه تؤمن بهم و بقمامتهم الفكريه العطنه ، بأختلاق القصص عن بطولاتهم الوطنيه الأسطوريه وأنجازاتهم الوهميه وعبقريتهم الفذة المستفذة، وتوجيههم والدفع بالبعض منهم لممارسة وأصطناع وتمثيل دور المعارضه ـ مدفوعه الاجر ـ فى حدود الأطار الذى تم رسمه والأتفاق عليه مسبقاً وتحريم وتجريم الخروج عنه ـ وإلا تم دفع ثمن الخروج عن أرادة الصانع والموجه والممول ـ.وأسبقية وحرية الأكثار من التحدث فى مختلف الوسائل الأعلاميه المسموعه والمقرؤه من صحف ومطبوعات وقنوات محليه وفضائيه،وحريه عقد الندوات والمؤتمرات،وسهولة وسرعة تبوء أعلى المناصب، والحصد المتتالى بدون استحقاق للمنح والجوائز،والسماح لهم بالرد على معارضيهم او منافسيهم وملاحقتهم قانونياً والتعتيم على أنجازات ومواقف هؤلاء المعارضين ،وأستباحه وتشويه سيرتهم وأفعالهم وأفكارهم واقوالهم واغتيالهم ادبياً ومعنوياً واحياناً جسدياً دون اعطائهم نفس الحق وأتاحه نفس الفرصه والمساحه والأمكانيات لهم للرد وإيضاح الموقف وألدفاع عن ما يعتنقونه من أراء .
المجتمعات التى توحد صفوفها وتكرس جهودها لتكفير وتسفيه وتسخيف ومصادرة واجهاض أى أبتكار أو أجتهاد أو تطوير أو تجديد أو حتى مجرد رأى ـ أختلف عن النص وخرج عن دائرة الأجماع وقاعدة المسموح و المقبول ـ أو أى مشروع حضارى جاء مغايراً لما بداخل عقولهم و أذهانهم العقيمه الصنميه المتحجرة من معتقدات وأفكار ونماذج وتصورات ومناهج ومرجعيات للتقييم والتصنيف والتحديد لماهو جيد ونافع وصالح للتطبيق .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com